بعض الحيوات يجب أن تُسرد أيامها لتظل كوثيقة تشهد على عصرها
وحياة زينب الغزالي أشبه بشعلة تنير لنا ظلمة تضليلٍ تعمد أصحاب الأبواق الإعلامية بذاك العصر
على طمس حقائقه وبسط هالة كاذبة من البطولة المزيفة على أصحاب سلطانه.
أيّام خُطَّت أحداثها لتكشف البطش والجبروت الذي مارسه أصحاب السلطة يومها في الخفاء،
وتحت أقبية سجونهم ينكلون بأهل التقوى وأصحاب السمت الإيمانيّ ، وعلى الشعب يمارسون أنواع الكذب والتضليل
و حين يرد خبر تلك الحقبة بأكثر من مصدر يَسرِدُ بأكثر من طريقة مُرّ طغيان جمال عبد الناصر وزبانيته
يتأكد حينها ويصبح أقرب لليقين .
وساعد إسهام زينب الغزالي في الحقل الدعوي الكتابيّ في إجادتها للغة القلم فـ روضته
لينساب بين يديها يروي مأساتها في معتَقلات الطغيان ..
أجادت وصف لحظات المعاناة وكوامن آلام الروح وتفاصيل التعذيب الجسدي والنفسيّ
عندما تمكنت منها يد الشيطان مجسمة بزبانية السجن بدعم وتوجيه
من جمال عبد الناصر مباشرة لتوغل في تعذيبها بأشد صنوف التعذيب وحشية .
ولكن رحمة الله تتبدى بفضل دعائها بين أعنف لحظات التعذيب قسوة فتنقذها من براثنهم .