يومًا ما
سأجلسُ وحدي
بعد موتِ جميع من أُحبهم
دون أيّ شعورٍ بالفقد
ممر معتم يصلح لتعلم الرقص
نبذة عن الكتاب
من الديوان رسمُ القلب كان يجب أن أصيرَ طبيبة لأُتابع رسمَ القلبِ بعينيّ وأؤكدَ ان الجَلْطة مجردُ سحابة، ستنفكُّ إلى دموع عادية، إذا توفر قليلٌ من الدفء لكني لستُ نافعةً لأحد والأبُ العاجز عن النوم خارجَ سريره الشخصيّ ينامُ عميقاً، فوق طاولةٍ في بهوٍ واسعالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2004
- 97 صفحة
- [ردمك 13] 9789772831630
- دار شرقيات للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
امتياز النحال زعرب
ديوان خفيف " أو هكذا توهمت " لمساعدتي على الخروج من الارهاق المصاحب للكتب الدسمة
لا اعرف كيف عثرت عليه لكنه في النهاية بين يدي .. خفيف وقصير
أعجبني منه بعض المقاطع منها
يبدو أنني أرثُ الموتى
ويوماً ما
سأجلسُ وحدي على المقهى
بعد موتِ جميع مَن أُحبُّهم
دون أيّ شعورٍ بالفقد
حيثُ جسدي سلةٌ كبيرةٌ
ترك فيها الراحلون
ما يدلّ عليهم
:::
من أجل أن اشتري الشعر المترجم
أقنعني هذا النائم عميقاً
أن خاتم زواجه يحدث ضغطاً على بنصره
وظل مبتسماً ونحن نغادر حي الصاغة
بينما أنا أخبره برفضي للتشابه
بين أنفه وأنفي
:::
وأقنع نوافذ غرفتي
لحظة أغلقها بإحكام
أن لدي حداداً يخصني
حين تندلع موسيقى أفراحٍ مجاورة
:::
والأبُ العاجز عن النوم
خارجَ سريره الشخصيّ
ينامُ عميقاً، فوق طاولةٍ
في بهوٍ واسع
:::
تركني هذا الديوان وأنا اتخبط في حزن لا منتهي .. ذكرني بأمي رحمة الله عليها ، هنا ألم .. وجع .. كآبة .. لا أنصح بقراءته لمن لم يجرب الألم بعد ، فهو لن يفهم ما تقول الكاتبة أو ما تسكبه من أحزانها لفقدان أمها وأبيها قبل سن الثلاثين .. تخيلوا معي وحدة قبل الثلاثين
كان الله في عونها ففقدان الأحبة يعني أن نعيش الحياة بلا حياة
ديوان مؤلم وليس خفيف كما اعتقدت بل ثقيل ثقيل ثقيل
يستحق خمس نجوم إلا أني اسقطت نجمة لبعض الأفكار التي لا استسيغها
كان الله في عون كاتبته
-
أمل لذيذ
كتاب(ممر معتم يصلح لتعلم الرقص) للكاتبة إيمان مرسال،فيه تلك الفتاة التي إعتادت كلما حزنت أن تفتح علبة الموسيقى الصغيرة التي تملكها، وعلبة الموسيقى كانت تعزف لها ألحاناً باسمة لتكفكف دموعها ولتؤنسها ولتواسيها،إن تأثير هذه العلبة الضئيلة الحجم على الفتاة كبير لدرجة إنها تؤقت مشاعرها معها،فتتطاير مشاعرهما معاً في أرجاء عالمهما المشترك،هو عالم مباح فيه أن تقال الخطرات وأن تدمع العبرات وأن تتهيج الكلمات وأن تصب النغمات ،هو عالم لا تعرف فيه الممنوعات وتمتد على كل جدرانه الخيالات ...
