الحب يابني لا يكفي، يجب أن تبرهن على الحب بأعمال. حين تقول لها بينك وبين نفسك: "عيشي معي، ولو كان عليك أن تتعذبي" لا يكون إنسانياً.
الأعمال الأدبية الكاملة #4: مذلون مهانون
نبذة عن الرواية
كتب دوستيوفسكي هذه الرواية عند عودته من السجن في المنفى فيمكن القول أنها جسر بين ما أنتجه من قصص في أيام الشباب وبين الأعمال الكبيرة التي كتبها من سن النضج، وقد ا ستقبل النقاد هذه الرواية الحافلة الصاخبة، استقلوها عند ظهورها استقبالاً متفاوتاً أشد التفاوت، فمنهم من تحمس لها أكبر الحماسة، ومنهم ظلمها أكبر الظلم، وكان دوستيوفسكي نفسه بين الذين ظلموها. "أنا أعلم حق العلم أن في كتابي هذا دمى كثيرة ليست كائنات إنسانية" وأضاف: "لم أدرك هذا طبعاً حين كنت في حمى العمل السريع ولم أكد أشعر به", ويردد دوستيوفسكي ما قاله بعض النقاد في حق هذه الرواية من أنها بعيدة عن الواقع، ومن أنها مفككة بعض التفكك، فها وذا يقول في الاعتذار عن ذلك أنه كتبها في ظروف خاصة فرضت عليه أن يسرع في الكتابة ما أمكن الإسراع، لأن المجلة الناشئة التي شرع في إصدارها أخوه، وهي مجلة "الزمان"، كانت في حاجة إلى رواية تنشر في إعدادها المتسلسلة تباعاً، فلم يتسع وقته لبناء روايته البناء المحكم، ولا لصقلها الصقل الفني الذي يرضى عنه. وعندنا أن دوستيوفسكي قد ظلم نفسه حين اعترف للظالمين من نقاده ببعض ما عابوه على روايته. فالرواية ليست مفككة إلا في نظر من يقرؤها قراءة عجلى، فيتيه في سراديبها دون أن يلاحظ ارتباط أجزائها بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً، ويصرفه الغوص في أعماق النفس الإنسانية عن رؤية الجمال الشعري في صياغتها نفسها. وكان دوستيوفسكي يدرك حتماً أنه يظلم نفسه حين يعترف لنقاده الظالمين بما أخذوه على الرواية، سواء أكان ذلك من قبيل المجاراة لهم والتقرب منهم أم كان من قبيل الشعور بأن عبقريته قادرة على ما هو خير من ذلك انسجاماً وشاعرية، فها هوذا يستدرك قائلاً: "ولكن إليكم ما كنت أعرفه حين شرعت في كتابتها: "1-أن روايتي هذه ستشتمل على شعر ولو لم تنجح، 2-وأنها ستشتمل على فصول تفيض حرارة وقوة، 3-وأنها ستشتمل على وصف صادق وفني لشخصيتين حيتين إلى أبعد الحدود. وكانت هذه الثقة تكيفيني. وقد خرجت الرواية غريبة بعض الغرابة، غير أن فيها قرابة خمسين صفحة أعتز بها". والحق أن دوستيوفسكي، حتى في دفاعه هذا عن كتابه، كان خجولاً متهيباً متردداً، فالشخصيات التي يصورها في هذه الرواية حية أصيلة صادقة كلها، والخيط الذي ينظم أجزاء الرواية بعضها ببعض يربط هذا الأجزاء ربطاً محكماً قوياً، والشعر يترقرق في الرواية من أولها إلى آخرها، ولا شك أن دوستيوفسكي كان حين استسلامه للإلهام الخصب والوحي المتدفق أثناء كتابة الرواية أصدق نظرة وأصدق حكماً منه حين نظر إلى الرواية ناقداً بعد ذلك. أية شخصية في هذه الرواية يمكن أن توصف بأنها غير واقعية؟ إن جميع الشخصيات التي يصورها واقعية مستمدة من الحياة، لا من الحياة المرضية غير الطبيعية فحسب، بل من الحياة السوية السليمة أيضاً. أن شخوص هذه الرواية الذين قد يتراءى النظرة السطحية الأولى أنهم مرضى، ليسوا بمرضى في الواقع.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 1985
