أن تقرأ عن عمر(رضي الله عنه )فتلك متعة لا يضاهيها شئ ،ايا من يكتب عن هذا الرجل فان كتاباتهحتما ستكون ممتعه و تكسوها العبقرية لأن هذا الكاتب شاء ام أبى سيعتريه قبس من نور العبقريه اثناء حديثه عن القمة و القامه عمر رضي الله عنه ؛
هذا و ناهيك عن من يكتب عن سيدنا عمر هو خالد محمد خالد لغته القوية الرنانة البديعه الجلية الواضحة و السلسة و التي تأخذ من القلب عاطفته و شجاه و من العقل منطقه و برهانه ،اذاً فنحن امام كتاب اكتملت فيه كل اركان التجلي و العبقرية و الابداع ؛؛؛
عندما تقرأ لخالد محمد خالد تشعر وكأن أحدهم يرتل عليك بعضا من تراتيل الشجن و الحكمة و الجمال ،فهو يكتب بعاطفته قبل عقله ،و يحلل بعقله دون عاطفته ، فهو لا يؤرخ و لا يسرد معلومات وانما يضئ و ينير الجوانب و المواقف الرائعة في حياة الشخصية التي يتحدث عنها ..؛
هذا فاما و ان الشخصية هي عمر فاننا من يحتاج لأن يضاء و ينار له له الطريق و اعادة الأمل و الحياه الى الارواح البائسة و النفوس المحبطة بذكر عمر و ما كان يفعله عمر لعل و عسى ...؛
الكتاب يقدم رؤية تحليلية و تفصيلية لبعض المشاهد و المواقف في حياة عمر و التي تبرز لنا بعض من شخصية سيدنا عمر المضيئة ..؛
ستة فصول مليئة بالابداع و الحياه و الامل هي فصول هذا الكتاب تبدأ ب(ليوسعنهم خيرا)و فيه جوانب جلية و عظيمة من "لماذا اصبح عمر عمر "؛
و بعده فصل (ماتقول لربك غدا ) و هو بعضا من عمر الورع التقي و الذي كان قمة في خشيته من الله
و بعد ذلك فصل (ألأنك ابن أمير المؤمنين )و هو جانب من عبقرية عمر السياسية و ورعه و تقواه و تميزه و قدوته في التعامل مع لااهل بيته و عدم تقديمهم على سائر الناس ؛؛
و يليهم فصل (ولا خير فينا اذا لم نسمعها ) يقدم رؤية غاية في الروعة في كيفية تأصيل سيدنا عمر لفكرة المعارضة و الشور و التي نحن احوج الناس اليها اليوم ؛؛
و أخر فصلين (لست بالخب و لا الخب يخدعني ) و (بشر صاحبك بغلام)و كلاهما يقدمان جانبا من ذكاء و فطنة و رحمة و لين عمر رضي الله عنه ؛؛
عندما أسلم سيدنا عمر كان الصحابي رقم أربعين في الذين أسلمو و في الحقيقة فان باعلان عمر اسلامه "يعلن التسعة و الثلاثين الذين سبقوه الى الاسلامو الذين كانو يعبدون الله خفية ،بل و يعلن اسلام مئات الملايين القادمة عبر المستقبل "؛
فسبحان الله يبقى عمر حجة على كل حاكم و مسئول الى أمد الدهر"ان عمر الحاكم حجة على كل حاكم فاذا قال الحاكم ساعة الحساب ،يارب عجزت ..قال الله و لماذا لم يعجز عمر ؟؟!"؛
و ليس اكثر او اقل من قوله _ص_"اني لا ادري مقامي فيكم ،فاقتدو باللذين من بعدي ابي بكر و عمر "؛
"و هذه هي عظمة الرجل أنه لم يأخذ من الفضيلة سيماها و طابعها ،بل هو الذي منح الفضيلة طابعه و سيماه "؛؛
فتحية طيبة للبشرية التي انجبته ...وللدين الذي رباه رضي الله عنه