من أشدِّ الغفلة أن نعيشَ هذهِ الأيامَ المظلمةَ بأعينٍ مفتوحةٍ و قلوبٍ مُغفلةٍ, فالقلبُ إذا أغلقت الأبوابُ على بصيرتهِ, فلم يعُدْ لهُ نورٌ ينبثُّ و ينفذُ إلى أعماقِ الحوادث العظام التي تُحيط بهِ من كلِّ جانبٍ, كانت العينُ بعد ذلك أداةً مُجرَّدةً من الإحساسِ, مكفوفة عن النَّفاذِ و اللَّمح, لا تكادُ تُدركُ مما ترى و تُبْصِرُ سوى الظَّواهر الخدَّاعة, و عندئذٍ يُصبحُ الزمان حُطاماً من الساعاتِ و الأيام, و رُكاماً من الشهور و الأعوام, و تُصْبح الأشياء كُلها صفًّا واحداً, و نمطاً متشابهاً, قد خلا من الروابط, و عُرِّي من الأسباب, و إذا بلغ الأمرُ بنا هذا المبلغ, فقد يكونُ من أكبرِ الجهل أن يُسمَّى هذا ( غفلةً ), إنما هو ضربٌ من الموتِ يُصيبُ الحي, و ينقلهُ إلى لَحْدٍ مُظلمٍ لا تراهُ العيونُ, و هو بعد مُقيم على ظهرِ الأرضِ يسعى أو يتحرَّك أو يتكلَّمْ
أباطيلٌ وأسمار
نبذة عن الكتاب
هذه مجموعة رسائل كتبها صاحبها العلامة ( محمود محمد شاكر) في ستينيات القرن العشرين، وقد كانت جميعها في إظهار الحق وإجلاءه متشابهة. فقد آل المؤلف فيها على نفسه أن يوضح ما وضح له و أن يبين ما تبين له من الغى في دروب الفكر والثقافة والأدب.. فصوب قلمه كيرد بالحجة والبيان عل من شرعوا في تصويب سهامهم للحضارة الإسلامية وتراثها. فهو في كتابه لم يجنح إلى التجريح وإنما قام بمقارعة الحجة بالحجة .. فقدم لنا رسائل مليئة بالثقافة والتاريخ والأدب والدين والسياسة تتداخل جميعها وتمتزج معا لتقدم لنا تفنيدا لأباطيل ساقتها بعض الاقلام التى لاقت تقديرا كبير في الأمة العربية التى شرعت في إيذاء تاريخها.. وتتنوع هذه الشخصيات بين كتاب وسياسيين وأدباء وغيرهم" إنه كتاب جدير بالقراءة والتمعن" .. إنه كتاب للتاريخ.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 1972
- 511 صفحة
- مكتبة الخانجي - القاهرة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب أباطيلٌ وأسمار
مشاركة من محمود أنور
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
عمــــــــران
ليس من السهل أن يكتب أحدنا عن شيخ العربية أبو فهر محمود شاكر رحمة الله عليه.
"أباطيل وأسمار" هي مجموعة مقالات ترد على كل طاعن في دين وتراث وحضارة وثقافة الأمة الاسلامية العربية، من مثل لويس عوض ، الذي حضي بالنصيب الأكبر .
وحتى لا يقال عني ما قيل عن " أبو فهر" ، وذلك عندما تعرض لويس للقرآن والحضارة الإسلامية بشكل عام، وعندما رد عليه ابو فهر كذبه وبين له جهله ، اتهمه البعض بأنه يسعى للفتنة الدينية والوطنية !..الخ
لذا فلن أتحدث كثيرا عن موضوع المقالات بعينها، وسأتركها لمن أراد قرأتها، وإذا ما سألني أحد عنها سأقوله له: أنصحك بها.
إلا أن الملاحظ في كتابات " محمود شاكر" ، هو قوته وتمكنه من اللغة والشعر وما يتعلق بهما، حتى إذا ما قرأ أحدنا له أحس بأنه يقرأ لأحد من أولئك القدامى كما في كتب الأدب العربي في جماله وبيانه وروعته، وليس كما نكتب أو أكتب أنا الآن! بهذه اللغة التي ربما لو قرأها أحد كأبو فهر لضحك حتى بان سنه! أو ضرب كف بكف على ما وصلنا إليه من ركاكة اللغة ، وكما يقول هو نفسه " حتى اصبحت اللغة غريبة بين أهلها"!.
وفي البداية ، يجاهد القارىء نفسه – غير المختص- في الاستمرار بالقراءة ، ذلك لأن الصفحات الكثيرة الأولى تتكلم بشكل خاص عن " أبو العلاء المعري " ودفاع ابو فهر عنه من اتهامات لويس عوض، -حتى تقول ما لي وللمعري"؟ حتى إذا ما قطعت شوطا تجد الصورة قد بدأت تتضح، ذلك عندما يتم الربط بين الطعن في التاريخ والكذب فيه وعلاقته باللغة والاستعمار والتبشير.!
كتاب أقل ما يقال فيه بأنه يفتح لك آفاق جديدة ، وطريق جديد لفهم الواقع والربط بين الأمور بشكلها الصحيح، والتاريخ والحذر من الأخذ منه بشكل عابر دون تدقيق وخصوصا إذا ما كتب فيه او عنه أحد من ( أعداء الأمة).!
