وصف ابن سينا للذات الالهية في قصته "حي بن يقظان"
"والمللك أبعدهم في ذلك مذهبا ، و من عزاه الى عرق فقد زل ، و من ضمن الوفاء بمدحه فقد هذى ، قد فات قدر الوصاف في وصفه ، و حادت عن سبيله الامثال ، فلا يستطيع ضاربها الا بتبيان أعضال ، بل كله لحسنه وجه ، و لوجوده يد ، يعفي حسنه آثار كل حسن ، و يحقر كرمه نفاسة كل كرم ، و متى هم بتأمله احد من الحافين حول بساطه ، غض الدهش طرفه فآب حسيرا ، يكاد بصره يختطف قبل النظر اليه ، و كان حسنه حجاب حسنه ، و كان ظهوره سبب بطونه ، و كان تجليه سبب خفائه ، كالشمس لو انتقبت يسيرا ، لاستعلنت كثيرا ، فلما امعنت في التجلي احتجبت ، و كان نورها حجاب نورها"
حي بن يقظان - مغامرة الجزيرة
نبذة عن الرواية
"إلى إحدى جزر المحيط الهندي، وصلت أسرة عربية مكونة من أربعة أشخاص، هم الأب وولداه وابن أخيه حيث آخر محطات رحلتهم لقضاء إجازة منتصف العام. فوجئت الأسرة، في وسط الجزيرة، بوجود مجسم لكتاب محفور عليه بالعربية اسم الكتاب العربي الشهير «حيِّ بن يقظان» الذي ألفه الفيلسوف العربي ابن طفيل في القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي. يحكي الكتاب قصة شاب يدعى حي بن يقظان، نشأ في جزيرة مهجورة خالية من البشر حيث عاش وحيدًا مع حيوانات الجزيرة إلى أن كبر واشتد عوده. ويتتبَّع الكتاب رحلة حي وهو يكتشف العالم من حوله من خلال الملاحظة والعقل، وكيف أدَّى به ذلك في النهاية إلى اكتشاف وجود الله تعالى. لكن، ما السر وراء هذه الجزيرة؟ وما سبب وجود مجسم لكتاب عربي في إحدى جزر المحيط الهندي؟ وما قصة هذا الكتاب العربي كاملة؟ وكيف سيتوصل حي إلى وجود الله تعالى؟ وما علاقة القصة بقصص «طرزان» و«ماوكلي» و«روبنسن كروزو» في الثقافات الأجنبية؟ هذا ما ستخبرنا به صفحات هذا الكتاب الذي بين أيديكم من خلال رحلة شيقة للأسرة العربية بصحبة حي بن يقظان وصديقه أبسال."عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 94 صفحة
- [ردمك 13] 9789927164934
- دار جامعة حمد بن خليفة للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية حي بن يقظان - مغامرة الجزيرة
مشاركة من Ahmed AL-Hassan
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Ahmed AL-Hassan
قصة "حي بن يقظان" تمثل اسم من اسماء التي عرفها معظمنا من الطفولة و لكن لم تكن اكثر من فكرة عن انها رمز لكيف يتوصل الانسان بالتفكر الى وجود الله، اعلم مدى صعوبتها و لكن كانت اولى من الكثير مما درسناه من قصص في فترة المدرسة ، حيث انها قصة لا تعطي من المتعة الا ما هو في تطور الاحداث -خاصة في نسخة ابن طفيل- و كيف كان تطور الفكر الانساني و لكن تحتاج لمن يوليها اهمية في الشرح و التحليل و فتح مغلقها و فك رموز دلالاتها و من هنا ستنبع متعة هذا العمل الرائع.
هذه القصة تمثل لنا اهمية كبيرة على مستوى انها ارث ادبي و فلسفي و علامة بارزة فيه من عدة وجوه:
اولها: انها تراث موروث من قصص ما قبل الاسلام و هنا كانت بصمة الفلسفة الاسلامية في اعادة الكتابة بما يتوافق معها، و ان يدل هذا فانه يدل على ان العلماء المسلمين استفادوا مما سبقهم و ايضا الاضافة عليها ة تعديلها لدحض او لتوضيح افكار كانت سابقة عليهم.
ثانيا: كتبت هذه القصة على يد اربعة من نوابغ العلم الاسلامي: ابن سينا، ابن طفيل، السهروردي و ابن النفيس، و هذه لها دلالات و اشارات الى انها تناول لموضوع او قضية من عدة وجوه و زوايا و هذا ما يمثل الراي و الراي الاخر و لولا اختلاف وجهات النظر لفقدت الحياة معناها العميق. و كذلك يشكل هذا التنوع في التطرق للموضوع نفسه فكرة التاثر الثقافة الاسلامية بالثقافات السابقة و كذلك تاثر علماء المسلمين في بعضهم على مدى مر العصور و هذا دليل على ان تراثنا الاسلامي تراث متصل و اللاحق تاثر بسابقه و اكمل له جانبا كان غامضا و اثر في لاحقه بان كان له نقطة بداية لتطور لاحق.
ثالثا: مع اختلاف طرق الكتابة الا ان النتيجة في التفكر كانت واحدة اذا لابد من وجود الخالق لهذا الكون و لا يتاتى التعرف عليه الا بهجر المحسوس و الالتصاق بالروح و هي ارقى و اشرف الانتقالات في الفلسفة الا وهو التبرؤ من الجسد الفاني و الاهتمام بالروح.
