كُنت قد بدأت في الرواية وأنا سعيد ومُتفائل بقراءة جديدة من تأليف واحد من أعظم كُتاب الجيل الحالي.. وجاء خبر وفاته كالصاعقة على رأسي!
ظللت لأكثر من أسبوعين مكتئباً.. السواد يُغلف كُل شيء حولي.. لا أستطيع أن أرى أي سعادة أو فرح.. ماذا فعل بي د.أحمد لكي يجعلني أفتقده بشدة هكذا؟
كنت خائفاً أن أكمل ما بدأته في الرواية.. كيف سأقرأ وأضحك على الجمل الذكية والعبقرية وأنا لأول مرة سأقرأ له وقد أصبح اسمه يسبقه بـ"المرحوم"!
ولكني كُنت أعلم أن الحل في سطور كلامه.. سيُقنعني بذلك.. وسأجد ما يُبرد روحي وقلبي..
وأكملت.
منذ الطفولة لم أكن كالآخرين.. لم أر ما رأه الآخرين..
ولم أستطع أن آتي بالأحلام من الربيع الذي عرفه الآخرون..
لم أجد فيه أحزاني.. ولا أفراحي..
وكل ما عشقته في حياتي..
عشقته وحدي.
في هذه الأسطورة سنكتشف ولع دكتور أحمد بشخصية إدجار آلان بو.. إلى تلك الدرجة التي جعلته يبحث في جوانب بو تلك الجوانب المُظلمة التي أعتقد أنه لم يصل أحد إليها أبداً..
فنذهب في رحلة مع الدكتورين أحمد ورفعت بداخل قصص "بو" ونعيش مع بعضها.. التي يُغلفها السواد.. وتحليلات دكتور رفعت لكل قصة وظروفها مع "بو" تلك التحليلات التي تقترب من الحقيقة.
بالطبع استمتعت.. كعادة أي كتاب للدكتور.. التشويق متواجد والجمل الحوارية الذكية.. والكوميديا بالطبع..
وبالطبع سنظل نقرأ لك حتى تحترق النجوم..
وداعاً أيها الغريب.