#مذكرات_محكوم_عليه_بالإعدام
#فيكتور_هوغو
( أمي العزيزة :
...... أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة، والله وحده أعلم. فإن أصابتني مصيبة كيفما كانت فلا تيئسوا من رحمة الله. إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها، والموت في سبيل الوطن إلا واجب، وقد أديتم واجبكم حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم، فلا تبكوني بل افتخروا بي) .
قد يظن القارئ أن هذه الرسالة تخص بطل رواية فيكتور هيجو ! لكن لا ،، هي ليست كذلك هي لأول شهيد جزائري للمقصلة الفرنسية المجرمة الشهيد البطل أحمد زبانة ، حيث نقل أحمد زبانة من سجن برباروس إلى سجن سركاجي، وفي يوم 19 يونيو 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا أخذ زبانة من زنزانته وسيق نحو المقصلة وهو يردد بصوت عال :( إنني مسرور جدا أن أكون أول جزائري يصعد المقصلة، بوجودنا أو بغيرنا تعيش الجزائر حرة مستقلة)
إذن عفواً فيكتور هوجو و لإنسانيتكَ المحمومة...
و عفواً فرنسا مدعية القانون و الحضارة...
مهما قيلَ و كُتبَ و رويَ و دوُفعَ عن القيم الإنسانية و الحقوق الشخصية بإلغاء عقوبة الحكم بالإعدام يبقى تنفيذ حكم الإعدام على شخص كل ذنبه أنه دافع عن حرية بلده وصمة عار في تاريخ فرنسا المجرمة.
الكاتب : فيكتور ماري هوغو (بالفرنسية: Victor Marie Hugo) و لد في 26 فبراير 1802 و توفي في 22 مايو 1885 أديب ، شاعر وروائي فرنسي، يُعتَبر من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، وتُرجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة. وهوَ مشهورٌ في فرنسا باعتباره شاعِراً في المقام الأول ثُم راوٍ، وقد ألّف العديدَ من الدواوين لعلّ أشهرها ديوان تأملات Les Contemplations وديوان أسطورة العصور La Légende des siècles. أمّا خارِج فرنسا، فهو مشهورٌ لكونِه كاتِب وراوٍ أكثر من كونه شاعِر، وأبرَز أعمالِه الروائية هي رواية البؤساء وأحدَب نوتردام. كما اشتَهر في حِقبَته بكونِه ناشطٌ اجتماعي حيث كانَ يدعو لإلغاء حُكم الإعدام. في كتابه الشهير Le dernier jour d'un condamné كما كانَ مؤيّداً لنظام الجمهورية في الحُكم، وأعمالُه تَمَس القضايا الاجتماعية والسياسيّة في وقته.
لكن للأمانة كانت رواية أو بالأحرى مذكرات لشخص محكوم عليه بالإعدام تفيض عمقا و إحساسا نبيلاً و قيماً إنسانية منبعها هذا الفيكتور هوجو ، فالواضح من شاعرية كلمات البطل رومانسية الكاتب و نبل أفكاره و نبذه للظلم و الإستبداد في ظل حكومة الملك آنذاك.