رحلةٌ عبر مركب هذه الأوراق عبر بحر دمعي إلى غزة .. كانت هذه الرواية .. تخرج فلسطين منها كزهرةٍ فوّاحة وإن كانت أوراقها تتساقط ألماً .. تتمثّل فيها عزّة المرأة الفلسطينية بثوبها المطرّز وهي تزغرد لابنها الشهيد زغرودة تلقي الرعب في قلوب المتخاذلين عن هذه القضية المقدسة!
تُسْرَد الرواية على لسان ثلاث شخصيات رئيسية كان الانتقال في الحديث بينهم عشوائياً، أعجبني ذلك جداً، ووجدته العامل الأهم الذي يدفع المرء لإكمال الرواية، حيث لا توجد حبكة واضحة المعالم أو معقدة تشتبك فيها الأحداث، فكانت مجموعة قصص تُسرد على لسان كاتبة تزور غزة..
عمها القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي .. والذي أبدعت الكاتبة في وصف الآلام النفسية له، والذي كان كان متفوقاً على أي جانب ألم جسدي ..
والأب الذي يعاني مرارة وبرودة الغربة .. واستطاعت في ذلك أن تجعلني أنهي الرواية على أصوات الحنين، وعلى نزف جرحي الدمشقي الذي أخذ ينفتح على جرح فلسطيني في الضمير ووجدان الإنسانية، فيزداد عبق الألم وتنطلق منه طيور مهيضة الجناح كسيرة ..
لم أحبذ كثرة الحديث بالعاميّة في الرواية حيث دخلت بعض المفردات والتعابير العامية في مجرى الكلام بالفصحى ..
التشابيه رائعة، تأخذ القارئ إلى عالم آخر .. تشدّه .. الجمل أخاذة .. واللغة رائعة :)
الرواية دعوة إلى الحقيقة، وإلى تجديد العهود، وإلى .. غزّة !