"أنا في هذا البلد.. أعرف ما يحصل فيه بعد عشر سنوات. حياتي مؤمنة وكذلك عائلتي وبيتي، حتى جهاز الموسيقى مؤمن، وتأتيني صناديق النبيذ إلى الباب، وعمَّا قريب ستزهر الأبصال في حديقتي، ولديَّ ما يكفي من الأفكار والورق لأكتب حتى نهاية عمري. لِمَ أعذَب نفسي بأمور لا أستطيع تغييرها؟!"
"طاغيتنا الأخير بنى سلطته بالصور التي انتشرت في كل الأماكن وفي كل الأشياء(الشوارع والساحات العامة، مداخل المدن والمؤسسات، في كل الغرف الرسمية، على أغلفة الكتب المدرسية ودفاتر الكتابة، على ساعات اليد، صحون الطعام، أقلام الكتابة، العملات المعدنية والورقية)"
"في كل منفى أكوِّن بيتاً ومكتبة وأعلق صوراً وأقيم علاقات مع جيران وأصدقاء وأقول: هذا وطن بديل، ثم أ غادره إلى مكان آخر. أربعة بيوت في لبنان، ثلاثة في سوريا، خمسة بيوت بنيتها من حجر جبال كردستان ثم غادرتها مع اقتراب المدافع"
"لم يعد أحدنا يسمع الآخر جيداً في الأسواق حين تدوي مئات المولدات معاً وتبدو بغداد مثل قرية، محالها مضاءة وشوارعها مظلمة"
"جيل كامل نشأ في الشارع دون أن يحصل على أية معونة أو تعليم من الدولة، قضى نصف شبابه مقاتلاً من أجل وطن لا يملك فيه بيتاً أو حقلاً. عاش الحصار جوعاً وإذلالاً وموتاً وهو يرى رجال الدولة يبنون القصور ويدخنون السيكار الفاخر دون خجل من رعاياهم. الدولة التي أذلته صارت عدوة له، لذلك كان ينهبها ويحرقها دون رحمة"
"شارع الرشيد... ليس هذا الذي أقطعه شارعاً فحسب إنما هو نصب لتاريخ بغداد الحديث. كل الأحداث مرت من هنا. أول مدفع عثماني وأول مدرعة إنكليزية وأول عربة للوالي العثماني تجرها خيول وأول سيارة تدخل العراق مثيرة دهشة الناس: كيف تسير بدون خيول تجرها! هنا جلس أول الأفندية من قراء الجرائد، الذين سرقوا الضوء من أئمة الجوامع. وهنا كونت أولى المفردات الحديثة في لغة العراقيين: الوطن، الاستعمار، السينما، السيكارة، المقهى، وسار أول الماشين بالبنطلون بدلاً من الجبة والدشداشة. ومن هذا الشارع مرت أولى التظاهرات، وفيه جرت أول محاولة لاغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم. كل الأشياء الأولى مرت أو تشكلت هنا"
"وكل ساعة تمر أمامنا حكاية لا بداية لها ولا نهاية: رجل مصاب بطلق ناري وآخر يطارده . لا أعرف لم أطلقت الناس وما سبب الذي حدث فيما بعد. فالقاعدة السائدة هي أن نمضي لننجو بجلدنا في بلاد تسودها شريعة الغاب. امرأة تصرخ في الشارع مستنجدة بالناس وسيارة تمضي مسرعة عكس السير مطلقة بضع رصاصات للتخويف ولا أحد ينجد المرأة. مسلحون كسروا باب بيت مررنا به ولم نعرف من هم المسلحون.، ولماذا داهموا البيت وماذا وجدوا فيه"
حرب العاجز: سيرة عائد، سيرة بلد > اقتباسات من رواية حرب العاجز: سيرة عائد، سيرة بلد
اقتباسات من رواية حرب العاجز: سيرة عائد، سيرة بلد
اقتباسات ومقتطفات من رواية حرب العاجز: سيرة عائد، سيرة بلد أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
حرب العاجز: سيرة عائد، سيرة بلد
اقتباسات
-
مشاركة من alatenah
-
شكل النخلة هو مزيج من شكل الزهرة الصحراويّة وشكل المظلّة التي تمنح المرء دائرة من الظلّ في الصحراء، لكن سرّ النخلة وقدسيّتها يأتيان من كونها تلوّح للقادم من صحراء العطش والموت، وكأنّها بشارة بالحياة ودليل على الواحة والماء.
جيل كامل نشأ في الشارع دون أن يحصل على أيّة معونة أو تعليم من الدولة،
قضى نصف شبابه مقاتلاً من أجل وطن لا يملك فيه بيتاً أو حقلاً. عاش الحصار جوعاً وإذلالاً وموتاً وهو يرى رجال الدولة يبنون القصور ويدخّنون السيكار الفاخر دون خجل من رعاياهم. الدولة التي أذلّته صارت عدوّة له، لذلك كان ينهبها ويحرقها دون رحمة.
مشاركة من The reader -
لا شئ يحمينا في الحرب غير الجدران وهذه الجدران عدوتنا لأن القصف يستهدفها بالتحديد ولذلك صارت لنا ملجأ وقبر في الوقت نفسه
مشاركة من Omar Hafez -
حرب بلا أبطال ولا مواجهات فالمعركة سيحسمها رجال من الجو يرون أهدافهم ولا يعرفون قتلاهم
مشاركة من Omar Hafez -
أكره ما أكره هو كلمة صمود لأن أحداً غير الأمهات العراقيات لن يفهم أنها كلمة مكتوبة بدم وجوع
مشاركة من Omar Hafez -
"وفي قرية ما من مساحات البؤس العراقية أمٌ للجندي الذي تجرجر الضباع بقاياه. لم تتسلم هذه الأم جثة ابنها فراحت تلوب مثل أمي متتبعة حولها وفي مخيلتها مصير الابن الذي حملته تسعة أشهر وراقبته وهو ينمو وملامحه تتغير حتى صار رجلاً مرشحاً لقطعة حديد ساخنة"
"حين كان يحرر رسائل القراء لـ"مياسة" في مجلة (الإذاعة والتلفزيون) مرة نسي كيساً عامراً برسائل القراء في سيارة تاكسي. صاحب التاكسي الشهم جاء إلى المجلة سائلاً عن (أبو البيت) يريد أن يلتقيه هو بالذات منفرداً لأن القضية تمس عرضه. اعتقد أن في البيت بنتاً لعوباً تتلقى كل هذه الرسائل ولذلك جاء ليعيد الكيس الفضحية لأبو البيت ويطلب منه أن يؤنب البنت التي لوثت شرف العائلة"
مشاركة من alatenah
السابق | 1 | التالي |