إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص منهم وكلهم اعدائي.
شعر إبراهيم ناجي؛ الأعمال الكاملة
نبذة عن الكتاب
إبرهيم ناجي هو الشاعر الذي كتب ديوانه بدماء القلب لا بمداد القلم؛ فقد استطاع ببراعته الشعرية أن يُطَوِّعَ ألفاظه، ويجعلها راويةً تقُصُّ على قارئيها في كل قصيدةٍ مناسبة حدثت في يومياته الحياتية، فيرثي من خلالها الخِلَّ والشاعر، ويجعلُ من الطبيعة خليلةً يناديها، فتهبه من بدائع الشعر أسمى معانيها، وقد عبَّرَ في هذا الديوان عن مغزى الصوفية في الحب، وبرهن على ذلك بمخاطبته لمحبوبته في بعض القصائد بلفظ المذكَّر، وهى سمةٌ من سمات الحب الصوفي أو العُذري، وقد ضَمَّنَ إبراهيم ناجي أبياته عددًا من الحِكَم، بلفظٍ شاعريٍ خلَّاب يأخذُ الألباب وكأنه أودع البيان ديوانًا كان فيه هو الكاتب وصاحب الكتاب.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 490 صفحة
- [ردمك 13] 9789777190480
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًامراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Helal Alwan
إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص منهم وكلهم اعدائي.
-
BookHunter MُHَMَD
❞ لم أقيدك بشيء في الهوى
أنت من حبي ومن وجدي طليقْ
الهوى الخالص قيدٌ وحدهُ
رب حر وهْو في قيد وثيقْ
مزَّقت كفيك أشواكُ الهوى
وأنا ضقت بأحجار الطريقْ
كم ظميٍّ بظميٍّ يرتوي!
وغريق مستعين بغريقْ ❝
❞ قالت تعالَ فقلت لبيكِ
هيهات أعصِي أمرَ عينيكِ
أنا يا حبيبة طائر الأيكِ
لم لا أغني في ذراعيكِ ❝
❞ شحبت كَلَوْنِ المغرب الباكي
وتألقت كالنجم عيناها
فتلفَّتَتْ كحبيس أشراكِ
وحكى اضطرابَ الموج نهداها ❝
❞ أين مني مجلس أنت به
فتنَة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا …
وسقانا. فانتفضنا لحظة
لغبارٍ آدمي مسَّنا!
قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغى في دماه
وسمعنا صرخة في رعدها
سوط جلاد وتعذيب إله
أمرتنا فعصينا أمرها
وأبيْنا الذل أن يغشى الجباه
حكم الطاغي فكنا في العصاه
وطردنا خلف أسوار الحياه ❝
❞ وهب الطائر من عشك طارا
جفت الغدران والثلج أغارا
هذه الدنيا قلوب جَمَدت
خبت الشعلة والجمر توارى
وإذا ما قبس القلب غدا
من رماد لا تسله كيف صارا
لا تسلْ واذكر عذاب المصطلي
وهْو يُذْكِيهِ فلا يقبس نارا ❝
❞ قلْت للنفس وقد جزنا الوصيدا
عجِّلي لا ينفع الحزم وئيدا
ودَعِي الهيكل شبَّت ناره
تأكل الركَّع فيه والسجودا
يتمنّى لي وفائي عودة
والهوى المجروح يأبى أن نعودا
لي نحو اللهب الذاكي به
لفتة العود إذا صار وقودا ❝
❞ هاك فانظر عدد الرمل
قلوبًا ونساءْ
فتخير ما تشاءُ
ذهب العمر هباءْ
ضل في الأرض الذي
ينشد أبناء السماءْ
أي روحانية تعصر
من طين وماءْ؟ … ❝
❞ يا مغني الخلد ضيعت العمر
في أناشيد تُغنَّى للبشر
ليس في الأحياء من يسمعنا
ما لنا لسنا نغني للحجر
للجمارات التي ليست تعي
والرميمات البوالي في الحفر
غنِّها سوف تراها انتفضت
ترحم الشادي وتبكي للوتر ❝
❞ قدرٌ أراد شقاءنا
لا أنتِ شئت ولا أنا
عزَّ التلاقي والحظو
ظُ السودُ حالت بيننا
قد كدت أكفر بالهوى
لو لم أكن بكِ مؤمنا!! ❝
❞ عندما أقفرتِ الدنيا جميعا
لحتَ لي تحمل عمرًا وربيعا
إن يكن حلمًا تولى مسرعًا
أجمل الأحلام ما ولَّى سريعا
إن يكنْ ما كان دَيْنًا يقتضي
خلني أدفعه عنك دموعا
قد شريناه عزيزًا غاليًا
إن تكن بعتَ فإني لن أبيعا ❝
❞ أنتِ التي علَّمتِني معنى الحيا
ة حبيبةً ونجيَّةً وصديقا
أنكرتُ معناها بغيرِك واستوتْ
وتشابهتْ سعةً عليَّ وضيقا
وَوَدِدْتُ لو غال الخلائقَ غائلٌ
مُفْنٍ أو اشتعَل الصباحُ حريقا
وسلمتِ أنتِ فأنتِ أدناهم إلى
روحي وأبعدهم عليَّ طريقا! ❝
❞ أرنو وحيدًا للمكانِ الخالي
كأسي وكأسُك فارغانِ حِيالي
مرَّ المساء مُخَيَّبًا فتساءلا
وتَلَفَّتا لكِ في المساء التالي
حتى إذا مَلَّا تَرَقُّبَ عائدٍ
يُحْيي وَيبْعَثُ ميتَ الآمال
بَكَيَاكِ بالحبَبِ الحزين وربما
بكت الكؤوس على النديم السالي! ❝
❞ آهِ من وجْدك بالهاجر آهْ
تتمنى أن تراه؟ لن تراه!