-
iqbal alqusair
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات كتبها محمود شاكر في مجلة الرسالة رداً على مقالاتٍ كتبها لويس عوض في جريدة الأهرام _ وقد كان يتولى الإشراف على الثقافة فيها _ تتناول شيخ المعرة بمغالطات في تاريخه كقضية إلحاده ولقاؤه براهب دير الفاروس وأنه أخذ عنه آداب اليونان وفلسفتهم التي لم يقل بها إلا القفطي وبأنه لا يعرف شيء عن تعليمه الرسمي رغم أنه نشأ في بيت يحفه العلم ، أيضاً تطرق في المقالات إلى قضية العامية والفصحى ورد على من يزعمون بأن العامية إنما هي نفسها الفصحى ! " فاللغة الفصحى هي الرباط الذي يمنع العالم العربي من التفكك " ، أيضاً تطرق بالشرح لِـ لفظي " الرجعية " و " الدين " .
وبتتابع المقالات التي يرد فيها محمود شاكر على لويس عوض أو بالأصح هو لا يرد بل يُعري جهله تساءل عن البلاء الذي يُنشر في صحيفة الأهرام فقال :
" إذا كانت سلامة عقول الناس لا قيمة لها ، أفتاريخ الأمة وتاريخ رجالها لا قيمة له أيضاً " وقال :" أُحب أن أعلم صحيفة الأهرام أن لويس عوض لا قيمة له عندي من حيث هو كاتب ، والقيمة كلها لها هي " .
كتب محمود شاكر هذه المقالات التي وصف بأن " أحداثها تجري في أخطر ميدان من ميادين الصراع وهو ميدان الثقافة والأدب والفكر " ويرى بأن " هذه المعارك ليست في حقيقتها أدبية أو ثقافية أو فكرية بل هي معارك سياسية تتخذ من الثقافة والأدب والفكر سلاحاً ناسفاً لقوى متجمِّعة أو لقوى هي في طريقها إلى التجمع " .
محمود شاكر في هذه المقالات دافع دفاعاً شرساً عن العربية والإسلام ، ولكن في بداية كل مقال ثمة استفاضة طويلة لا داعي لها ، شخصياً بينما كنت أقرأ وجدت الكتاب ثقيلاً ومُملاً وكان بودي أن أُغادره إلى غيره لولا كثرة الكُتب المركونة على هذا الحال .
-
محمود أنور
قرأت الكتاب منذ سنوات عدة أكثر من مرة، وفي كل مرة أتعلم أشياءً جديدة، وأصل إلى آفاق بعيدة في اللغة عبر كلمات العلامة الأستاذ/ محمود شاكر.
رحمه الله فهو الشيخ المجاهد، الذي حارب من أجل هوية أمته، فسجنوه وهمشوه وبهتوا صورته وتاريخه وأدبه، في زمان تكلم وكتب كل من لا يحسن قبل من يحسن.
وإن الأدب والتراث العربي قد شذ واعوج دون أدنى مبالغة، حينما تعمدوا طمس بصمات هذا العملاق الأدبية، وهذا الكتاب هو أوضح دليل على عبقريته اللغوية، فهو مقالات متعددة متفرقة، على مدار سني عدة، لكن المرء يطالعها، فيشعر بالتجانس فيها والوحدة.
وأباطيل وأسمار هو أول قراءاتي للعلامة شاكر، وبعد انتهائي منه، خرجت بعدة حقائق لم أكن أعلمها وأولها أني عند مقارنة قراءاتي بكتابات الشيخ أوقن أني لم أقرأ قبل هذا الكتاب حرفًا بالعربية، خلا القرءان العظيم. فما أعلم أحدًا في المئة سنة الأخيرة ولا قبلها بمئين عدة، أفصح منه، ولا يضاهيه في تمكنه من أزمة لغة عصت على أئمة الأدباء. رحمه الله رحمة واسعة، وأجزل له العطاء والمثوبة
-
عمر الطويل
الكتاب أصله مجموعة مقالات في مجلة الرسالة، ركز فيها الأديب محمود شاكر بأسلوبه البديع على أهمية اللغة العربية والرد على من يطعن فيها أو يتبنى بعض الأطروحات التي تهدم اللغة كالدعوة إلى العامية، ومحاولات حركة التبشير والاستشراق (المتمثلة في لويس عوض المستشار الثقافي في صحيفة الأهرام في ذلك الوقت) في إضعاف اللغة.
وقدم فيها مباحث عن تهمة الزندقة في أبي العلاء المعري وناقشها باستفاضة.
وبالجملة فالكتاب معين لمن أراد صقل أسلوبه الكتابي.
-
سمية مساد
بداية هجومية على لويس عوض استغربتها .. لأني ربما لم أكن أعرف الكثير عما كان يحدث آنذاك
لا أدري ربما لا أوافق الكاتب كثيرا في أسلوبه الذي انتهجه في هذه المقالات..
لكني اعتقد أن ما كتبه لم ينبرِ أبدا من مشاعر ذاتية وشخصية.. واعتقد أنه كان صادقا جدا في انتمائه للعربية.