فتاتنا وجدت نفسها في شارع لونه قاتم وكئيب ،فأطلقت العنان لموسيقى علبتها وتركتها تعزف معها ما بها من أهواء،وهي لم تكن خائفة من التجول فيه،فقالت :
"أنني لا أتوقع رصاصاً حياً
من الشوارع الجانبية الخيالية"
وهي تسير في ذلك الشارع عينت نفسها وصية عليه ،فأنشأت فيه مدرسة تحمل إسمها ومنحت الشارع بأكمله إسمها،ولكنها إشترطت أن يتم تكبير مساحة البيوت فيه ،فتدللت هكذا:
"فكرت أن أسمي شارعنا باسمي
شرط توسيع بيوته،
وإقامة غرف سرية"
وهي لم تتوقف عند هذا الحد وهي تؤشر على الشارع وما يتضمنه،فهي لن ترضى عن ذلك الشارع حتى يغمر أبوابه لون طلاء جديد وهو البرتقالي،وهو لون يثير الفرح ويستدعيه ،وأيضاً أرادت إستبدال مقابض الأبواب بمقابض بها ثقوب تسمح برؤية ما يدور خلفها ،هي إبتغت رؤية الأسر الممتدة وهي تريها الحياة،فعبرت عن ذلك كالآتي:
"يمكن أيضاً دهن الأبواب بالأورنج
-كتعبير رمزي عن البهجة-
ووضع مقابض مخرومة ،تسهل على أي واحد
التلصص على على العائلات كبيرة العدد"
وفجاة تضحك الفتاة وهي تقوم بإعادة فتح علبتها الموسيقية من جديد،هي أحست بأن لإسمها وقع موسيقي،وأيضا عرفت بإنه يحمل بين طياته علامات إستفهام حول أصلها وفصلها،وهي مع متعايشة مع هذا الإسم وسائرة معه في تجوالها،وهي قائلة:
"لا أذكر.متى اكتشفت أن لي
اسما موسيقياً،يليق التوقيع به
على قصائد موزونة،ورفعه في
وجه أصدقاء لهم أسماء عمومية"
وهي تمشي في الشارع،إستدعت ذاكرتها تفاصيل حول الشارع وساكنه،تفاصيل طريفة وإنسانية وعفوية مالت عنها بعيداً عنها في بعض الأوقات،فإذا بالشارع يعرض لها ما لم تسطتع متابعته،وهي بإملاء من تلك التفاصيل أوجدت طرق تعايش مع ما هو حولها،ومنها تناسي ما يفصل بين بيوت أحبتها،وحرصها على إحصاء خطاها،وفشلها في العثور على ممرات تبعدها عن المنغصات،والتفكير في ألوان أخرى للحائط،فباحت لنا بالتالي:
"سأبتكر أشياء كي لا أرتبك،
كأن أعد خطواتي
أو أعض شفتي متلذذة بالوجع الخفيف
وقد أشغل أصابعي بتمزيق علب كاملة
من المناديل الورقية.
