يكفيني عثوري على هذا الكتاب ورقياً ليعبر عن مراجعتي للكتاب فهو من أقل الكتب التي توقعت العثور عليها أثناء بحثي عن كتاب آخر ومع ذلك أجمل مصادفة تعثرت بها :)
من أعمق الشذرات التي قرأتها في الكتاب:
كيف يؤدي وعي المرء بالموت إلى تلطيف فكرة الموت أو تأخير حدوثه؟ عندما يدرك المرء أنه فان، فمعنى ذلك في الواقع، أنه يموت مرتين فقط، ولا يظل يموت في كل مرة يدرك فيها أنه سيموت.
أعتقد أن من مر بتجربة قريبة من الموت ستحدث فيه هذه الشذرة رد فعل قوية.
أما حديثه عن الثورات فهو أكثرها واقعية:
الثورة الناجحة التي تستولي على السلطة تتحول الى ما هو عكس الاختمار والولادة فتكف عن كونها ثورة وتقلد، بل عليها أن تقلد ملامح النظام الذي قلبته، وكذلك أجهزته وطريقة عمله. وكلما بذلت جهداً من أجل ذلك (وهي لا تستطيع أن تفعل غير ذلك) زادت في هدم مبادئها والقضاء على حظوتها.
تصير الثورة محافظة على طريقتها الخاصة فلا تقاتل من أجل الماضي بل تقاتل دفاعاً عن الحاضر. ولا شيء يساعدها على ذلك أفضل من اتباع الطرق والأساليب التي مارسها النظام السابق عليها المحافظة على ديمومته.
ما من حالة ثورية حقاً الا حالة ما قبل الثورة، عندما ينخرط الناس في العبادة المزدوجة للمستقبل والهدم.
وأختم كما قال سيوران: يا لكمية التعب التي ترتاح في دماغي!!