يارجال لنأخذ البارود ونذهب الى الباستيل سويا
هيا الى الباستيل هكذا كانت البداية
فى عصر ساده الخوف والجوع . ثورة رفضت كل انواع الظلم ظلم الحاكم وظلم السجن الذى اصبح فيما بعد رمزا للثروة
وتحت شعار الحرية والاخاء والمساواة ( تلك الشعارات البراقة التى تم تصديرها لعالمنا الاسلامى وفرضها علينا كبديل لموروثاتنا الثقافية وتعاليمنا الاسلامية )
تحركت الجموع وكما اقتضت السنن الراسخة عبر الزمان حين تتحرك الجماعات رافعة شعار ومبدأ ما
فاعلم ان امرا مهولا سيحدث
فلم تلبث كلمة الحرية والمساواة والإخاء التي كانت عنوان الإيمان الجديد والآمال الجديدة في بدء الثورة أن أخذت تسوغ غرائز الطمع والحسد والحقد، تلك الغرائز المحركة للجماعات والتي لا يزجرها نظام، وهذا ما جعل النظام يختل والظلم يسود والفوضى تعم في وقت قصير
وبعد أن هبطت الثورة الفرنسية من الطبقة الوسطى إلى طبقة العوام تقلص ظل العقل وتغلبت عليه الغرائز، وانتصار الغرائز الموروثة أمر مخيف
وان كان من الممكن ردع هذه الغرائز الا أنه يستحيل القضاء عليها؛ ولذا كان تحريرها خطرا جدا ، فمتى فاض السيل لايرجع إلى مجراه قبل أن يخرب ما يصل إليه.
ونتيجة لهذا أنّ السلطة أصبحت في يد عامة الناس
و أصبح التحكم الأعمى بمصائر البشر يتم وفقا للأهواء و الرغبات
و ويلك إذا كنت من عائلة فاسدة فلا يهم أن أنت تكون أشرف من فيهم
لكن يكفي إنتمائك لها ليتم تقرير مصيرك
وهكذا يؤول امر الثورات دائما فلاتنتهى قبل ان تأكل ابناءها
وان كانت فى الظاهر قد قضت على الاستبداد فإنها فى حقيقة الامر قد استبدلته باستبداد اخر اشد ظلما وجورا .
وخير مثال لهذا ما انتجته الثورة فقد خرج من رحم الفوضى العارمة التى اجتاحت البلاد ( روبسبير ) اشهر سفاحى الثورة الفرنسية
فكيف لنفس بشرية سوية ان تتحول الى نفس قاتلة لاتجد متعتها الا فى القتل . نفس لاتشبع من الدماء ، ففى غضون عشرة اشهر زارت فيها المقصلة سبعة عشر الف رأس
فى النهاية ليس لك الا ان تسقط هذه الاحداث التاريخية على الواقع الذى نعيشه
وسترى دائما مايصيبك بالذهول
فما الزمن الذى نعيشه سوى احداث وشخيصات تتكرر