دعني أشرح لك شيئاً مهماً ، نحن شعب تعودنا على القمع ولهذا يستحيل أن نتحرر دفعة واحدة ، يلزمنا ثورة تتوارثها أجيال لتتخلص تماماً من نظام السجون الذي نعتبره نمطا لحياتنا .
اكتشاف الشهوة
نبذة عن الرواية
هل تعرفين، حين تزوجت كنت أظن أن كل مشاكلي انتهت ولكني اكتشفت أنني دخلت سجناً فيه كل أنواع العذاب أنا "باني بسطانجي" التي منعت طيلة حياتها حتى مجرد أن تفكر في ذكر، بين ليلة وضحاها أصبح المطلوب مني أن أكون عاهرة في الفراش... أن أكون امرأة منسلخة الكيان، أن أكون نسخة عنه وعن تفكيره، المشكلة تجاوزتني يا "شاهي" ولهذا تطلقتالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 143 صفحة
- ISBN 9953212260
- دار رياض الريس للكتب والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية اكتشاف الشهوة
مشاركة من أسماء كمال مروات
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mary selvator
ربما هي من الكتب التي قرأتها وندما، إذ نصحتني بها أستاذتي ، لكنني لم استمتع بها اطلاقا، احسستها مشوهة مؤلمة بطريقة غير إنسانية :(
-
Yasmin Shalapy
بقلم/رتيبة بودلال.
اكتشاف الشهوة…عندما يذبل ورق التوت…
يبدا( اكتشاف الشهوة) بصدمة عنيفة : العروس التي تزوجت عن غير حب ، تدخل عش الزوجية لتجد رائحة أنثى سبقتها إلى رجلها (زوجته السابقة) ودنست كل شبر من البيت بفشلها وخيباتها ، وتركت خلفها رجلا أبلها إلى درجة عدم محو آثار فشل زواجه السابق قبل دخول العروس الجديدة…
رائحة الأنثى الأخرى ، القطب المغنطيسي المتنافر…وهكذا تأجل الفرح وألغيت البهجة ، وعلى حين غرة تتعرض العروس للاغتصاب من طرف عريسها ، ولأن الاغتصاب هو الاغتصاب فإن ما رسخ في وجدانها لم يكن سوى كوكتالا من التقزز والغثيان ، مطعما بنكتار المرارة و مغلفا بقطع سميكة من الكره الأسود…
صارت أنوثتها لعنة ، خاصة أنها منذ البداية تمنت لو كانت ذكرا (كانت رغبتي الأولى أن أصبح صبيا، وقد آلمني فشلي في إقناع الله برغبتي تلك ، ولهذا تحولت إلى كائن لا أنثى ولا ذكر ، لا هوية لي غير الغضب الذي يملأني تجاه العالم بأكمله………………..كنت الصبي ذا الضفار الطويلة والقدمين الوسختين)(6)
إذن كانت أنوثتها مشوهة منذ البداية ، فقد رغبت في الارتقاء فوق تلك المرتبة الدنيا إلى مرتبة الذكر ، واجتهدت في ذلك فعاشت مزدوجة الشخصية منذ الطفوله(كنت صبيا مشوها يخلق عالمه الخاص في أزقة قسنطينة…………….بداية من شارع فرنسا تنتهي تحفتي أنا لأتحول إلى تلميذة ذكية سيئة الطباع )(7) ، لكن هيهات أن تصمد هذه الازدواجية أمام سلطان الهورمونات، فقد تشكلت تضاريس الأنوثة وأطاحت بلعبة التنكر… وانتهى زمن التسكع في الشوارع ، لم يعد متاحا غير التفرج من الشباك…وممارسة لعبة جديدة: أحلام اليقظة…
كل الألعاب تؤدي إلى النسيان ، نسيان الحقيقة (أنت أنثى…..) هذه الحقيقة التي لم تستطع باني التعايش معها ، رغم أن شقيقتها شاهي قد فعلت …أما هي فتقول( أحتاج إلى كل نساء العالم لأفهم كيف يبسِّطن الحياة ، وكيف يعشنها دون أن يكثرتن لما أكثرت له أنا..)(8)
لماذا اختلفت باني عن أختها ؟ هل لذلك علاقة بالذكاء؟ هل يتناسب الذكاء عكسيا مع الخنوع الأعمى؟ لماذا تكون الأنوثة مرادفا دقيقا لكل الأوصاف الوضيعة: الضعف، الخنوع، الذل، قابلية الاستعباد؟
كانت تعرف أنها ليست أنثى كاملة فلماذا إذن قبلت الزواج ؟ زواج؟ ومن قال ذلك؟ كان مجرد تأشيرة عبور إلى الضفة الأخرى ، إلى باريس التي استطاعت برودتها أن تدفيْ قلب باني أكثر من حرارة قسنطينة، لماذا؟؟؟؟
