هل فعلًا يعترينا الارتياب من أي أجنبى يتكلم لغتنا بكل إتقان؟ هل يضايقنا ذلك؟ هل ننكره عليه؟ هل اللغة مُحمّلة بتراث حقًا أم بمجرد كلمات؟
سؤال دار في عقل الكاتب عبد الفتاح كيليطو، والذي تفاجئ بأنه يجيب عليه بنعم كبيرة!
بأسلوبه البديع المُتفرّد، يشاركنا الكاتب تأملاته النقدية ورؤيته الأدبية للنصوص القديمة، وبتأثير الحداثة عليها. يكشف معنا أوراق الماضي لنعثر على دلالات توضح بداية الفجوة بين العرب والغرب، وكيف انقلب الحال لينشد العرب التتلمذ على أيدي الغرب بعد باع طويل، كان شرطًا على الباحث عن العلم أن يتعلّم العربية.
هل كانت الترجمة أحد أهم الأسباب التي ساهمت في ذلك؟ هل تصلح النصوص جميعها للترجمة؟ كيف نستطيع أن نستطيع التأكد من فرضية روعة الشعر العربي وتفرّده إن كان لا يمكن ترجمته إلى اللغات الأخرى كي نستطيع المقارنة، بل وكيف يمكن أن نقارن الشعر الغربي إن كان العرب لا يستطيعون فهمه بالتبعية؟ أليس من المنطقي أن يكون له خصائص متفرّدة أيضاً؟
هل ينبع تصوّرنا بخصوصية وعظمة الشعر العربي؛ بسبب أننا مسكونون باللغة العربية؟
رحلة ممتعة نقرأ فيها ما بين السطور، تفتح في عقولنا آفاقًا لتأويلات كانت متوارية بين الكلمات، ليأتي عبد الفتاح كيليطو فيُنقّب عنها بشكل بارع ويتركنا مع تأملاتنا الخاصة حتى حين.
تقييمي للكتاب 4 من 5
أحمد فؤاد
4 تشرين الثاني نوفمبر 2019