تعــارجتُ لا رغبــة فــى العــرجْ
ولــكــن لأطــراق بـــاب الفــــرجْ
وألقـــى حبـــلى علـــى غـــاربى
وأســلك مســـلك من قــد مـــــرج
فـــإن لامــنى القــوم قلت اعذروا
فليس علـــى أعـــرج مــن حرج
ما فوق مبدأ اللذة
نبذة عن الكتاب
يصحح الكتاب الفهم الأعور الخاطئ لنظريات التحليل النفسى، ويبيّن فى وضوح جانبًا مهمًّا من وجوه النظر التى يقول بها. وهو إلى جانب هذا مثل قوى رائع للتفكير العلمى الجامع، ولما ينبغى أن يلتزمه الباحث فى النفس الإنسانية من تؤدة وتحقيق وتواضع فى سبيل الوصول إلى تفسير ما يشدهه من ظاهرات السلوك الإنسانى. وإذا لم نكن نتطلع أن يكون كافة المشتغلين بالعلوم النفسية فى مثل قامة فرويد، فلعل المتعجلين منهم يتخذون فيما يبدو منه فى هذا الكتاب من إلمام بعلوم الحياة والتشريح والطب والاجتماع والفلسفة والأدب - حتى بعض العربىّ منه وهو الطبيب الألمانى فى أواسط أوربا - ومن التزام للأناة وأصول الملاحظة والتفكير العلمى مثلا يعملون على التشبه به فى إعداد أنفسهم، وفيما يقومون به من بحث أو يعتنقون من آراء قد يخالفونه فيها أو يتفقون وإياه.لقد حاول المترجم أن ينقل عبارات المؤلف في اكثر ما استطاع من دقة وتوخى في ذلك أن يؤدى ما ورد في التراجم الانجليزية والفرنسية أداء أمينا، دون أن يلجأ إلى أية توطئة أو استطراد قد يتلف الأصل.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 140 صفحة
- [ردمك 13] 9789770284858
- مؤسسة دار المعارف
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب ما فوق مبدأ اللذة
مشاركة من عبدالله الصبحي
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
لونا
أبدأ قراءتي للكتاب بما ختم به "فرويد" كتابه، وهي أبيات شعرية من مقامات الحريري التي نقلها "مستشرق" للغة الألمانية:-
{تعارَجْتُ لا رَغبَةً في العرَجْ .. .. ولكِنْ لأقْرَعَ بابَ الفرَجْ
وأُلْقيَ حبْلي على غارِبي .. .. وأسلُكَ مسْلَكَ مَن قد مرَجْ
فإنْ لامَني القومُ قلتُ اعذِروا .. .. فليسَ على أعْرَجٍ من حرَجْ}
لمست في ختام كتابه نوع من "التلطيف" لعرضه الشيق، المثير والخارج عن المألوف كالعادة .. .. يقول أيضاً:-
{فلقد يسأل سائل إلى أي حد وصل اقتناعي أنا بصحة الفروض التي ذهبت إليها في الصفحات السالفة. وعن هذا أجيب باني أنا نفسي غير مقتنع، وأني لا أعمل على إغراء غيري من الناس بالإيمان بتلك النظريات. أو بعبارة أدق، إني لا أدري إلى أي حد يبلغ يقيني منها}
فهو يقول أنها نظرية تستوجب ذلك "الحياد العقلي" اللازم للتحرر من الأفكار السابقة والأهواء العميقة في النفس التي قد تؤثر على مسار التأملات
***************
********** ما فوق مبدأ اللذة، هذا هو عنوان الكتاب لكن ما هو هذا الشيء الذي فوق مبدأ اللذة؟! .. إنه الجنون المطلق يا من تقرأ هذه السطور ولفهم ما يرمي له "فرويد" يجب تسطير بعض الأشياء أولا
1- قسّم "فرويد" الكيان النفسي للإنسان لثلاثة أقسام:- الهوى، الأنا و والأنا الأعلى أو المثالي .. .. باختصار شديد أحب ألخص هاتي الأقسام الثلاثة بجمل بسيطة
يكمن تشبيه الهوى (اللاشعور) بالفرس، فهو يمثل الجزء الحيواني، الشهواني، الأناني من الذات وإن ما يكبحه هو الفارس المتمثل هنا في الأنا (الشعور) التي تعبر عن القيم والأخلاق التي تتحكم في الهوى وتجعله يتماشى مع الواقع وقيم المجتمع المحيط والأنا الأعلى هو ببساطة شديدة ضمير الشخص
2- كما هو معروف "فرويد" هو سيد اللاشعور، عندما يتم ذكر هذه الكلمة دائماً ما يخطر ببالي ساحة حرب وصراعات شديدة بحكم أن "فرويد" دائماً يوضح ويشرح ويستنتج نظرياته نتيجة تعامله مع مرضى نفسيين .. .. اللاشعور هدفه هو تحقيق وإشباع لذة ولكن "الأنا" دائما يقف بالمرصاد له ويحدث ما يمكن التعبير عنه بالكلمة الشهيرة "الكبت" ولهذا دائماً هذان القطبان في صراع دائم والمتنفس الوحيد للهوى أو "اللاشعور" هو الأحلام وقد أفرد "فرويد" لهذه النظرية كتاب شيق بعنوان تفسير الأحلام
3- الأحلام هي مرآة اللاشعور كما أسلفنا وهدفها هو إشباع الدوافع المكبوتة، وكل إشباع هو لذة