خدَعَتْنا مُقْلَتاهُ خدعتْنا
وجنتاهُ خدعتنا شَفَتاهْ
والذي من صوتهِ في مسمعي
وخيالي غادرٌ حتى صداهْ
حُلُم مرَّ كما مرَّ سواه
وكذا الأحلامُ تمضي والحياهْ ❝
❞ كم ذكرياتٍ في الحياةِ عزيزةٍ
مَرَّتْ عليَّ! فكنتِ أَغْلاهُنَّ
حتى إذا عَفَتِ الصبابةُ وانقضى
ما بيننا أَقْبلتُ أَسْأَلهنَّ
وسألتُ عنك العمر ماضِيَه وحا
ضِرَه فكان العُمر أنتِ وهُنَّ
والله ما غدَر الزمانُ وإنما
هانَتْ عليكِ الذكرياتُ وهُنَّا! ❝
❞ شفتاكِ في لُجِّ الخواطرِ لاحَتا
كالشاطئين وراءَ لُجٍّ ثائر
لهما إذا التقتا على أغرُودةٍ
خرساءَ في ظلِّ الجمالِ الساحرِ
إسعادُ ملهوفٍ ونجدةُ غارقٍ
وعناقُ أحبابٍ وعَودُ مسافرِ
وبراءةُ الملكِ المتوَّجِ حُسْنُه
بجمالِ رحمنٍ وطيبةِ غافرِ ❝
❞ أصبحتُ والدنيا وداعُ أحبَّةٍ
ودموعُ خلَّانٍ وحزنُ رفاقِ
فسِخرْتُ من صَرَخاتِهم وبكائهم
لا دمعَ إلا الدمعُ في أحداقي
لا صوتَ إلا صوتُ حُبِّك في دمي
أُصغي له وأراه في أطواقي
متدفقًا مثل العُباب ومُزبِدًا
متفجرًا كالسيل في أعماقي! ❝
❞ ذلك الحب الذي فُزتُ بهِ
لا أُبالي فيه ألوان الملامَهْ
ذلك الشطُّ الذي ذُقتُ به
بعد لُجِّ البحر أمنًا وسلامهْ
إنه مزَّق قلبي قسوةً
وسقاني المرَّ من كاس الندامَهْ
صار نارًا ودمارًا في دمي
وصراعًا بين قلبٍ وكرامهْ ❝
❞ قضيتَ العمر تذكر لي
وأذكر في الهوى جرحكْ
فقم نسخرْ من الأمَلِ
ومن أعماقنا نضحكْ!
•••
وقم نسخرْ من الدنيا
وقم نَلْهُ مع اللاهي
طويتُ صحيفة الأمسِ
فَدَعْها في يد اللهِ
•••
هي الدنيا كما كانت
وماذا ينفع الوعظُ؟!
وما عتبت ولا خانت
ولكن خانك الحظُّ
•••
أردنا الجاهَ والذهبا
فلم يتلطَّفِ المولى
وهذا العمرُ قد ذهبا
وأحسن ❝
❞ متى يرق الحظ يا قاسي
ويلتقي المنسيُّ والناسي؟! ❝
❞ مهما تسامى موضعُكْ
وعلا مكانُك في الوجودْ
فأنا خيالُك أتبعُكْ
ظمآن أرشفُ ما تجودْ!
•••
قمرَ الأماني يا قمرْ
إني بهمٍّ مسقمِ
أنت الشفاءُ المدَّخرْ
فاسكب ضياءك في دمي
•••
أفرِغ خلودَكَ في الشبابْ
واخلعْ على قلبي الصفاءْ
أسفًا لعمرٍ كالحبابْ
والكأسُ فائضة شقاءْ
•••
خذني إليك ونجِّني
مما أُعاني في الثرى
قدحي ترنَّق فاسقني
قدح الشعاع مطهرا!
•••
واهًا لأحلامٍ طوالْ
وأنا وأنتَ بمعزلِ
نَعْلو على قمم الجبالْ
ونرى العوالم من عَلِ ❝