رابعا: تشابهت القصص الاربع حول نفس القضية في كيفية استعمال اسماء الشخصيات كايوقونات دلالية من البحث في معانيها تفك رموز و شيفرات و بربطها ببعضها تتوضح الرسالة المرجوة ، فتشابهت كلها في رمزياتها مع اختلاف شدة هذه الرموية بين قصة و اخرى، فكلما كان العمل اعمق رمزية كان الابعد عن الجزم في صحة التفسير و الاقرب الى صلاحيتها لكل زمان و مكان. فمثلا اسم حي بن يقظان انما هو دلالة للانسان الحي و ما هو الا ابن لعقله الذي لابد ان يكون يقظا في التفكر و التوصل الى الحقيقة. و كذلك تم توظيف الاسماء كمجرات تحمل معها و تخفي خلفها ابعادا اخرى ستكون عونا لكشف مستور الرسائل المرادة و الغايات المرجوة.
خامسا: من حيث ان بناءها قصصي كان فقد تشابه اسلوب توصيل الفكر بفن القصص و الرواية انما هو دليل على اهمية هذا الفن و الابداع فيه ضرورة .
اما من حيث ان هذه القصة كتبت بعدة اقلام فدراسة الفوارق و نقاط الالتقاء ليغني في فهم الفلسفة الاسلامية من جهة انها فلسفة بالاضافة الى اسلوب كتابة القصص و الرواية كانت في تراث الادب الاسلامي و العربي -حتى و ان كانت تختلف عما نلمسه الان في فن القصص و لكن الفن ليس مستحدثا و انما موجودا في جذور ثقافتنا بداية من تنزيل القران الكريم. و النقاط التالية لا تغني عن القراءة و لكن ارجو ان تعطي افكارا توصلت لها باعمال فكر المقارنة في اعمال مختلفة:
اولا: اسم القصص اختلف من كاتب لاخر فهي "حي بن يقظان" عند ابن سينا و ابن طفيل ، "الغربة الغربية" عند السهروردي، و "فاضل بن ناطق" عند ابن النفيس ، و كما اشرت آنفا كل من هذه الاسماء كان لها دلالات ذات اهداف وظائفية لاكمال هدف رسالة ما كتب.
ثانيا: اختلف العلماء الاربع في بدايات قصصهم و منشأ "حي بن يقظان" في حين اختفى اصله عند ابن سينا جاء ابن طفيل و وضع احتمالين لمنشئه : فقال اما انه تخلق ذاتيا في مغارة او انه القي في تابوت خوفا عليه من ملك ظالم و في اي واحد من ذلك الاحتمالين كانت نهايته في الغابة و ارضاعه عن طريق الظبية التى اصبحت بمثابة امه، و ابن النفيس قال بتخلق "فاضل ابن ناطق" ذاتيا في مغارة . لو قارنا وجود المغارة عند كل من ابن طفيل و ابن النفيس لوجدنا فيها رمزية على بداية الدعوة الاسلامية حيث كان رسول الله (ص) كان ينعزل للتفكر في غار حراء ، و ورد ذكر الغار في طريقه (ص) مع ابو بكر الصديق الى المدينة المنورة، فالغار و المغارة ايقونة الانعزال و التفرد للفكر و الزهد عن الدنيا ، و المغارة من حيث انها تجويف في قلب جبل لهو اشارة اخرى الى عنق معناها.
ثالثا: الاربع قصص كانت عبارة عن رحلات تبدا افقية عبر الاقاليم الارضية ثم تبدا بالصعود العمودي للوصول الى الغاية القصوى و نيل اللذات العلى، و تطبيق مبدأ ان الانسان هو الكون الاصغر و الكون هو الانسان الاصغر.
رابعا: الزهد عن محسوسات و ماديات الدنيا و التصوف كنهاية كان مشتركا في الاربع قصص مع اختلاف اسلوب الكتابة و البنية القصصية عند كل من العلماء الاربعه.
خامسا: توج اختلاف بين ابن طفيل في ان بطله قرر الانعزال و التفرغ للتفكر و العبادة فكان نهايته الى الغار مرة، في حين بطل ابن النفيس لم يجد بدا من الاختلاط مع بني جنسه حيث كان مناديا و مؤيدا الى مدنية الانسان.
سادسا: كان موضوع النبوة احدى اهم الفواصل للتفريق بين قصة و اخرى: ابن سينا توصل الى العلم بالخالق دون ذكر النبوة على انها لازمة
-
Ahmed Ramadan
الكتاب لخواص الخواص بالفعل و اخد وقت طويل عشان اكمله رغم انه صغير .. التحقيق اخد وقت 3 اضعاف الوقت المستغرق فى قراية الدراسة .. الفكرة او النقطة السلبية رغم تشوق الواحد لقراية الاطروحات الاربعة او قراءة حى بن يقظان بشكل عام ان موضوع خواص الخواص دا لم يذكر الا فى نهاية الدراسة عند التحليل و قبل التحقيق بمعنى انك بعد ما قريت اكتر من نصف الكتاب يخبرك دكتور يوسف زيدان انك بنسبة كبيرة مش هتفهمه .. مفهمتش السبب فى كدة بصراحة .. كتاب لم يقدم لى شئ يذكر الا بعض المعلومات عن اصحاب الاطروحات الاربعة فقط