أجمل ما كتب إبراهيم عبد المجيد من وجهة نظرى, فهى -رغم كآبتها الشديدة- تفوق فى جودتها عمله الأشهر"لا أحد ينام فى الأسكندرية", "البلدة الأخرى" من أفضل الروايات التى تناولت تجربة الغربة بكل ما فيها من معان, فالأحداث تتناول رحلة شاب مصرى - مثل ملايين المصريين - للبحث عن الرزق فى السعودية, بواقعية شديدة لدرجة القسوة, سيشعر بصدقها من مر بهذه التجربة, إلا بالطبع من نجح فى التكيف و الإنسلاخ من جلده الأصلى, ممن يأتون إلى مصر فى أجازتهم السنوية -إن أتوا- ليقولوا لأقاربهم (إيه الحر ده؟! إحنا عندنا فى السعودية بتبقى درجة الحرارة 45 بس ما بنحسش بيها عشان مفيش الرطوبة المقرفة إللى عندكوا دى !! و بعدين إحنا عندنا تكييفات فى كل مكان !!), هذه الرواية ليست عن أولئك الناس بالتأكيد, وإنما هى هن هؤلاء البشر المرهفين المتعلقين بوطنهم لدرجة المرض حتى و لو لم يكن هذا الوطن يبادلهم نفس الشعور :(
تنبيه هام: لا ينصح بقرائتها للمقدمين على تجربة السفر حيث انها قد تؤدى إلى إكتئاب حاد !!