أناتبني القشعريرة كثيراً أثناء قراءة هذه السمفونية العذبة
سمفونية الجوال "هرمان هيسه" الذي اضطر لهجرة ألمانيا والإنتقال إلى سويسرا بسبب الحرب
ووصف تجربته وشعوره وكل ما لاقاه في طريقه بكلمات في غاية البلاغة والجمال
تجوال أشبه بتجوالي ..
وكلمات تشبهني
تلك بعض من الإقتباسات التي أعجبتني
"ما من مركز لحياتي، ان حياتي لتتأرجح بين أقطاب عديدة، وأقطاب متعاكسة، توق الى الإقامة من جهة، وتوق إلى التجوال من جهة أخرى، رغبة في الوحدة والانعزال هنا، ونزعة الى الحب والمخالطة هناك... بيد أن ما اسعى إليه ليس تغيير ذاتي. فوحدها المعجزة تملك ذلك. وكل من ينشد معجزة، كل من يتعلق بها ويحاول بلوغها، فسيشهد تلاشيها أمام ناظريه. ان ما أسعى إليه هو أن أقبض في التأرجح الدائم بين عنف المتضادات، وأن أكون على أهبة الاستعداد حين تباغتني المعجزة، إن مطمحي هو أن أبقى بغير ما رضا، وأن أملك القدرة على تحمل كل هذا القلق"
"ما من مفر. لا يمكنك أن تكون متشردا وفنانا و تبقى في الآن نفسه مواطنا متماسكا، صالحا، وإنسانا معافى. إذا كنت ستشرب حتى الثمل. فعليك أن تتقبل الصداع الشديد الذي يسببه الثمل ..
أنت تقول أجل، لأشعة الشمس، ولأخيلتك النقية، إذن عليك أن تقول أجل، أيضا، للقذراة والغثيان. كل الأشياء في داخلك، الذهب و الطين، الفرح والألم، ضحك الطفولة ورهاب الموت. تقبل كل شيء، ولا تتجنب شيئا، لا تحاول أن تكذب على نفسك. أنت لست مواطنا متماسكا، أنت لست يونانيا، لست متآلفاً، أو سيد نفسك، ما أنت إلا عصفور في عاصفة. دعها تعصف! دعها تستلم زمامك! ما أكثر ما كذبت! آلاف المرات، حتى في قصائدك وكتبك، لقد لعبت دور الإنسان المنسجم، الإنسان الحكيم ، السعيد، الانسان المستنير. وبالطريقة ذاتها، يلعب المهاجمون في الحرب أدوار الأبطال، فيما تنتزع أحشاؤهم. ياإلهي، يا له من قرد مسكين، من مبارز لخياله في المرآه، هذا الإنسان-خصوصا الفنان-خصوصا الشاعر-خصوصا أنا!"
"أتمنى الموت، أخشى الموت، أنادي الله إلى أن ينتهي كل هذا، وتمحى الشكوك."
"من وقتٍ لآخر تنهض في روحي-بدون أي سبب ظاهر-الموجة المعتمة، ويمتد ظل قاتم على العالَم، كظل السحابة، فتغدو المتعة مزيفة، والموسيقى مبتذلة... في أوقات كهذه فإن مجرد الحديث مع الناس هو نوعٌ من التعذيب، سرعان ما يؤدي إلى ثورة غضب، بسبب أوقات كهذه لا يحوز المرء سلاحًا"
"سأظل أتبع الكثير من المنعطفات وستظل الإنجازات المحققة تعتقني من الأوهام..وسيأتي يوم يكشف فيه كل شيء عن معناه"
"دعوا الله يلق كلمته فيكم، إن مايضنيكم هو أن دروبكم تقودكم بعيدًا عن الأم والوطن. ولكن كل خطوة تخطونها وكل يوم يمر عليكم يعود بكم ثانية إلى حيث الأم. ليس الوطن هنا ولا هناك، أنه في داخلكم، أو لا وجود له البتة"