*الكوتا والبوكر*
بت مقتنعة أن جائزة البوكر تقوم على نظام المحاصصة، وبالذات فيما يتعلق بالمرأة، ففي كل يشعر القائمون على أمر الجائزة أنهم مضطرون اضطرارا -وفق نظام الكوتا- لأن يرشحوا رواية نسوية بغض النظر عن مضمونها الإبداعي
وأظن في ترشيح رواية البشر شيئا من هذا..
________________
*المثقفون والحنين للماضي*
على قصر زمن تأسيس الدولة مقارنة بالدول الأخرى، إلا أن الكتاب السعوديين -الروائيون منهم على وجه التحديد- دأبوا دائما في كتاباتهم على الحنين الدائم للماضي ويقصدون على وجه التحديد ماقبل حادثة الحرم وبعد الطفرة الاقتصادية، بمعنى فترة السبعينيات والثمانينيات الميلادية
طبعا حنينهم للماضي يتمثل في الحرية الاجتماعية فقط (لم تكن هناك حرية سياسية حتى يحنو لها أصلا)٠
حنينهم للفترة التي كان الدين فيها بسيطا عند عامة الناس
حين كان الصدح بالأغاني شيئا عاديا لا يستنكر
حين كان التلفاز يعرض سهرات أم كلثوم ونجاة الصغيرة
حين كانت الإعلانات التجارية تظهر النساء سافرات بلا حجاب
حين كانت البيوت صغيرة في أحياء مصغرة وتخرج النساء لقضاء حوائجهن بلا حاجة للسيارة، ولو اضطرت احداهن لها تركب هذا مترو الرياض :d
<a href="****"><img src="http://i.****" alt="Uploaded with Imgupr" /></a>
ورغم أن شيئا من هذه الحرية رجع إلا أن هذا الحنين مازال قائما على أشده عند هؤلاء المثقفين
!!!!
الموت لديناصورات الثقافة
الزمان يتقلب بهموم اجتماعية ترتبط بالسياسة من الدرجة الأولى وهم على موجتهم صامدون يناوشون السلطة الدينية في مسائل تتعلق بالمرأة فقط
:/
______________
*بطل الرواية*
شارع الأعشى هو البطل، وهو شريان بلدة منفوحة يتفرع منه سكك تنفذ إلى حارات يسكن فيها المواطنين مابين القادمين من حضرموت أو البادية أو القرى المحيطة بالرياض أو المناطق الأخرى في أنحاء البلاد
وتقع عليه عمارات لشقق سكنية يقطن فيها المقيمين من الدول العربية
<a href="****"><img src="http://i.****" alt="Uploaded with Imgupr" /></a>
بلدة منفوحة، كانت مستقلة و انضمت للرياض ومع التوسع العمراني صارت جزءا منها وأحد أحياءها، هاجر منها المواطنون لأجزاء أخرى من الرياض فأصبح أكثرها أطلالا مهجورة ومبان متداعية يفر لها المخالفون لأنظمة الإقامة وهي التي دارت فيها الأحداث الأخيرة مع الأثيوبيين.
______________
*عزيزة مصر*
عزيزة بطلة الرواية
هائمة بمصر عاشقة لها
بالثورة ضد الملكية؟ لا
بخطب عبدالناصر مثلا والقومية؟ لا
بسيد قطب والدعوة الإخوانية؟ لا
بالقراء والمجودين
وبالفقهاء والأصوليين
بعلوم الشريعة وعلماء الأزهر ؟ لا
هائمة
بسعاد حسني وحسين فهمي
وفاتن حمامة وتحية كاريوكا
هذه مصر في عُرف عزيزة
أعلم تماما أن الرواية ليست تاريخا وليست شهادة موثقة
وأدرك جيدا أن الروائية من حقها أن تختار وتنتخب من ثقافات الشعوب مايروق لها
وأعي قضية أن الكاتبة حرة أن تكتب فيما تشاء لمن تشاء فيمن تشاء
لكنني فقط لا أستطيع أن أحسن الظن في تسليط الضوء على مصر كرمز إعلامي في مجال الفن وحسب، في ظل هاتين السنتين المفعمة بالأحداث السياسة على الساحة المصرية
أشعر أن هناك رسالة ما ، كالرسالة التي أرادات مستغانمي في روايتها الأخيرة أن تبثها بربطها بين ثورة سوريا الحديثة وثورة الجزائر من خلال الترميز بكون بطلة الرواية الجزائرية من أم سورية وسردها لوقائع من مآسي الثورة الجزائرية عندما استلم المتشددون دفة الثورة >>> تحليل عكاشي :d
________________
*بين المدنية والقروية*
لفت نظري هو إصرار الكاتبة على لسان عزيزة إظهار (حصة) الفتاة القادمة من قرية الخرج على أنها بلهاء ساذجة لم تمسها المدنية الحديثة في الرياض
!!!
خفي علينا يا نيو يورك نجد
:D
الفروق بين الرياض وبقية قرى نجد حتى سبعينيات القرن الماضي كانت لاتذكر
لم يكن في الرياض شيئا يميزها من المدنية والحضارة سوى أنها تضم أشخاصا من بيئات شتى والتي لم تكن لتجتمع في هذه الرياض لولا قرار الملك سعود بنقل وزارات الدولة إلى الرياض بدلا من جدة
وإلا لكان الفرق بين الرياض وشقراء مثلا قصر المصمك فقط
:d
_____________
*الرواية إجمالا*
قد يستمتع بها من لايعرف شيئا عن الرياض من باب الاطلاع على ثقافات الأمم والتفكر في شؤون خلق الله والتأمل في تقلبات الزمان
لكن من يعلم شيئا يسيرا عن تاريخ الرياض الحديث حتى وإن لم يعش فيه فلن تكون له هذه الرواية إلا عبئا ثقيلا