أسطورة آخر الليل : سلسلة ما وراء الطبيعة 28

يبدو لي أن عالم الدكتور أحمد خالد توفيق ال ماوراء الطبيعة يجذبني اليه بشدة كما يجذب القصر بطل قصة هذه الحكاية في آخر الليل عند ساعة الذئب، "وهي الساعات الأولي بعد منتصف الليل عندما نكون في أوهن حالاتنا نفسيا وجسديا .. في هذه الساعة ينتحر من أصيبوا باكتئاب وتحدث النوبات القلبية وجلطات المخ لمن هم على استعداد لذلك".

تتحدث هذه الحكاية وجزؤها الثاني (أسطورة الجاثوم) - نعم لها جزء ثاني فلا تبدأ بقراءتها قبل امتلاكك الجزأين معاً - عن الجاثوم، "روح شريرة يفترض أنها تنام فوق الأشخاص أثناء نومهم....كابوس....شخص يثير الرعب ككابوس (قاموس ويبستر الشامل)" وما تفعله براوي الحكاية والتي تحيل حياته الى جحيم.

أشكر الدكتور على الكم الهائل من المعلومات التي حصلتها أثناء قراءة هذا الكتاب وان لم تكن جرعة الرعب فيها عالية الا أن طريقة الطرح مميزة جداً جداً.

أعترف بأنني لم أجد أقدر من الراحل د. أحمد خالد توفيق، يستطيع مزج أجواء الرعب بكوميديا المواقف. يجبرك أن تضحك حتى تدمع عيناك رغم قلقك من الأحداث التي تدور. هل يسمح للقارئ أن يلتقط أنفاسه؟ لا أدري، لكن ما فعله هذا الكاتب القدير هو أن جعلنا أن معظم الأحداث التي نقرأها من الممكن أن تحدث في بيئتنا. جعل الرعب الأمريكي أو الأجنبي بشكل عام حميميًا، أعاد اكتشاف موروثنا من قصص قديمة و معتقدات بالية تقبع في ذاكرتنا الجمعية.

يحاصرنا القلق في هذه القصة، لأننا نتذكّر لحظات فزعنا فور القيام من النور من جرّاء كابوس لعين. فزعنا في ال حقيقة يكمن في ذعرنا أن يستمر الكابوس بعد أن نعود للنوم مرة أخرى، فماذا إن ظل مستمرِا كل ليلة؟ هذا ما تخبرنا به هذه القصة الشيقة، والتي مع جزءها الثاني (الجاثوم) أفضل أعداد سلسلة ما وراء الطبيعة، والتي حاول الكاتب الهروب من نجاحها المبهر، والاعتراف بذلك عدة مرات.

قراءة ممتعة رغم أنها الثانية لي لهذه القصة.

تقييمي 5 من 5

"إن النوم هو بروفة مُمتعة للموت.."

ما زلنا مع عجوزنا (رفعت) والذي أصبح لديه شُهرة لا بأس بها.. تجعله ينهال عليه الخطابات من كُل جانب.. ليُفسرها ويُعلق عليها..

ولكن خطابنا الحالي مُميز.. ومُرعب جداً.

فكُلنا لدينا تجارب مُرعبة مع النوم.. كابوس مُرعب.. أحلام طويلة لا تستطيع الفكاك منها.. الإستيقاظ في مُنتصف الليل شاعراً بأنك لست وحيداً في الغُرفة فتسارع بإضاءة الغُرفة لتستكشفها.. حاجتك إلى شُرب المياه أو قضاء حاجتك فتجد نفسك تجتاز صالة منزلك بسرعة.. لا بُد أنك مريت بأحد أولئك..

ولكن بالنسبة لي.. كان لدي كابوس ثابت..

أن عندي إمتحان في مادة ما وقد تآخرت.. لازمني هذا الكابوس فترة طويلة.. حتى بعدما أنهيت تعليمي وإن كان ليس بنفس القوة.

أما عن قصتنا..

فهي تدور عن مُدرس يُدعى (هـ) مُنذ أن علم بأنه غير قادر على الإنجاب.. وقد داهمته كوابيس عن قصر كبير مهجور يسكنه جاثوم ونكرومانسر.. وعندما يستيقظ لاهثاً من الكابوس.. يجد شيئاً من الكابوس في الواقع. فماذا يحدث؟ وكيف يحدث ذلك؟

أسطورة آخر الليل من أفضل الأعداد في السلسلة.. فهي مُكتملة الأركان حقاً..

فهي مُرعبة ومشوقة.. وخلفية الشخصيات والسرد والأحداث.. كُل شيء كان رائعاً..

تسلسل أحداث منطقي ومُفاجئات كبيرة بإقتراب النهاية.. لنكتشف أن الأسطورة لها جزء ثاني.

وكعادة دكتور (أحمد) سيُقدم لك إقتباسات متنوعة تستطيع أن تبروزها في غُرفتك..

فعن الطعام يقول:

"ثم إنني لست من البلهاء الذين يفقدون شهيتهم حين تسوء الأمور.. فما ذنب المعدة في كُل هذا؟"

وعن المُدرس يقول:

"إن المدرس لشبيه بممثل المسرح الذي يتوقع منه الجميع إنفصالاً تاماً عن مشاعره الداخلية.. يجب أن يكون دوماً مُنتعشاً نشطاً مُفعماً بالبشر حتى لو كان نومه مُتقطعاً مُفعماً بالكوابيس.."

وستجد طوال الأحداث إقتباسات رائعة.. وأيضاً ظهور خاص لـ(إكس) دكتور رفعت! :"]

ولنكمل ثُنائية الجاثوم.. وسنظل نقرأ حتى..

الجزء الثاني لها -أسطورة الجاثوم هو أفضل عدد حتى الآن قرأته من سلسلة ما وراء الطبيعة..!

نهايته كانت مميزة نوعاً ما..

من الاعداد القليلة التي لم أقرأها من السلسلة ، ممتعة كالعادة

أحبائي

الزميل الصديق الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق

عمل جيد