كتبت كلامًا من قبل عن "أسامة أنور عكاشة" ولكنه ذهب مع الريح :)
..
منذ تعرفنا على أسامة أنور عكاشة (يجب أن تكتب اسمه ثلاثيًا) وقد أحببناه، أدركنا منذ "ليالي الحلمية" (بأجزائها الخمسة) التي عرضت في الثمانينات وشرَّحت المتجمع المصري قبل ثورة يوليو حتى عصر مبارك .. أدركنا أن هذا كاتبٌ محترف، يعرف كيف يرسم شخصياته ببراعه ويضعها في المواقف المختلفة فتصدقها تمامًا، بل إنك ربما تستشهد ب "سليم البدري" و "سليمان غانم" مثلما نستشهد بأبطال روايات محفوظ ..
ومنذ فترة مبكرة كنت أنتظر أن يُصدر هذا الرجل عملاً مقروءًا، بعد أن كان نجم الدراما لسنوات ..
حتى صدرت هذه الرواية منذ 13 عامًا .. وهو يذكر في مقدمتها أن ذلك كان بإيعاز أو تشجعيد من محرر في جريدة الجمهورية ، فتم نشر الرواية على حلقات في الجريدة ثم صدرت في كتاب الجمهورية، واقتنيتها بنسخة مكتبة الأسرة منذ عام 2001 تقريبًا وظلت حبيسة رفوف المكتبة .. حتى اليوم ..
لا أنكر أن اسمها في البداية لم يدفعني إلى استكشافها، هذا أمر، الأمر الآخر ، وربما الأهم أنها لم تحظ بأي إشارة أو قراءة أو حتى تنبيه من النقاد (بعكس روايته الأخيرة التي لم أٌرأها أيضًا) ومرّت هله الرواية وما تلاها مرور الكرام!
حتى يأتي اليوم الذي تحوّل فيه هذه الرواية إلى مسلسل تلفزيوني، فتقفز فجأة إلى قائمة قراءاتي :)
. . . .
هل يمكن أن تتعاطف مع ضابط شرطـة؟!
حسنًَا، يتناول أسامة أنور عكاشة في هذه الرواية عددًا من القصص لضباط شرطة ومديري عصابات "دعارة" رابطًا كل ذلك بـ "موجة الحر" المرتبطة بمنخفض الهند الموسمي، ويدخلنا تلك العوالم المليئة بالفساد مع بطل ضابط شرطة يبدو بريئًا مرة ومدانًا مرات .. ولكنه يدخل إلى دهاليز ذلك العالم باحترافيته المدهشة، ويرسم شخصياته بإتقان ..
وتأتي نهاية العمل/الرواية .. بانكسار موجة الحر .. كأفضل ما يكون
.
أنتظر ما سيفعلونه في هذا النص الثري عندما يتحول إلى مسلسل تلفزيوني من 30 حلقة