كثرت هذه الأيام تلك القنوات على اليوتيوب التي تتناول مواضيع معينة مكثفة في فترة زمنية قصيرة لا ينقصها التشويق. يمكن للكتاب أن يكون شبيه لتك القنوات بطريقة مكتوبة، فللرجل أسلوب كتابي رشيق وشيِّق. استغربت نفسي وأنا أقرأ مستمتعة لمواضيع بالعادة أجدها مملة ولا تسترعي انتباهي ولا اهتمامي. فأن أقرأ باستمتاع نص جاء على ذكر ابن بطوطة أو الجاحظ أو مقامات الهمذاني لهو شيء غريب.
الكتاب يوجد به مجموعة مقالات أو هكذا اعتقدت. لكن عندما "صفنت" وحاولت الخروج بالزبدة للفائدة وجدت أنها منفصلة متصلة عن اللغة والآخر، وعن كون اللغة المفتاح أو العائق أحياناً لفهمنا لما هو مختلف عنا ثقافياً. تناوله لحركة الترجمة للعربية ومن العربية شيق جداً ولن أنسى أبداً التساؤل الذي طرحه عن غرابة انكباب العرب في فترة تاريخية على ترجمة الفلسفة والتجاهل التام للشعر في تلك الحقبة، ويعني بالتجاهل الإعراض قصداً عن الأمر، فترجمة هوميروس لم تحدت إلا في العصور الحديثة. لا أدعي اهتمامي بالشعر فأنا في الواقع لا استلطفه أبداً، ولكن هنا استلطفت التساؤل وماذا يمكن أن يقال كإجابة على هكذا تساؤل.
لن تكون القراءة الأولى والأخيرة لعبد الفتاح كيليطو فمن الجميل أن نجد شخص يفتح لنا الأبواب ويسهل الطريق لقراءة ما هو ثقيل على النفس.