أرهقتنى هذه الرواية بأسلوب سردها المسترسل الذى لا يترك للقارىء فرصة لإلتقاط أنفاسه، السرد هنا على لسان الراوية التى لا نعرف إسمها و التى نتعرف من خلال قصتها على قصة الصراع الدموى فى سوريا بين نظام حكم مستبد قمعى و جماعات الحقد المقدس المعارضة له، و المواطنين الواقعين بين تلك المطرقة و ذاك السندان، و هى القصة التى تتكرر بتنويعات مختلفة فى يلادنا العربية المنكوبة بسلطتها و معارضيها، رأيت فيها تمهيدا للمأساة الحاصلة اليوم فى هذا البلد الجميل الذى حولته الكراهية قطعة من الجحيم.
أرهقتنى بكم الألم و اليأس و الظلم و الضياع الناضح من سطورها، مما جعل من قراءتها مهمة ثقيلة على نفسى، لم يهون منها سوى أسلوب خالد خليفة و لغته السلسة، شجعتنى على القراءة له و لغيره من كتاب هذا البلد القريب إلى قلبى، كمحاولة لفهم أبعاد الصراع المعقد الدائر هناك بتداعياته الكارثية على المنطقة بأكملها.
تعاطفت كثيرا مع شخوص الرواية، من أول الراوية مجهولة الإسم إلى مريم و رضوان و مروة و نذير و صفاء و عبد الله و عمر و بكر وزهرة، رغم إختلافى مع كثير من تصرفاتهم، إلا أن هذا لم يمنع حزنى على مآلاتهم جميعا بين حلب و قندهار و لندن.
كان تقييم الرواية صعبا بسبب مشاعرى المتضاربة بين إعجابى بالموضوع و اللغة، و ثقل طريقة السرد و الكآبة على نفسى، ألا أنى وجدتها تستحق الأربعة نجوم لأهمية موضوعها و تمكن كاتبها حتى و إن إختلفت مع بعض أفكاره، إلا أن هذا ينفى إستغرابى من إدرجها فى قائمة أفضل مائة رواية فى التاريخ التى أعدها موقع list muse و إن كان هذا ليس موضع العجب الوحيد فى هذه القائمة الخلافية ****