- 553 صفحة
- دار ابن رشد للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية الأعمال الأدبية الكاملة #4: مذلون مهانون
مشاركة من Anwarii
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Amira Mahmoud
الفقر والحب
سببان أبديان للذل والمهانة إذا لم يقترن كل منهما بالكرامة والكبرياء
الفقر الذي يجعل الإنسان ذليلاً
مجردًا من كل أنواع المباديء والقيم
منزوع الكرامة والكبرياء
يتسول من الجميع ما قد يبقيه على قيد الحياة
لكن إذا ما اقترن بالكرامة وعزة النفس
سيبحث الفقير بالجهد أو بالحيلة كي يكد ويعمل
المهم ألا يتسول المال أو حتى العطف
فهناك فقر في المشاعر أيضًا
والحب
الحب الجارف الأعمى الذي لا تملك عليه سلطان
يجعلك هش، ضعيف، قليل الحيلة
لا تملك من أمرك شيئًا
الحب والكرامة لفظتان لا تتقابلان أبدًا
كي يجتمعان معًا لابد من طرفين واعيين كل منهما بكيان الآخر
لا يضطر أحدهم الدعس على كرامته كي يغفر للآخر
ببساطة لأن هذا الآخر يُدرك تمامًا تلك الآثام والخطايا الكبرى التي سنتنهك من كرامة نصفه التاني
فلا يقربها، ولا يقترفها
هنا في رواية دوستويفسكي
تجد الفقر بأبشع صورته متجسدًا في هيلين
والحب في أسوء صوره متجسدًا في ناتاشا
كيف تقبل كل منهما أن تعيش بلا كرامة مستلذة بهذا الألم وذاك العذاب!!
تصرفات إذا قرأتها مجردة أو بقلم أخر عدا دوستويفسكي
لن تستطيع أن تمنع نفسك من الحنق والسخط على مقترفيها
لكن هنا لن تجسر على مجرد توجيه اللوم لهؤلاء
بل وستتعاطف معهم أيضًا
يستحيل علينا فهم دوافع أحد مهما غصنا معه في مشكلاته
ربما هو ذاته لا يفهمها ولا يدركها جيدًا
صراع نفسي مرهق
يعبّر عنه دوستويفسكي بكل براعة وعبقرية
تشعر بعد القراءة له بالإرهاق
ذهنك مرهق من كل هذا التفكير، وكأنك أنت مكان شخوص روايته
وتفكر نيابة عنهم
هنا معاناة من نوع آخر
وناس تُذل وتُهان بإرادتها وموافقتها
هنا عبقرية أخرى لدوستويفسكي يجب أن تُقرأ
تمّت
-
mahmud elyyan
الذل و المهانة بل و التمتع بها و عدم التردد بقبولها من اجل الحب , شخصيات تراها احيانا مجنونة و مريضة و احيانا اخرى محبه و مسكينة , سرد رهيب لما يدور داخل النفس البشرية وتباين للمشاعر هل تكره ناتاشا ام تحزن عليها , هل تحتقر اليوشا ام تعطف عليه .
هي دعوة للتضحية من قبل دوستويفسكي , تضحية من دون مقابل فقط من اجل الحب , كما ضحت ناتاشا و فانيا و كاتيا .
هي دعوة ليعود كل منا لداخله , هل جميعنا مرضى مثل شخصيات دوستويفسكي ام ندعي عكس ذلك .
هل نستطيع ان نعطي عندما نحب من دون تردد كما فعلت ناتاشا و فانيا ام سنتبع كرامتنا و عقلنا .
هل ما فعلتة ناتاشا انانية ام كانت هي الضحية
هي اسئلة كثيرة طرحها الرهيب دوستويفسكي .... ولكل منا اجابته الخاصة .
