ما يميز هذه الرواية هو أسلوب د. أيمن العتوم الّذي طغى على كل شيء في الرواية لغته رائعة جداً تذهلني فأكمل قراءة رواياته بغض النظر عن أحداثها
ما لم أحبه في الرواية أَنَّ النهاية كئيبة جداً كنت أتمنى أَنْ تُنهى ولو بقليل من الأمل.
ماذا كان رأي القرّاء برواية ذائقة الموت؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
ما يميز هذه الرواية هو أسلوب د. أيمن العتوم الّذي طغى على كل شيء في الرواية لغته رائعة جداً تذهلني فأكمل قراءة رواياته بغض النظر عن أحداثها
ما لم أحبه في الرواية أَنَّ النهاية كئيبة جداً كنت أتمنى أَنْ تُنهى ولو بقليل من الأمل.
الكتاب رقم 60/2023
ذائقة الموت
أيمن العتوم
صنفت هذه الرواية ادب سجون
"يصبح الحبّ نوًعا من السجن إذا حركتْه الشهوة، ويصبح فضاءً مطلقًا من الحرية إذا حركته العفّة. من سَجَنَتْهُ قُضبان النفس صَعُب عليه الخلاص، ومن سجنته قضبان الرّوح رأى ما يريد"
"ليس في الفجيعة أقسى من الغياب، وليس في الغياب أوجع من رحيل مَنْ تُحبّ… العاشِقون صاروا كذلك لأنّهم أدمنوا وجع الغياب في قلوبهم، ولم يستطيعوا الهروب من ذئابه الغارزة أنيابها في أرواحهم الغافلة…!! والمُحبّون سُمّوا بذلك لأنّهم مَحَوْا ذاتهم، واستبدلوا بها ذات من يُحبّون؛ أليس الحبّ محوًا"
ذائقة الموت مع الكاتب ايمن العتوم رواية محمّلة برائحة الموت بجميع كلماتها ومن مكان ما على الارض مجهولٍ كعالمٍ بعيد أو مكان يقع في أقاصي الدنيا وكانت كل الأماكن والشخوص مجهولة، بدا الكاتب في الحديث في اشارة الى السجن فهذه الرواية تجربة الكاتب الذاتية في الاعتقال من خلال 370 صفحة صادرة عن الدار الاهلية 2013.
من خلال الشخصية الرئيسية واثق وهو الراوي او الكاتب" ايمن العتوم" فمن يقرء روايات ايمن العتوم او ابراهيم نصر الله يلاحظ ذلك مثل رواية ارواح كلمنجارو او طفولتي لابراهيم وروايات يا صاحبي السجن وحديث الجنود وهذه الرواية للكاتب.
الكاتب هنا اراد الحرية من كل القيود ، من قيود المجتمع الفكرية الثابتة التي لا جديد فيها، ففى المشاهد الخاصة بالمظاهرات فى الجامعة وترديد الشعارات الخاصة بالخيانة، والدعوة إلى تحرير الوطن، شعرت أن الكاتب يحاول جاهدًا أن يوصل فكرة للمتلقى وهى: بماذا افادتنا الشعارات مادامت مجرد شعارات دون عمل فعلى على أرض الواقع ؟!
مثلما تحدثنا عن الشخصية الاساسية واثق او الكاتب كما اردنا ان نسميه وكل شخص له وجهة نظر في واثق نكتسف بقية الشخصيات التي تاثرت بين الحقد والحب ، الضعف والقوة ، سليم الشخصية الضعيفة التي تحولت الى الشذوذ والإدمان، وهى شخصية فى مجملها تصور وتصف حياة السجن القاتمة، القاتلة، شخصية سليم تعبر عن الضعف والخنوع ، أمّا شخصية (ضياء) تعبر عن الحقد ورغبة الانتقام هى فى مجملها شخصية لا تحمل فكرة، بل تحمل رغبة تتشكل فى الانتقام ، خصوصا إذا توفرت الوسائل التى تدعم هذا الانتقام وظهر ذلك من خلال انجذاب الشخصية إلى الجماعات المتطرفة داخل السجن.
أمّا شخصية لؤي فهي اغرب شخصية هي تلك الشخصية التي تقف في المنتصف فقط تريد الحياة بفرح وحب تردد الشعارات فقط ربما كانت على حق في ظل الوضع العربي .
