من أشدِّ الغفلة أن نعيشَ هذهِ الأيامَ المظلمةَ بأعينٍ مفتوحةٍ و قلوبٍ مُغفلةٍ, فالقلبُ إذا أغلقت الأبوابُ على بصيرتهِ, فلم يعُدْ لهُ نورٌ ينبثُّ و ينفذُ إلى أعماقِ الحوادث العظام التي تُحيط بهِ من كلِّ جانبٍ, كانت العينُ بعد ذلك أداةً مُجرَّدةً من الإحساسِ, مكفوفة عن النَّفاذِ و اللَّمح, لا تكادُ تُدركُ مما ترى و تُبْصِرُ سوى الظَّواهر الخدَّاعة, و عندئذٍ يُصبحُ الزمان حُطاماً من الساعاتِ و الأيام, و رُكاماً من الشهور و الأعوام, و تُصْبح الأشياء كُلها صفًّا واحداً, و نمطاً متشابهاً, قد خلا من الروابط, و عُرِّي من الأسباب, و إذا بلغ الأمرُ بنا هذا المبلغ, فقد يكونُ من أكبرِ الجهل أن يُسمَّى هذا ( غفلةً ), إنما هو ضربٌ من الموتِ يُصيبُ الحي, و ينقلهُ إلى لَحْدٍ مُظلمٍ لا تراهُ العيونُ, و هو بعد مُقيم على ظهرِ الأرضِ يسعى أو يتحرَّك أو يتكلَّمْ
أباطيلٌ وأسمار > اقتباسات من كتاب أباطيلٌ وأسمار
اقتباسات من كتاب أباطيلٌ وأسمار
اقتباسات ومقتطفات من كتاب أباطيلٌ وأسمار أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
أباطيلٌ وأسمار
اقتباسات
-
مشاركة من محمود أنور
-
أرى اللجوء إلى الرمز ضربا من الجبن اللغوي!! فاللغة إذا اتسمت بسمة الجبن، كثر فيها الرمز وقل فيها الإقدام على التعبير الصحيح الواضح المفصح. ولا تقل إن الكناية شبيهة بالرمز، فهذا باطل من قبل الدراسة الصحيحة لطبيعة الرمز وطبيعة الكناية والمجاز. وأنا أستنكف من الرمز في العربية، لأن للعربية شجاعة صادقة في تعبيرها، وفي اشتقاقها وفي تكوين أحرفها، ليست للغة أخرى.
مشاركة من المغربية -
#درر_القول
للعلامة / محمود محمد شاكر - رحمه الله -
فمن الغفلة التي تطمس القلب والعين والعقل ، أن يعرف ذلك إنسان له بقية من نخوة أو كرامة ، أو عقل ، ثم لا يعيد النظر في كل من أمور الأمة العربية والإسلامية ، ليرى أثر إصبع التبشير العامل على تحطيم النفس العربية المسلمة ، في كل ناحية من نواحي الحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية ، وليبصر عيانا صدوع التحطيم والهدم ظاهرة في حياتنا ، وليدرك أن العدو الذي يريدنا أن نعتنق مبادئ الحضارة الغربية ، وأن نعيش طريقة العيش الغربية ، إنما يريد أن يقوض بناء كاملا تم كماله في قرون متطاولة ، وبقي يقارع الخطوب والأحداث والنكبات دهورا ، محتفظا بقوته وكيانه ولم يجترئ عليه العالم الأوروبي المسيحي ، إلا بعد طول تردد في القرن التاسع عشر كما قال( توينبي ) .
أباطيل وأسمار
مشاركة من خليل العناني الشاكري -
"الخليفة المعتصم " وفتح "عموريه"
يقول الشيخ /محمود محمد شاكر - رحمه الله -
فى كتابه "أباطيل وأسمار " ص 273 ، 274
وأصلُ القصَّة:
أنَّ المعتصم الخليفةَ كان في مجلسه، وفي يَدِه قدحٌ يَهمُّ أن يشرب ما فيه، فجاءَه رسولٌ يُبلِّغه أنَّ الروم فتحت "زَبَطْرَة"، وأخذوا النِّساءَ سبايا، وأنَّ امرأةً منهنَّ صرختْ: "وا معتصماه!"، فوَضَع المعتصم القدحَ مِن يده، وأمر بأن يُحفظَ حتى يؤوبَ مِن فتح "عمورية" فيَشْرَبَه، وخرَج بجيشه مِن فَوْره يقصدها، فراسلتْه الرُّوم بأنَّهم يجدون في كتب رُهبانِهم ومنجِّمِيهم: "أنَّه لا تُفتحُ مدينةُ عمورية إلاَّ في وقتِ إدراك التِّين والعنب، وبيننا وبين ذلك الوقت شهور، يمنعُك من المقام بها البردُ والثلج"، فهزئ المعتصمُ بجَهْل الرُّوم، وأوقد عليهم نارَ الحَرْب، فأكلتْ من صناديدِهم تِسعين ألفًا، ذَكَرهم أبو تمَّام في رائعته، فقال:
تِسْعُونَ أَلْفًا كَآسَادِ الشَّرَى نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التِّينِ وَالْعِنَبِ
وأكبَّ المعتصمُ على عَمُّورية، حتى فتَحَها، فأبطل بنصْر الله إيَّاه ما قالتْ كُتُبُ البطارقة والمنجِّمين ...
#درر_القول
مشاركة من خليل العناني الشاكري
السابق | 1 | التالي |