فيما كانت المرأة مستمرة في الضرب على الآلة الكاتبة، اقترب الطفل وجلس إلى جانبها. بقي عن قصد هادئاً تماماً. توقفت المرأة عن العمل، نظرت نصب عينيها:(أنت جائع، أليس كذلك؟) هز الولد رأسه نافياً. المرأة:(هل يزعجك أن أقوم بعملٍ ما؟) أخذ الطفل بالابتسام. ص٣٥
المرأة العسراء
نبذة عن الرواية
تدور الرواية القصيرة حول امرأة تنتظر وصول زوجها بعد رحلة عمل طويلة نسبياً. و بعد عناق الأحباب و ليلة مثالية تخبره دون مبررات، دون حب جديد أو حتى نزوة طائشة أنها تفضّل العيش وحيدة مع طفلها. و لأن قراراً ضخماً كهذا يجرجر خلفه الكثير من التبعات. فالوحدة لا تبدو على الدوام آمنة كما أنها ليست بالمشروع الذي يمكن الإشادة به على المدى البعيد. زوجها بالمقابل على النقيض منها تماماً فهو من منذ اليوم الأول يمضي للعيش في منزل صديقتها فهو لا يتقبل الحياة الخاوية. يخبرها أنها على الأرجح ستبحث قريباً عن طريقة للتخلص من حياتها البائسة. الأب يتفهم بدوره هذا الحل المؤلم حيث يعيش عزلة قديمة و يخبرها في نزهة ليلية أنه وحيد للدرجة التي لا يجد أحداً يفكر به قبل النوم. هاندكه كاتب خطير و إن كنت لا أدعي أنه مشوق، في جعبته الكثير من الالتقاطات العبقرية. لم أتوقع يوماً أن أجد من يكتب عن الصوت الذي تحدثه قدم بأظافر مقلمة حديثاً و عن امرأة تسد بأصبعها ثغرة صغيرة في كنزتها بشكل عفوي. و بمثل هذه الدقة يكتب الألماني عن الحياة التي لا تبدو في نظر البعض جيدة غير أنها تلائم صاحبها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 1990
- 84 صفحة
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية المرأة العسراء
مشاركة من تهاني
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
شكري الميدي
المرأة العسراء : العزلة كحل نهائي .
إن الروايات القصيرة تحمل صبغة خاصة ، لغة مميزة ، سهلة و أقرب للحلم . لا غرابة أن يُسحر بها الكثيرين في العالم على اعتبار أنها وعاء جديد ، لأدب مدهش . كثيرة هي العناوين البارزة لهذا النوع الأدبي النادر نسبياًً : الشيخ و البحر لهمنغواي – الموت في فينسيا لتوماس مان – من أعاد دورتين لإسماعيل كادريه – الحيوان المحتضر لفليب روث – خيالات ضوء القمر لبانانا يوشيموتو – منزل الجميلات النائمات ليوسوناري كواباتا– سيلفيا لروائي الأمريكي ليوناردو مايكلز و بين يدي الآن رواية صغيرة أخرى بعنوان المرأة العسراء لبيتر هاندكه .
سنة 1990 في ترجمة من دار الآداب قامت بها ماري طوق – ظهرت الرواية في قالب رائع و لغة تحمل سمة التكثيف و المباشرة . الكاتب لا يدعي بأنه يحمل فكراً فلسفياً ، الرواية واضحة ، ما تهدف إليه هي شرح حالة إمرأة تقرر بشكل مفاجيء التخلي عن زوجها . تطلب منه أن يخرج من حياتها . الزوج بدوره يشعر بوحدة قاتلة ، لابد بأنه سافر لتخلص من عبأ البقاء بقربهما . و هناك حيث عمله في فلندا داخل احدى الفنادق الباردة ، فيما هو لا يستطيع أن يتبادل كلمة واحدة مع أي فلندي ، هناك ينسحق تحت وحدة قاسية ، برد يجتاح روحه . و يعرف بأنه من دون زوجته و ولده ، لا يساوي شيئاً .
زوجته في المقابل عاشت لأيام في وحدتها ، فشعرت بفداحة العيش بجانب شخص ما . فتقرر أن تعيش مع ابنها المولع بفرقعات الشمبانيا التي تعني السهر ليلاً . يتكلفان بعض الوقت معاً للتذكر بعض اللحظات الحميمية .
أحياناً تسكن الزوجة و التي تظهر في رواية كثيراً تحت اسم – إمرأة
في احدى جلساتها تستمع إلى أغنية بعنوان – المرأة العسراء تنتهي بكلمة مثل – لأنني هناك سأراك وحيدة
بين آلاف الآخرين
و سترينني أنا بين آلاف الآخرين
و سيذهب أخيراً واحدنا لملاقاة الآخر .
