أحبائي
الزميل الصديق الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق
عمل جيد
ماذا كان رأي القرّاء برواية لست وحدك؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
لست وحدك
325 صفحة
صدرت سنة 2019
دكتور أحمد خالد توفيق
كيان للنشر والتوزيع
رواية "لست وحدك" تعد واحدة من الأعمال التي تمزج بين الغموض والرعب النفسي في قالب فلسفي إنساني، وهي تنتمي إلى سلسلة رواياته القصيرة ذات الطابع الأدبي العميق والتي تسعى لاستكشاف حدود الواقع والخيال من خلال أسلوبه المميز القائم على التشويق والبساطة المتقنة.
في هذه الرواية، نحن أمام عمل لا يمكن تصنيفه ضمن حدود الرعب التقليدي، بل هو أقرب إلى التأملات النفسية التي تتخذ من الغموض وسيلة للغوص في أعماق الذات الإنسانية.
تبدأ الرواية برسائل إلكترونية غامضة تصل إلى البطل من شخص يدعي أنه "يعرفه"، دون أن يكشف عن هويته أو نيته بوضوح.
ومن هنا يبدأ القارئ رحلة من الترقب والقلق، يتنقل فيها الكاتب ببراعة بين السطور راسما لنا خيوط لغز يتشابك مع تفاصيل الحياة اليومية، والعلاقات البشرية والشعور الدفين بالوحدة.
يبرع العراب كعادته في خلق جو نفسي ضاغط حيث تتحول الحياة العادية إلى مساحة مليئة بالقلق والتساؤلات.
أجواء الرواية تحمل ظلالاً من الرعب الهادئ، ذلك النوع الذي لا يعتمد على الصدمات أو الدماء، بل على الإحساس المتنامي بأن هناك من يراقبك... أنك لست وحدك.
واحدة من أبرز سمات الرواية هي قدرتها على مخاطبة القارئ مباشرة، ليس فقط من خلال أحداثها، بل من خلال الأفكار التي تطرحها.
فـ لست وحدك ليست مجرد حكاية عن شخص يتلقى رسائل غامضة، بل هي تساؤل ممتد حول الوحدة، والمراقبة والهوية، والخوف من المجهول.
إنها تلامس ذلك الشعور الذي اختبرناه جميعًا في لحظة ما هل أنا مراقب ؟
هل هناك من يعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي؟
الشخصيات في الرواية قليلة، لكنها مرسومة بدقة.
البطل شخصية نمطية للإنسان المعاصر يعيش حياة عادية، يمضي في دوامة العمل والملل، يحاول أن يفهم من حوله ومن نفسه القليل، ويجد نفسه فجأة وسط تجربة تزعزع استقراره.
أما الكائن أو الشخص الغامض الذي يتواصل معه، فلا نعرف إن كان إنسانًا أم كيانا خياليا أم إسقاطا نفسيًا، وهذا ما يترك مساحة واسعة للتأويل والتفكير.
أسلوب العراب في الرواية كالعادة بسيط دون أن يكون سطحيا عميق دون أن يكون معقدًا.
يعرف تمامًا كيف يشد القارئ، كيف يزرع التساؤل، ومتى يفتح ثغرة صغيرة في الجدار ليمر منها شعاع الفكرة اللغة في الرواية تدفع القارئ للعودة إلى نفسه والتفكير في وحدته في علاقاته، وفي ما يخفيه من أسرار.
الرواية لا تقدم نهاية مغلقة، بل تترك النهاية مفتوحة على احتمالات متعددة. هل كان كل ما جرى حقيقيًا؟
هل كان خيالا ناتجا عن اضطراب نفسي؟
أم أن هناك بالفعل من يراقبنا طوال الوقت؟
هذا الغموض المقصود لا يعد ضعفًا، بل هو جزء من قوة الرواية، إذ يجبر القارئ على الاستمرار في التفكير، حتى بعد إغلاق الغلاف الأخير.
فهى تجربة شعورية وفكرية تتعمق في معنى الشعور بالوجود والرقابة والخوف بأسلوبه المعروف، يمنحنا الدكتور أحمد خالد توفيق عملًا يستحق القراءة والتأمل، ويتركنا في النهاية ونحن تمعن النظر حولنا ... ربما فعلاً لسنا وحدنا.
#ريفيوهات_DoaaSaad
اعجبني حقا ... ممتع جديد شيق اسلوبه رائع مجموعة قصصية بالفعل لأول مرة أقرأ قصص رعب قصيرة ومسلية في نفس الوقت
السابق | 1 | التالي |