في باريس لا يوجد الأب ، ولا أخوها إلياس ، ولا نساء الشقوق ونميمتهن المقيتة ، في باريس قد ترقص عارية في الشانزيليزيه دون أن يلتفت إليها أحد ، وإذا التفت فليصفق لها بإعجاب ،لذلك لم تقاوم تحرش (إيس…) رغم تحذيرات (ماري) بل العكس ، سارت بقدميها إليه ، فتحت له أبواب قلعتها الحصينة ، ثم قالت ( هيت لك) ، راودته كما ينبغي ، فجأة صارت أنثى ، وأحبت أن تكون ، فجأة تصالحت مع طبيعتها ، ورغم تأنيه الواضح قدمت له هي كل المفاتيح ، كومت عند قدميه ضعفها واشتهائها ، ثم انحنت… وركعت أمام سلطان بروده المقصود…
الحب في باريس يجعلها رومانسية إلى درجة التفكير ب(عمي محي الدين) وكمنجته، تروي قصة أبوته لها حتى الموت واستئمانها على آلته الأثيرة، تشتاق إلى قسنطينة، وتقع في فخ الفوضى العاطفية ، الحب الذي تبتغيه غير موجود ، فبالنسبة لكل الرجال المتاحين لها هي مجرد موضوع جنسي ، أما ما تريده فهو ذلك الحب الذي قرأت عنه في الروايات الرومانسية ، وحلمت به في أحلام يقظتها ،تكافح من أجل التطهر من سادية (إيس…) لذلك تستبدل الحب بالإيمان وتحاول ترميم دواخلها خلال شهر رمضان المعظم، لكن قذارة (مود) ترفض أن تعتقها ، فهو لا يكتفي بتشويه علاقتهما الحميمة كزوجين ، بل يتعدى ذلك إلى تدنيس صيامها بحجة أنها زوجته ، إذن حتى محاولتها التطهر في نهر الصيام والجلوس بين يدي الله للصلاة يسطو عليهما هذا الزوج( الميغري) ويدنسه…ليفاقم بذلك اشتياقها واحتياجها وحنينها ، إلى رائحة الوطن ، وطعم رمضان فيه ، أجواء العيد البديعة ، لذلك لم تجد بدا من مرافقة ابن عمها توفيق ، الوحيد الذي انهمرت بين يديه اعترافا بجنونها وخطاياها وضعفها أمام (إيس…) واختارت ان تقاسمه يتم الغربة وجور المنفى ، ومحاولة إسعاف العيد المحتضر، ولأن قسنطينة، و المالوف و الكمنجة ، وذكريات الأحباب شكلت قواسم مشتركة بينهما، ولأن (باني) كانت بحاجة إلى حب ماحي تصحح به انحراف مشاعرها ، لذلك سمحت لتوفيق أن يأخذ دوره في اكتشاف أنوثتها ،بعد كل من إيس وشرف ، كما لو أن أنوثتها بحاجة إلى فيلق من الغزاة حتى تمنح كل أسرارها… أخيرا اقتنعت بضرورة الحصول على الطلاق ، حتى يصبح من حقها الارتباط بآخر الغزاة ، ابن عمها الذي اكتشفت أنه أقدرهم جميعا على إطلاق سراح الأنثى التي تسكنها..
هل هي سخرية القدر، ابن عمها؟ لو أنه أحبها في قسنطينة لانتحرت هروبا من زواج تقليدي يكرسها ملك يمين لابن العم ، أما وقد التقيا في باريس ، تعارفا خارج أسوار القبيلة ، هناك حيث لا جواسيس ولا نميمة ، فقد اختارت ابن العم دون كل الرجال الذين عرفتهم ، هل كانت باني بحاجة إلى كل تلك الرحلة حتى تعثر على ابن عمها ؟ هل ما تحتاجه الأنثى لتتقبل أنوثتها هو جرعة حرية لا أكثر؟
تعود باني إلى بيت أهلها لتقف في وجه الريح ( عدت وأنا مقتنعة أن الباب الذي تأتيني منه الريح لا يمكن سده لأستريح ، بل يجب كسره والوقوف في وجه الريح حتى تهدأ… ) (9) و هناك ، ومن خلال حوار حميم مع أختها( شاهي ) تكتشف أن كل نساء المجتمع مثلك ،أختها التي تبكي بمرارة وتعترف كنت أعتقد أن كل هذه الأسباب ليست أسبابا منطقية للطلاق..) (10) ثم تردد باستسلام ( لو أن الله أراد لنا أن نعيش مثل الغرب ، لخلقنا في أوروبا أو في أية بقعة أخرى تختلف عن بقعة الهم هذه ، كل يأخذ نصيبه في الدنيا يا باني ، وهذا نصيبنا ) (11).
عادت باني إلى قسنطينة ، لتقف من جديد على أطلال خيباتها الكثر: الذكريات المسيجة بأشواك الماضي ، والتي فاقم آلامها أكثر تباينها مع تلك التي جلبتها معها من باريس ، صار الجرح أعمق ، صار فوهة واسعة مفتوحة، لا شيء يمكنه ردمها ، وصارت قسنطينة مدينة متوحشة القسوة ، ملغزة بأسئلة حارقة خارقة ، راحت تنقر جمجمة باني ، تتوغل حتى المركز ، مفجرة نواته ، ذلك الانفجار النووي الذي تحول إلى ( دوائر من النقمة ، على دوائر من الغضب ، على دوائر من الرغبة في مغادرتها إلى الأبد )(12).
