أعترفْ، كنتُ وأنا أضع الكتابَ أمامي للمرّة الأولى التي قررتُ فيها أنّه سيكون كتابِي الذي سيحضى باهتمامي بعض الوقتِ ، كنتُ أشعرُ أنّه يجب أن يكون على قدرٍ كبير من الجمالِ ليجذبني، عنوانه كان الطريق الأول إليه، غلافه بدا لِي بشعاً بعض الشيءْ، لكنّي قررتُ أن ألجهُ وأكتشف مابه..
لبعضِ صفحاتٍ توّجستُ أن أكون على حافةِ خيبةٍ قرائيةٍ إن صحّ التعبيرْ، لكّن الكاتب تكفّل بنفسهِ لجرّي إلى العمقِ أكثرْ.. رافقني لثلاث ليالٍ متواصلة، عشتُ تلك التفاصيل الدقيقة التي كان الكاتب يحرص على إدراجها حتّى أنّي لم اشعر قطّ بالملل وأنا أتجوّل معه مرّةً وهو رسّامٌ ومرّة في رحلةٍ الشبكات تلك، وأخرى في سيارةٍ مع كاتبٍ يلاحق روايته، حتّى في غرفة البراداتِ في المشفى التي عادةً ما أخاف الاقتراب منها، جعلنِي هلال شومان أدخلها معه وأقف بشجاعةٍ كبيرة لأشاركه الاشراف على نهايةِ قصص تلك الجثث كلها..
أحببتُ ما قرأت، والأهمّ عشتُ مع الكاتب تماماً كما أراد هو لكلّ من يقعُ كتابهُ في يديه..