ويبقى الادب الروسي الاروع بما يخص تحليل النفس البشرية .
-
mohammed orabi
" الناس الطيبون لا ينتظرون أن يحسن أحد إليهم حتة يحسنوا إليه ، إنهم يحبون من تلقاء أنفسهم خدمة من هم في حاجة إلى هذه الخدمة . إن هناك أناسا طينين كثيرين ، وإنما المصيبة أنك لم تلقي هؤلاء الناس حين كان يجب أن تلقيهم .. "
إن الادب الجيد خالدا دائما لايموت ..مهما تمر عليه السنين لا يفقد قيمته ولا رونقه .. مثله مثل الذهب تزداد قيمته بمرور الوقت .. ولعل ما جاء فى مقدمة تلك الرواية حيث ذكر ان الكاتب لم يكن معه الوقت الكافي لاخراج تلك الرواية بالصورة التى ترضى جمهوره وذلك بحكم ارتباطه بوقت محدد لانهائها وتسلميها للناشر ولكن عقب وصولى الى صفحاتها الاخيرة تسالت كيف كان لو توفر لدوستويفسكي الوقت الكافي له لكتابتها ؟ كيف كانت ستخرج تلك الرواية فى حلتها النهائية ؟ .. شخصيا اعتقد انه لاحدود كان لابدع هذا الكاتب الكبير ولكن الرواية جاءت مرضية جدا لى من جميع الوجوه .. كبناء للشخصيات وكسرد وكحبكة .. ولكن الامر الغريب ان الكاتب نفسه كان يرى انه كان من الممكن ان تكون افضل من ما جاءت عليه ، ولعل هذا سر نجاح دوستويفسكي .. حيث ان الكاتب الجيد دائما ما يكتفى بنجاحاته السابقة ودائما ما يرى انه يستطيع الافضل والافضل وهذا هو ماجعل كتابات دوستويفسكي تعيش بيننا الى الان ..
فكرة الرواية الرئيسية وعنوانها لم يكن يقصد بها الكاتب الفقر او الحاجة المادية فقط .. بل الاحساس بالرفض وعدم القبول .. الخوف من رفض من نحب لنا وتضحيتنا التى نقدمها من اجل ان يكون سعيد حتى لو كانت على حساب انفسنا .. الخوف من الكراهية وعدم الغفران لنا نتيجة اثمنا واخطائنا التى قد نرتكبها فى حق من هم اقرب الناس الى قلوبنا .. وقوعنا فى الاختيار بين الاشياء التى نحبها ونكون وقتها مجبرين على اختيار احدها وفقدان الاخر الى الابد .. ايضا وقوعنا تحت شهوة حب المال والسلطة حتى نصبح غير قادرين على رؤية ما حولنا الى ان تصبح قلوبنا مثل الاحجار بل واشد قسوة .. ليس فقر الجيوب فقط الذي يخلق منا اشخاص تشعر بالفقر والاهانة ، بل فقر النفوس هو الذي يجعلنا هكذا امام الاخرين والاهم امام انفسنا ..