كل من يظهر في الرواية يعاني وحدة بالغة . يكتم في نفسه ذكريات صغيرة كأنه يقتات عليها في لحظات الوحدة . كل منهم يعاني وحدته لسبب ما معهم بالنسبة له . حتى لتشعر بأن الوحدة يصنعها المرء صناعة لحماية ذاته و صيانة روحه من العطب .
المرأة العسراء رواية نادرة – ظهرت بترجمة أنيقة أنهاها كاتبها في شتاء باريسي من عام 1976 .
و جدت أسلوب تفكير بعض أفراد عائلتي ضمن الكتاب . الوحدة أم قد يكون معالجاً بشكل مثير ، كنوع من تنقية العلاقات مع الخارج
-
تهاني
.
عنوان الكتاب: #المرأة_العسراء
نوع الكتاب: #رواية
مؤلف الكتاب: #Peter_Handke
ترجمة: #ماري_طوق
عدد الصفحات:٨٣
تاريخ النشر في ألمانيا: -
دار النشر العربي: #دار_آداب ١٩٩٠
الطبعة:الأولى
تقييم تطبيق #good_reads : 3.37
عدد المقيّمين في التطبيق: 714
.
نبذة عن المؤلف:ولد بيتر هاندگه في ٦ ديسمبر ١٩٤٢ في جريفن في مقاطعة كيرنتن، كاتب ومترجم نمساوي. في 6 ديسمبر 2007 قام ببيع مخطوطات ومواد خاصة به تنتمي إلى العقدين الأخيرين كتراث أثناء حياته Vorlassإلى الأرشيف الأدبي النمساوي في المكتبة القومية مقابل مبلغ نصف مليون يورو. وقد دعمت عملية البيع الوزارة الاتحادية للتعليم والفن والثقافة. كما أعطى في بداية عام 2008 مذكراته الـ 66 التي تنتمي إلى الفترة بين 1966 و 1990 إلى الأرشيف الأدبي الألماني في مارباخ مقابل مبلغ غير معروف.
.
نبذة عن الكتاب:بعد انتظار طويل وصل الزوج من رحلة عمل واستقبلته المرأة بكل سرور، وفي اليوم التالي أخبرت المرأة برغبتها بالعيش بمفردها مع ابنها الذي يبلغ ثمان سنوات دون أي سبب، ويوافق الزوج. تستمر الأحداث مع المرأة وعزلتها الغريبة وزوجها الذي يحاول العودة إليها بحجة أنه يكره الوحدة بعكسها تماماً.
.
اقتباس:فيما كانت المرأة مستمرة في الضرب على الآلة الكاتبة، اقترب الطفل وجلس إلى جانبها. بقي عن قصد هادئاً تماماً. توقفت المرأة عن العمل، نظرت نصب عينيها:(أنت جائع، أليس كذلك؟) هز الولد رأسه نافياً. المرأة:(هل يزعجك أن أقوم بعملٍ ما؟) أخذ الطفل بالابتسام. ص٣٥
.
رأيي الشخصي:لا أرى علاقة بين العنوان والمحتوى! علاوة عن الترجمة السيئة جداً، والشخصيات بلا أسماء:المرأة، الولد، الناشر، السائق، البائعة... إلا من شخصيتين أو ثلاث!! ولا أجد الهدف من الرواية غير وصف حالة الإنسان المنعزل ومشاعره التي قد تكون حقيقية بشكل مرعب..!
تقييمي: 2.5/5
-
عبدالله موسى
على ذات النمط الذي كتب به بيتر هاندكه روايتيه، رسالة قصيرة للوداع الطويل، والشقاء العادي، تأتي رواية المرأة العسراء، لتؤكد على ذلك النمط الذي يمكن تشبيهه بالانعزالي الانطوائي لشخصيات الرواية، والتي في الغالب ما تكون شخصية واحدة مركزية أو شخصيتين.
في المرأة العسراء يتحدث الروائي هن نمط من العائلات المسكونة بهواجس البحث عن الاستقرار والمفجوعة بالاغتراب الذاتي الذي يظل مسيطرا على شخصيتي الرواية والتي تبدوان غير واضحتي المعالم، وغير قادرتين على الوصول الى الطريقة المثلى لحياة زوجين يجمعهما طفل نشيط ذكي.
الرواية برغم كل ضبابيتها إلا أنها تشي بالروح القلقة للإنسان الغربي، وتحاول فلسفة كل هذه الهواجس المقلقة والتي يبدو أنها هي قدر الإنسان المتماهي مع الحداثة العصرية.