لن أحاول اكتشاف طرق جانبية
تساعدني على تفادي الألم"
وبتهكم تعدى أسقف يبوت الشارع وأيضا ساحاته ،صارت تحكي لنا عن أوصاف الأصدقاء في هذه الأيام،هي أرهقتها الصداقات المجحفة ودعت الله أن يبتعد عنها المغرضون،هي لم تعد تريد أن يحوم حولها من ينشدون ضرها أو السخرية منها أو من يرغبون في لجم نجاحها أو من يتقولون بأقاويل كاذبة عنها ومن هم على شاكلتهم ،فكان ما دعت به ربها هو التالي:
"يا إلهي
ارفع عطاياك عني
ولا تخلف وعدك لي
بأعداء جدد"
وهي تواصل سيرها عثرت على ممر لا يتسع لأقدام كثيرة وأيضا يكره الألوان،هي إضطرتها الحياة للوقوف فيه وللإستماع إلى المعزوفات الحزينة المنهمرة فيه،إنها معزوفات تنوح لقرب فقد عزيز وهو والدها،فتعب قلبه أتعب قلبها ،فباتت تتمنى وترغب في أمل قربها:
"كان يجب أن أصير طبيبة
لأتابع رسم القلب بعيني
وأؤكد بأن الجلطة مجرد سحابة،
ستنفك إلى دموع عادية،
إذا توفر قليل من الدفء"
فرفعت الغطاء عن علبة الموسيقى لتدخل في مساجلة لحنية مع الحياة،هي الآن في ممرها المظلم حيث يرد لحن الأمل على لحن الفقد،لحن يرحب ولحن يودع،هي تحتضن علبتها في يد ويدها الأخرى تحتضن يد أبيها،هي غارقة مع تلك الألحان بينما يغشى السكون غيرها :
"نساء صامتات
ملأن الطرقة التي تؤدي إليك
وجهزن الأجساد لطقس
سيزيح الصدأ المتراكم فوق حناجر
لا تجرب نفسها
إلا في الصراخ الجماعي"
وإذا بطيف والدتها يجالسها في أحلامها،ووالدتها تغذي فيها نية مواصلة الحياة وتمنحها حنانا يعرج بها إلى طفولتها ،إنها الأم التي لا تريد أن تدير إبنتها ظهرها للسعادة:
"الميتة أمي تزورني في أحلامي كثيراً
أحياناً تنظف لي أنفي مما تظنه تراباً مدرسياً،
وأحياناً تعقص شعري،
بقسوة كفين مدربتين على تضفير طفلة،
دون أن تنتبه
للمقصات التي مارست سلطتها عليه
ولا لأطرافه المجزورة في حدة"
ويعود طبيب والدها وفي ملامحه جروح مرضاه وجروحه لرؤية ألمهم،هو أتاها بإعلان كان صعب عليها سماعه، و قاست تنهداته وهي تبصر ما فيه من معنى:
"يدخل الطبيب إلى بيتنا فيقول:
تأخرتم كثيراً
من أجل هذا
أطمس التاريخ الطبي لأحباب
لا يدفنون حين يموتون
وأقنع نوافذ غرفتي
لحظة أغلقها بإحكام
أن لدي حداداً يخصني
حين تندلع موسيقى أفراح مجاورة"
وكل ما هو أمامها في المستشفى بات رتيبا ومشهداً معاداً،تداخلت كل خطوط الألم مع بعضها لترسم الصدعات ذاتها،ولم تعد تسمع إلا أصوات الأجهزة الطبية وهي تحاول أن تخفف من وجع حتمي،فشكلت الأجهزة نغمة ترغب في مراضاة الحياة:
"عادة كل شيء يتكرر
والخانات مملؤة بأجساد جديدة
كأن رئة مثقوبة تشفط أكسجين الدنيا
تاركة كل هذه الصدور
لضيق التنفس"
هي ترثي نفسها وترثي حزنها،وتستمر في البحث عن لحن يعرفها وتعرفه،فمن الصعب ان يفهم الشعور ولكن هناك دائماً مجال لأن تحس به الموسيقى:
"لن يفهمه أبداً
من لم يضطروا لسرقة حنان الآخرين"
هي أفسحت ذلك المجال لعلبتها الموسيقية ليتسع قلبها وما به من مشاعر معها ،هي فترة تتراقص فيها بحات الفقد وهي في إنتظار الغد!
-
kareman mohammad
• عادةً ما يكون للأطبّاء أنوفٌ حادّةٌ ٬ ونظاراتٌ زجاجيّةٌ ٬ تثبت المسافة بينهم وبين الألم !
• فالمنتحرون - بلا شك - وَثقوا في الحياة أكثرَ ممّا يجب ٬ فظنوا أنها تنتظرهم في مكانٍ آخر .
• والرتوشُ البسيطةُ أثناءَ الحَكْي ٬ لها سِحرٌ ٬ لن يفهمَه أبد اً , مَن لم يضطرّوا لسرقة حنانِ الآخرين