صور لنا ياسمينة خضرا في هذه الرواية الوضع المأساوي الذي عاشته الجزائر في فترة التسعينات أو مايعرف بالعشرية السوداء وتدور أحداث الرواية في قرية غاشيمات بسيدي بلعباس، غاص فيها المؤلف في أعماق هذا المجتمع بأسلوب مميز يجمع العامية بالفصحى والفضل يعود أيضا للمترجم فترجمته كانت كفيلة بإيصال المعنى بوضوح
كانت القرية تعيش حياة بسيطة وبسلم تام وفجأة تنقلب حياتهم رأسا على عقب بعودة أحد أبنائها من الأصوليين المتزمتين الذي استطاع مع الوقت أن يحول أبناء القرية البسطاء إلى جحافل خرفان يولون الطاعة للجماعة الأصولية التي تلتحف بغطاء الدين وتعلن الجهاد باسمه وديننا الإسلامي متبرا منهم أشد تبرئة ، نهبوا وذبحوا السكان كبارا وصغار بدون شفقة فغرقت البلدة في جرائم جماعية فأصبحت خاوية على عروشها
استطاع ياسمينة خضراء أن يعيشنا تلك الظروف الصعبة بواقعها السياسي المرير بطريقة ذكية دون أن يغفل الجانب الأدبي من خلال اشارته لبعض الأدباء و الكتاب الغربيين و العرب ، كما أنه لم يغفل عن توظيف التراث الذي أخذ نصيب وافر في الرواية لينم عن ثقافة الكاتب الكبيرة فالرواية تلخص ثقافته الأدبية و التاريخية و السياسية و الشعبية و حتى الدينية إنه كاتب مميز بالفعل