دائما ما يلوم الكثير هذا الكاتب وشخصياته فى اعمله المختلفة بمشاعرها الجامحة المبالغ فيها لحد قد يوصف بالاضطراب او الجنون .. هناك راى جاء في مقدمة هذا العمل يقول " ان مجانين دوستويفسكي ليسوا مجانين الى الحد الذي نتوهمه من اول وهلة ، كل ما هنالك انهم ما لانجرؤ أن نكونه ، انهم يعملون ويقولون ما لا نجرؤ ان نعمله او نقوله .. انهم يظهرون الى النور ما نكبته نحن في ظلمات اللاشعور .. انهم نحن "..حقيقة اعتقد ان هذا الرأي على قدر كبير من الصواب والدليل ان هناك حوار دار بين الامير وفانيا احدي شخصيات هذا العمل وقد ورد فى الفصل العاشر الجزء الرابع ، في هذا الحوار قرر الامير ان يذيل قناعه عن وجهه لكي يكشف حقيقة نفسه بدون خجل امام فانيا .. سوف تشعر بالرفض لما جاء من اراء فى تلك الحوار وقد يصل هذا الرفض الى حد الاشمئزاز ولكن جانب بعيد من عقلك قد يتفق مع بعض تلك الاراء التى على الرغم من ماعليها من قبح الا مع الاسف قد تكون حقيقية .. اعتقد ان هذا الحوار وهذا الفصل من افضل فصول تلك العمل ومن اجمل ما قرات لديستوفيسكى بالاضافة الى العديد من المواقف والاحداث كموت العجوز سميث وكلبه ، ايضا سرد الفتاة هيلين لما عاشته من صعوبات وحياة ماساوية بشكل اقنع العجوز نيقولا سرجتش فى ان يصفح عن ابنته حتى لا تتكرر معها ماساة ام هيلين .. كذلك موت الفتاة الصغيرة نفسها بعد ذلك دون ان تصفح عن اباها الذى تخلى عنها والعديد من المواقف الاخري الذي تجعل من تلك الرواية عمل ملحمى وقلما قد نصادف مثله بعد ذلك ، فمثل تلك الاعمال تكون كالعملة النادرة التى من الصعب ان نجد مثلها ..
-
Sama
*كانت تتلذذ بهذا الألم, كانت تتلذذ بأنانية العذاب هذه, إن صح التعبير. إنني أفهم هذه الحاجة الى إذكاء العذاب وهذه اللذة: إن هذا شأن الكثير من المذلين المهانين الذين اضطهدهم القدر ووعوا ما احاق بهم من ظلم.
في مقدمة الكتاب يقول دوستويفسكي "أنا أعلم حق العلم أن في كتابي هذا دمى كثيرة ليست كائنات إنسانية" و "لم أدرك هذا طبعاً حين كنت في حمى العمل السريع ولم أكد أشعر به" ويردد قول النقاد بأن الرواية بعيدة عن الواقع ومفككة بعض التفكك ويعتذر بأنه كتبها في ظروف خاصة فرضت عليه أن يسرع في الكتابة
وإني لأتعجب بعدما أنهيتها أين هذا التفكك؟! وأنا أجد كل جزء يشدني لما بعده! وأين هي تلك الدمى؟! والتي أستطاعت أن تجعلني أتلبسها وأعيش شعورها بل وأبكي معها أحياناً!.. لا أجد في هذا الاستسلام للنقد إلا تواضع الكبار حينما يدركون أن بإمكانهم تقديم ما هو أفضل من ذلك.. ربما لا يعيب الرواية إلا الحشو والذي ربما يصيب البعض بالملل لا أكثر من ذلك.
قد لا تتميز الرواية بأحداثها لكنها تتميز بشخصياتها والتي لبست كلها منها شعوراً إنسانياً نعرفه نشعر به ونعايشه "الحقيقة هي أن مجانين دوستويفسكي ليسوا مجانين إلى الحد الذي نتوهمه من أول وهلة. كل ما هنالك أنهم ما لا نجرؤ أن نكونه. إنهم يعملون ويقولون ما لا نجرؤ على قوله. إنهم يُظهِرون إلى النور ما نكبته نحن في ظلمات اللاشعور. إنهم نحن"
عن الظلم والأنانية عن التضحية والحب عن الصفح والغفران.
-
زينب مرهون
أن تقرأ للعظيم دوستويفسكي يعني أن تصاب بالدهشة..مابيدي لا يمكن أن أصنفه كتاب عادي أستطيع أسميه منحوتة أدبية رائعة..
في الكتاب يحاول دوستويفسكي أن يحاصرنا نحن القراء في الإقناع بأن الذل هو من طبيعة حياتنا ونحن نتعرض له بشكل يومي ودائم كما أنه يصور لنا من جانب آخر حياة الفقر وكمية البؤس وأنواع الإهانة الذي تعترض حياة البشر إضافة إلى القدر المحتوم الذي كُتب على الإنسان..
