وجدت هذا الكتاب أشبه ما يكون بكتاب " مائة من عظماء أمة الاسلام ، غيروا مجرى التاريخ" إلا أن كتابنا يتحدث عن ممالك وأحداث والثاني يتحدث عن شخصيات . ومع اختلاف المضمون إلا أن كل من الأسلوب و الهدف فيهما واحد ، وهو دحض شبهات، ودفع افتراءات ، وإظهار حقائق غيّبت إما سهواً للتقادم ، أو عمداً لتشويه تاريخنا، عن طريق التلاعب بأحداثه ودس السموم في ما نراه عسلاً .
في ذاك الكتاب حديث عن شخصيات عظيمة شوّهت صورتها بطريقة هي أشنع ما تكون، وهنا حديث عن أحداث تاريخية بارزة ، وممالك قديمة وحضارات كاملة شوهت معالمها وضاعت ملامحها في أذهاننا ، حتى بتنا نصدق الافتراءات ونكذب الحقائق فيما يتعلق بها ..
فكان هذا الكتاب - الصغير الحجم ، العميق المحتوى - مصححاً وموعيّاً ومرشداً إلى ما هو صحيح وما هو خاطئ في فهم التاريخ وتناوله ، فأتانا من المصادر المتنوعة بالحقائق المغيّبة وقدمها أمامنا على هيئة مقالات مبسطة مختصرة يشرح فيها عن مختلف الأحداث التاريخية ، من أزمان ممالك ما قبل الميلاد وحتى يومنا هذا ، متناولاً إياها بصدق و موضوعية ، واضعاً لنا جميع المصادر التي استقى منها مواضيعه حتى نعود لها للاستفاضة، ومطبقاً لمبدأ هو الأهم في قراءة التاريخ ، ألا وهو القراءة من مختلف المصادر المتضادة حتى تصل منها إلى الحقيقة التي حُرفت تحت رأي هذا المؤرخ أو ذاك ، فننبش ما اختفى منها بقراءة ما تناوله عنها كل كتاب ، ولكن في هذا الكتاب وفر الكاتب علينا العناء بفعل ذلك كله.!
كان كتاباً جامعاً ، سهلاً ، مشوقاً ، بسيطاً ، صحيح اللغة و منتقى الكلمات "ولو انني لم أجد كون اسم الكتاب عامياً مناسباً !!"
استحق تقييمه كاملاً، ولكن أنقصت نجمة فقط لتطرقه إلى موضوع لم أحبذ أن يُتحدث فيه .