نضيق بمثل هذا الكتاب نحن الذين نُكبر العقل ولا نثق الا به ، ولا نطمئن الا اليه .
اعلم ان العقل ليس كل شئ وان للناس ملكات أخرى ،وان مثل هذه القصص والاحاديث تجد في قلوب الناس وعواطفهم وخيالهم مرتعاً خصباً ولكنها ليست لأمثالي ، فمثلي لا يملك الا ان يضيق بمثل هذا الكتاب .
بلاغة بريئة تشعر انها منحدرة من حساسية اخلاقية – دينية مفرطة تلتحف برداء العبارات القدسية لا تليق بمن هم في مقام تولستوي الادبي والفكري .
هذا الرداء الذي تلحف به تولستوي يجعلك لا تعرف له صورة ، هل هو اديب في رداء واعظ ام فيلسوف في رداء أديب ؟؟ أَ واعظ يتفلسف ام فيلسوف يلقي المواعظ ؟؟!! .
لا ريب ان في الافكار التي بنيت عليها القصص ابداع ، ولكنه الابداع الفطري الذي تشعر انه متوارث اكثر من كونه نتاج مخيلة فذة.
ثم ان للترجمة يد في تشويه الصورة التي أراد تولتسوي ان تنعكس له في مخيلة القارئ فالكتاب مترجم من الانجليزية وليس من الروسية الى العربية وفي كل ترجمة تضيع ثلثي الصورة مما يجعل المتبقي في الكتاب المعرب ما هو الا بقايا للصورة الاصلية ، هذا على رداءتها من الناحية الادبية .