لاحظ "فرويد" ظاهرة غريبة تحدث (للمرضى) وخصواً الجنود الذين يعانون من عصاب الصدمة بعد رجوعهم من الحرب وهو "تكرار" الأحداث المؤلمة التي حدثت معهم سابقاً في أحلامهم، وتساءل "فرويد" أية لذة ممكن أن تنتج عن تكرار هذه الأحداث المؤلمة في الأحلام، وكان الإجابة هو وجود دافع غريزي قوي يؤدي لهذا التكرار الإجباري وهو إجابة ماذا يوجد فوق مبدأ اللذة؟ والإجابة هي غريزة الموت
قسَّم "فرويد" الغرائز إلى نوعين غرائز الحياة والحب (سمَّاها أيضاً بإيروس) أي غرائز المحافظة على الحياة .. .. وغرائز الموت التي تهدف للهدم وإنهاء الحياة، وهذه الغرائز عندما توجد في أشخاص غير أسوياء فإنها تتجه للخارج في صورة عدوان وتدمير للنفس والغير وهو ما وجده تفسير منطقي لظاهرة السادية والماسوشية
شرح "فرويد" غريزة الموت وربطها ببعض نظريات علم الأحياء، وجازف في افتراضه أن "مبدأ اللذة " غريزة الحياة من الممكن أن تكون أيضاً في خدمة غريزة الموت ولكنه يقول أنه مجرد فرض بحاجة للصبر والتطور العلمي لإثباته أو دحضه
***************
********** القراءة "لفرويد" على المستوى الشخصي ليست بالأمر السهل فالتركيز أمر مهم جداً أثناء قراءة للفهم، يتكلم عن أمور تثير العجب لأنه فكَّر فيها بهذه الطريقة واستنتجها، ويتكلم عن أمور أخرى تجعلني أُشَكِّك في سلامة عقله أي أنها قراءة تجبر على التفاعل .. .. بالمجمل القراءة له ممتعة ومتعبة للدماغ وهو أمر سليم جداً لأني وإن لم أوافقه في عرضه فإنه وبدون قصد منه ساهم في حصولي على جلسة تمارين مكثفة ومجانية "ماديا" على مستوى الدماغ التي من الممكن أن تساهم في الوقاية من الخرف في يوم من الأيام .. .. فتحية لهذا المجنون
.
ملاحظة:- مابين {...} مقتبس من الكتاب
-
Ehab Mohammed Abd Elsalam
هل كل ما نقوم به وكل دوافعنا خاضعة لمبدأ اللذة؟ هل لا نقوم بشيء في حياتنا إلا لزيادة اللذة وتخفيف الألم؟
أو بمعنى أصح هل لا نسعى إلى شيء سوى تخفيف الألم إذا اقتنعنا أن اللذة سلبية؟
ولكن ما اللذة في هذه الحالة إلا (تبديد) لشعور الألم و(تدمير وهدم) لكل ما يطرأ من مشاعر سلبية، ما اللذة في هذه الحالة سوى محاولة للعودة إلى حالة السكون والاستقرار والموات!
ولكن إذا كانت اللذة هي فقط ما تحركنا فما هو سر أحلامنا التي تظل تطاردنا مرارا وتكرارا بكل ما هو أليم في حياتنا، وتضعنا في مواجهة مباشرة معها كما ولو أنها تصر على تدميرنا.
ما هو سبب وضع حدود لشخصياتنا ووسمها بسمات محددة لا تتغير واعتبار عيوبنا أمر قدري لا فكاك منه كما ولو أننا نصر على الجمود، على الوقوف، على الدمار، على الموت!
ما هو سر إعجابنا غير العادي بالشخصيات الدرامية الشريرة، المتكبرة، المتعجرفة، المدمرة لذاتها وغيرها، هذا الإعجاب المفرط، ألا يمكن إن نعتبر ذلك نوع من إنجذاب غريزي نحو التدمير، نحو الموت؟!
ما هو سر إنجذابنا غير المبرر نحو الشخصيات المهدَمة، الغارقة، المدَمرة، والميل نحوهم! هل هي رغبة نبيلة في إنقاذهم وتخليصهم من شقائهم، أما نحن نمد لهم أيدينا فقط ليجرونا إلى ظلمات أعماقهم، ليسحقونا، ويدمرونا، ويأخذونا إلى عالمهم المظلم، المرعب، المميت؟!
ما هو سر تغافلنا عن الجوانب السيئة للإنسان والإنجذاب إليه وحبه والوقوع في غرامه بالرغم من معرفتنا مسبقا بما ينتظرنا من دمار وهلاك؟!
هل يعقل أننا نفعل كل ذلك خضوعا لمبدا اللذة؟! أليس كل ذلك يعني أن هناك قوة أكبر وأقدم من اللذة تدعونا دوما إلى الحالة الجمادية الأولى، إلى السكون، إلى الفناء، إلى الموت!... ألا يدل كل ذلك على أن غريزة الموت أسبق من مبدأ اللذة وأن غرائز الموت والحياة في اصطراع دائم منذ بداية الخليقة يجعلنا نعاني من كل الأمراض النفسية؟!... ربما!
وأختم كلامي بهذا الاقتباس الرائع من مسلسل Mr robot والذي يلخص الكتاب:
ِِAnnihilation is always the answer.
We destroy parts of ourselves every day.
We Photoshop our warts away.
We edit the parts we
hate about ourselves,
modify the parts we think people hate.
We curate our identity,
carve it, distill it.
Annihilation is all we are.