رواية ممتازة تجول في ثنايا العقل الفلسطيني والناس تحت الاحتلال وجدلية الصمود والهروب، المقاومة والتسليم، التصنيع الوطني ومقاطعة الاحتلال
شخصيات توحي بحال القيادة المهترئة والسابحة في خيالات الماضي وانتصارات الجدود معمية عن قذارة الواقع والوحل الذي يغيص فيه الشعب. والشباب الثوري المنشغل في الايدلوجيات الثورية حول العالم ومتيمون بحب الوطن ولكنهم على غير وعي كاف بمأساة الناس العاديين.
رغبة الانتقام من الجلاد؟ رغبة السلام وأحلام الانسانية برغم "النجوم" على كتف الضابط؟
وشخصيات تمثل حال العامة التي قد تكون طعنة في خاصرة الوطن وفي لحظة تغدو شوكة في حلق العدو. من يعيل أطفالا ولايدري ما يجري خارج الوطن من تحولات ثورية ولا يسمع إلا خطب القادة العصماء الجوفاء: هل يعمل في المستوطنات من اجل لقمة العيش؟ أم يأكل حروف كلمات ذوي الكروش المنتفخة؟ أم يحمل هم الوطن على كتفه فالأقوياء لا يطأطئون؟
أبرزت الرواية الادورار المتعددة والمتناقضة أحيانا للمرأة الفلسطينية، من الثائرة التي تفتش وتهان على الجسر، وتؤرق مضجع الغزاة .إلى المسكينة المتكومة في بيتها وتخاف على أولادها من الاحتلال، إلى المتيمة بالثوار والثورة وتخشى مواجة أبيها في قرار زوجها من رجل لا تعرفه.
وأخيرا، الطفل (الجيل القادم) الذي يقلب المعادلة وينسف الهياكل العفنة ويعد الحطب في موقد الثورة من جديد بعد أن جمده الصقيع
سحر خليفة، طرحت تساؤلات هامة بالنسبة لنا، أجابت البعض وتركت بعضها بحاجة إلى إجابة
16 اكتوبر 2013