الكاتب ارادها شخصيات حية سواء الثانوية او الرئيسية بحيث نراها ونعيش وجعها ونتصور مدى تاثير الالم على الغير ، نرى سمية وهى تقتل الحية التى قتلها سحرها بعد ذلك، ونشاهد منى وهى تأتى له بالكتب، نودعها مع واثق قبل انتقالها لملكوت الرحمن، نخاف ونشعر بهذا الخوغ ولا ندري ماذا سنفعل عند نرى جمال صديقه وهو يغرق فى البحر وكاننانسير فى محاذاة مع البطل واثق داخل أحداث الرواية، ، ومن هنا يمكن القارئ أن يلاحظ رصد الشخصيات التي تأثرت وأثرت في الأحداث وفي تطورها وفي معايشة الحالة النفسية. فى الحقيقة الرواية جعلتنى أشعر بألم في قلبي ووجعًا خصوصا حينما ماتت سمية وماتت الأم، دائما شعور الموت يخنقني.
تجربة السجن هي تجربة صعبة السجن هو السجن وانا اقرء الرواية يوم 24/11 تم تحرير مجموعة من الاسرى الفلسطينيون ضمن هدنة انسانية على غزة بعض هؤلاء الاسرى ظلموا وكبروا قبل اوان الكبر حيث زهرة شبابهم ذهبت في السجون . فشخصية واثق هنا تغيرت وتبدلت، وسمي واثق لانه واثق الفكر وواثق الإيمان بالحبّ وواثق أن الفكرة تبقى ولو اعدموها وواثق بأن الحكومات لن تتغير إلا إذا تغيرت الشعوب وهذا ما أكده الله عز وجل فى كتابه الحكيم كما فى قوله تعالى": إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " [الرعد:11]. الفكر هو الاساس هنا .
الحياة داخل السجن صعبة وقد وصفها الكاتب من خلال يوميات واثق داخل السجن وصف الزنزانة والفأر صديقه، وتقديمه دمه والصراصير كواجبة لعهد الصداقة بينه وبين الفأر ليؤنس وحشة السجن:" أحتاج إلى مَنْ يجلس معي ولو كان فأرًا، تمنيت أن أبقى في الزّنزانة المعتمة ؛ ففيها على الأقل فأري العزيز أمّا هنا فالزنزانة خالية إلا منّي !!" هو وصف دقيق وبارع ليعبرعن معنى الوحدة والفقد والوحشة معانى اجتمعت فى ذهن الكاتب ؛ لتنتج صورة سينمائية ؛ ذلك ليكون القارئ مخرج لهاومُشاهد فى الوقت ذاته، وهذا ما يسمي بالصورة الوصفية.
وفى صورة أخرى يصور الحرمان من القراءة ؛ ليعبر عن أهميتها فى رسالة واضحة للقارئ ؛ ليجعله يستشعر أهمية القراءة والحرية معًا، وعلى النقيض زوال هذه النعمة ليدرك أهميتها بعد ذلك فهى الخط الفاصل بين الحياة والموت: " كان الحرمان من الكتب أقسى أنواع الحرمان، وكم تحسّرتُ على الأيام التى كان فيها الكتاب رفيقي الدّائم، وكنت في بحبوحة من اختيار الكتاب الذى أريد، أعرف أنها كانت نعمةً عظيمةً لم أشعر بعظمتها إلا اليوم وأنا أجلس دون رواية أو ديوان شعر أو حتى كتاب .
سجين وعاشق قصة الحب بين واثق وسمية اخته المدلله التي شكلت طفولته ،وقوته، وعزمه لم يصور شخصية الأخت التقليدية لكنه شكلها بصورة متميزة تشكل الفتاة المغامرة رغم أن نتيجة المغامرة كانت الموت إلا أنه صورها بالشجاعة والأقدام والتميز وسرعة الحفظ والتحصيل بل وجعلها تشكل تجربة النصف عمر، فالحقيقة هو تكريم للمرأة من خلال قلمه.
