فكرة الكتاب أن محمد علي أسس مصر الحديثة لأغراض أخرى في نفسه غير تلك التي درسناها من استقلال مصر و غيرها من المعاني.
و لكنه يظل مؤسس مصر الحديثة.
حيرني هذا الكتاب جداً. فهو يؤرخ و يحكي بشكل جيد في الوقت الذي ينهمك فيه مؤلفه في إثبات مثلاً أن عين محمد علي لم يكن لها بريق كما أكدت كتب الرحالة الأجانب الذين التقوا به في هذا العصر.
يهتم دكتور خالد فهمي أيضاً على التأكيد بأن الفترة العثمانية لم تكن كلها ظلاماً. و أن محمد علي في بعض ما فعله لم يكن جديداً بقدر ما كان قادراً على إكمال فعله. لأن أفكار كثيرة مما نفذت في عهده طٌرحت و أحياناً جربت في عصور سابقة عثمانية.
يذكر دكتور خالد فهمي كيف اهتم محمد علي و خلفائه بكتابة تاريخه. و كيف مثلاً كان الملك فؤاد يموّل بعض الكتاب المشاهير لكتابة تاريخ محمد علي.
يحاول خالد فهمي في الكتاب قراءة تاريخ مصر و تجربة محمد علي من خلال بعض تفسيرات ميشيل فوكو في كتابه المراقبة و العقاب .. و يشرح كيف استطاع محمد علي أن يجند الفلاحين و أن يخضعهم لفكرة العسكرية، و أن يجعلهم محاربين قادرين على النصر.
أتطلع قريباً لقراءة بعض أعمال فوكو.
إجمالاً الكتاب ممتع، لم أهتم كثيراً بفكرة نزع هالة محمد علي. و لكن شعرت أحياناً أن خالد فهمي من قبل أن يكتب، و هو يكره محمد علي.