من الشخصيات التي أوجعوا قلبي وتألمت جداً لأجلهم:
إيفان بتروفيتش..الشاب النبيل الذي تجرع أنواع الذل وهو يدبر أمور حبيبته لعلاقتها بحبيبها الآخر ابن الأمير الساذج "أليوشا " وكمية الإهانة التي تتعرضها " ناتاشا " وهي توافق على بُعد حبيبها ليتزوج كاتيا التي اختارها والده لأطماعه وغرضه في هدف المال كون أن كاتيا هي ابنة رجل ذات نفوذ عالي لا أستطيع أن أتخيل كيف أن " ناتاشا " أحبت ذلك الطفل الساذج الذي يسير طواعية وراء أبيه إذ لا يوجد هناك أية مقارنة بين إيفان و بين إليوشا ..
أما هيلين أو كما أطلق عليها نللي..هي الفتاة البائسة التي أنهكها الفقر والجوع والمرض أيما إنهاك إذ تسرد سيرة حياتها على إيفان الذي أنقذها من حياتها البشعة في قبو " بوبنوفا " في البداية لم تتعامل هيلين مع من أنقذها بلطف بل كانت تعامله بحدة كونها عاشت في تجربة مريرة وقاسية فكان ردها متوقع أن يأتي بحدة وفضاضة حتى اعتادت عليه بعد فترة وتحدثت له عن سيرتها المؤلمة عن أمها التي ماتت مقهورة من مهانة والدها الظالم الذي تجلت شخصيته أبشع معاني القسوة واللا إنسانية من فساد وجشع إلى امتهانه في ذل ومهانة الآخرين..إلى جانب جدها الذي لعن أمها بسبب هروبها مع زوج سرقها وسبب لها المتاعب من فقر وجوع إلى موتها في قبو قذر..
ما آلمني أكثر هو حينما كانت هيلين تنازع الموت اعترفت لِ إيفان بأن الأمير هو والدها وهو من كان سبباً في هلاك والدتها فما كان منها إلا أن ترد لإيفان بهذا الرد:
( إنني قرأت الأنجيل منذ مدة قصيرة، وفيه يقول المسيح: " اغفروا حتى لأعدائكم "، قل له: إنني قرأت هذا الكلام، ومع ذلك لم أغفر له، وأن الكلمات الأخيرة التي نطقت بها أمي قبل أن تموت، قبل أن تعجز عن الكلام هي: " إنني ألعنه ". وقل له: إنني ألعنه أنا أيضاً، لا من أجلي، بل من أجل أمي. اذكر له كيف ماتت أمي، وقصّ عليه كيف بقيت وحدي مع بوبنوفا. أخبره بأنك أنت رأيتني عند بوبنوفا، أنبئه بكل شيء، وقل له: إنني آثرت أن أبقى عند بوبنوفا على أن أذهب إليه )... يا الله أبكتني جداً
رواية تسبر في أعماق النفس البشرية لا يمكنك أن تقرأ هذا الكتاب إلا وأن تكون حاضراً بعقلك وقلبك رواية تستحق القراءة
-
Mohammed Baqir
أكملت هذه الرواية بحوالي أسبوع، وقد أطلت بها، إذ توقفت في عدة أيلم عن القراءة لضيق الوقت بسبب الإمتحانات لا لنقص في الرواية من هذا الجانب، إذ إن عنصر التشويق الذي يجعلك تُكمل 500 صفحة بلا ملل، هذا العنصر حاضر وبقوة، وهو العنصر الذي ألاحظ غيابه في روايات بهذا المجال، وهذا من محاسن الرواية.