ومنى السياسية الداعمة له لذلك كتب عنها في السجن بكل حب فالمرتو وفية ،لا يتخاذل واثق بل حبه إلى "منى" كان الحقيقة وسط السراب، كان حبه لها الصدق بين عتمة الكذبلانها دعمته ودعمت شخصيته الثورية وكذلك افكالره ، ولإيمانها به رغم كفر الكثير من حوله به وبرسالته عن الحرية.
" أحتاج إلى عشرة قرون كي يشفى قلبي من الحبّ هل الحبّ داء أم شِفاء ؟ وهل الموت أم حياة ؟ وهل هو حضورٌ أما غياب ؟! وهل هو كشفٌ أم حجاب ؟! وهل هو عبودية أم حرية ؟! أم تُراه يقف في المنطقة الرّمادّية بين كلّ ذلك !! لقد كان عشقك لذّة الروح حين يغيب العقل ويحضر الجنون.
الرواية جمعت عدة اماكن حزينة السجن والوادي المغلق والمغارة والبئر وجعل الكاتب الشخصيات تدور في هذه المحاور
الرواية تبدأ بالوادى "المكان المغلق" الموحِش الذى كان يشعر فيه الكاتب بالخوف وانقباض القلب، هو نفسه المكان الذى أخذ منه الأحبة، اخته سمية ومنه إلى المكان المفتوح المنزل حيث فطور الصباح مع الجد والجدة، والمزرعة وزوجة العم ، والعم ووجود الأب ،ومنها ينتقل بالزمان بالمكان إلى المدينة ثم إلى ساحة الجامعة وهطول المطر فيتحول المكان من المغلق إلى المفتوح أى "الأماكن المفتوحة" هي الأماكن التي تمتعت فيها الشخصية بقدر من الحركة والحرية ليأخذنا مرة أخرى إلى حجرة الزنزانة المكان المغلق الموحش يجعلك ترى الكلب وهو يبول في الحجرة التى لا تصلح للمعيشة، يجعلك ترى خوفه، وكأنه داخل علبة كبريت يختنق وأنت بوصفك كقارئ تختنق معه.
... وقبل أن نصل شعرتُ بأنّ القمر صار قريبًا منا، وأن قرصة الفضّي سينزل بكامل بهائه من عليائه وينضم إلينا في جلسة صوفيّة شاعرية، أما الهواء فصار باردًا. ولم أكنْ بعد قد جربتُ أقدار الجبال حتّى تلك اللحظة.
ولم أكن أعلم أن أبي سيفتح أمامي فضاء الخوف، وسماء الأحلام، وآفاق التّهيؤات التي تشكّل منزلةً من منازلِ الجنون "
هي رائعة أخرى من روائع الروائي الفذ أيمن العتوم، تتجلى فيها جدلية الحياة والموت ويقع الحب وسطا بينهما لكي يعطي للحياة بحلوها ومرها نكهة خاصة ويعطي للموت معنى آخر، كما يقول المؤلف في روايته :" كان حبك معادلا موضوعيا للموت؛ بالحب هربت من الموت، وبه واجهته، وفيه ستنتهي حياتي !!"
أيضا فالرواية على ما يبدو لي تكاد تكون سيرة ذاتية لمؤلفها، أليست الرواية- أي رواية - قطعة من روح مؤلفها وترجمة لتجارب حياته المختلفة ؟!
قرأت هذه الرواية والتي جعلتني اتخيل في بعض مشاهدها انها تخاطبني فلقد فقدت ابنتي الغالية مسك لتكون شهيدة في هذه الحرب واصيب جميع ابنائي وزوجتي اصابات صعبة وفقدت في هذه الحرب معظم اصدقائي وعدد من أقربائي ومعظم عائلة زوجتي حماي وحماتي وأخوة زوجتي وابنائهم وكأن هذه الحياة نخوض غمارها لنفقد في كل فترة شخص عزيز علينا .
قضيت وقت صاحبت فيها روايتك وعشت لحظات واستني واحزنتني وقوتني وابكتني وانا لله وإنا إليه راجعون
الرواية كانت مملة فالبداية حتى إني تركتها وعدت لها بعد حوالي شهر ولكنها تملكتني بعد ذلك ولم استطع تركها حتى إنهائها ....رائعة حد الألم استحقت أربع نجمات برأيي
ليست على المستوى المطلوب ... كما في رواياته الاخرى كرواية "يا صاحبي السجن" او " جديث الجنود" ...