كذلك، من الأمور التي أعجبت بها هي طريقة عرض الكاتب للأحداث، إذ إنه أبدع به، بيد إنه بدأ قصته من منتصفها، وعاد لسرد البداية، ثم واصل للنهاية متجاوزاً بعض الأحداث، بعدها عاد لتلك الأحداث يختتم بها القصة، هذا العرض "الفريد" للأحداث كان له طابع جميل عليّٙ كقارئ
بعد هذا لنأتِ لإطار القصة، تتكلم -وبدون حرق- عن الروائي (فانيا) الذي يعيش في ذلك العالم النمطي للأغنياء والفقراء، حيث يعاني الفقراء اشد الفقر وتكون القيم أهم شيء عندهم، وتكون للأغنياء المصالح هي طموحهم، يصوّر لنا هذا الروائي (فانيا) قصة حب تضمنتها هذه البيئة بين صديقيه من طبقتين مختلفتين، تمحورت أغلب أحداث القصة على ذلك.
أعجبني كثيراً تصويره للشخصيات، وأفعالهم الغير منطوقه، مثلا تهرب الشخص من الجواب او رغبته بالمغادرة .. وما الى ذلك
تصويراً اعجبني لم أألف له مثيل!
أكبر ما يعيب الرواية، والتي أنقصتها نجمتين بتقييمي هي واقعية الشخصيات والأحداث، إذ إن هناك دراما كبيرة ومبالغة واضحة، يظهر فيها المؤلف بأنه يريد أن يقنعنا على التأثر، فيمضي بنا، بلا هوادة، للخيال، لتكون "مهانون مذلون" لها قيمة أقل من بقية ما كتب ديستوفسكي.
___________________________
محمد باقر
الرابعة صباحاً 28 أبريل 2017
-
Anwarii
الفقر، الكرامة، الحب هي محاور الرواية الأساسية.. هل يستطيع الانسان ان يحب شخصين بوقت واحد؟ ام انه يتوّهم؟ يبدو ان الخيط الرفيع بين الحب والإعجاب هو مايُعكّر صفو التمييز بينهم. ماذا عن الكرامة؟ الكرامة كالحرية شيء لا مُقابل لها هي بحد ذاتها المقابل، اشياء غير قابلة للمساومة والتفاوض. ايضاً صوّرت هذه الرّواية ان الفقر أبلى مايُبتلى به الإنسان لكنه يهون في سبيل الكرامة، اما الحب كما يُقال اذا دخل الفقر من باب هرب الحب من الباب الآخر. علمتني هذه الرواية ان الحب وحده لا يكفي لنجاح العلاقة، هناك عوامل أُخرى تكمن في شخصية كل منّا، لا يكفي ان تحب فلان حتّى تحبه بل أن تثير إعجابه ايضاً، بالنجاح، والأهداف، والسبب الذي يجعلك تستيقظ كل يوم صباح لتواجه الحياة اي ان تتفاخر بمن تحب هي العوامل تجعلك اكبر بعقل وقلب من تحب.
رواية عميقة.. احببت تفاصيلها، حواراتها، شخصياتها، وتعاطفت معها جداً، الروائي الذّي يجعلني اتعاطف مع شخصية فتأخذ حيّز من تفكيري حتى عندما لايكون الكتاب بين يدي، هذا روائي جبار!
-
Ḓṝĕẵṁş Ļḇ
رواية رائعة كما اعتدنا من دوستويفسكي
الرواية تصف عموما عنوانها بشكل مفصل تتناول والاهانة الاذلال بشتى اشكاله تقاسمه ابطال الرواية اذلال من طرف الاب, اذلال في الحب, واذلال الفقر ...
نلاحظ تنوعا في الشخصيات منها الشريرة والطيبة والخبيثة والطفولية وحادة المزاج, تنوع مبهر تطرق له دوستويفسكس وابرز صفات كل شخصية بطريقة موفقة ,واكثر ما اعجبني شخصية بطل الرواية فانيا من الشهامة ونبل الاخلاق واللباقة والطيبة فقد احسن دوسويفسكي في ترك انطباع محدد حول كل شخصية ووفق في ربط العلاقات بين الشخصيات والتفصل فيها بطريقة مميزة .
الرواية جدا مميزة وجميلة انصحكم بقراءتها