تصل باني إلى هذه البقعة كثيفة الظلمة من المقت لقسنطينة ، عندما يكتشف القارئ أنها في الحقيقة لم تغادرها أبدا ، عندما يتفاجأ باستيقاظها الخامل داخل غرفة بيضاء ، يتبين فيما بعد أنها إحدى غرف قسم الأمراض النفسية بمستشفى قسنطينة الجامعي ، وأنها هناك منذ ثلاث سنوات، حيث تم إنقاذها من الموت تحت أنقاض بيت أهلها …
أثناء محاولة الطبيب تنشيط ذاكرتها تكتشف أن كل الأشخاص الذين عرفتهم في باريس ( أثناء غيبوبتها ) هم في الحقيقة أموات ، ماعدا ابن عمها ، ثم تعرف بعد ذلك أنها كانت متزوجة من شخص لا تتذكره وأنها ترملت قبل الحادثة بقليل … هل استدعى لاشعورها هؤلاء الأموات ليؤثث أحلامها ،بل حلمها الجوهري الأوحد المتمثل في اكتشاف الشهوة؟ لماذا تذكرت كل الناس ونسيت زوجها ؟ لماذا سقط وحده من الذاكرة رغم أنه كان حبيبا ؟ هل كان موته فاجعا إلى الحد الذي يستأصل ذكراه بكل تفاصيلها مضحيا بالمبهج قصد نسيان الموجع ؟ أم أنه كان النموذج السائد للرجل الذي لا تريده ، فاستبدلته في حلمها المطول بعدة رجال يتكاملون جميعا في التنقيب عن الأنثى المستترة داخلها ؟
هل تم محوه من الذاكرة عمدا حتى لا يشوش على ارتقائها في مدارج نفسها؟ أم سقط سهوا لأنه من شوائب الحياة؟
الحقيقة أن باني تدير رأس القارئ عدة مرات حتى تلوي رقبته ، فلا يعود يعرف أمامه من خلفه ، ألم تقل ( المخيلة هي جزؤنا الذي لم يدجن بعد ،أما أجسادنا ، عقولنا ، عواطفنا ، أحلامنا ، كلها أودعت سجون التدجين) (13) ؟ وبهذا تعترف ضمنيا أن زوجها الراحل ينتمي إلى جزئها المدجن ، وهذا ما يفسر خلو حلمها المطول منه ، عكس توفيق الذي أبقت عليه ، الحي الوحيد وسط أولئك الأموات ، أي الرجل الوحيد الذي ستستثمر معه اكتشافها لأنوثتها .
بعد خروجها من المشفى تواصل علاجها عبر جلسات ، لكنها تخرج بذاكرة مثقوبة ، لذلك تتحول حياتها إلى قطعة بازل منقوصة الأجزاء ، وتعكف على كتابة روايتها المستوحاة من غيبوبتها الحالمة ، روايتها ذات العنوان الخادش ، والتي رغم ذلك تعجب بها الطالبة المتحجبة، المتصالحة مع نفسها ، غير المتنكرة لفطرتها الإنسانية ، وكذا الطالب الجامعي المعجب الذي يتقبل قسوة الرواية على الرجل بصدر رحب ، وهكذا تبدأ غيوم أعماقها بالانقشاع ، تحصل على أمر بالخروج من المستشفى ، وفي تلك اللحظة بالذات تجد توفيق إلى جانبها ، تماما كما ينبغي ، وفي اللحظة المناسبة، هل استيقظ جزؤها غير المدجن فجأة ، ليكمل لعبة تأثيت حلمها ؟ هذا الحلم الذي قرر أن يستمر حتى في صحوها…
-
أسماء كمال مروات
صحيح أن قراءة هذه الرواية يستغرق نصف ساعة لا أكثر نظراً لعدد صفحاتها القليل - 140
إلا انها رواية فاشلة ، ولم تضف لي شيئاً .
رواية تكاد تكون خالية من الأساليب عدا عن الاسترجاع بكون الفتاة باني تروي سيرة حياتها ، وتقارن ما بين حياتها قبل الزواج عندما كانت في الجزائز ، وما بين الواقع في باريس . نكتشف في النهاية أن باني بطلة الرواية كانت في غيبوبة لمدة 3 سنين وكل ما ذكر في الرواية كان اكذوبة من نسج خيالها .
لا تحوي تعابير بلاغية ، ولا يوجد استمرارية في التنقل بين الأفكار ، ولم تعجبني تسمية الشخصيات بالرموز كثلاثة احرف .
كنت أترك بعض الصفحات خلال القراءة من فرط الملل .
بالطبع اظهرت هذه الرواية من جديد :-
1- فشل العلاقات الزواجية ذات الفروق العمرية( 10سنين).
-2العنف الذي تتلاقه الفتيات على يد أخوتهن وحتى على اتفه الأسباب
3- المجتمع الذكوري الذي يحمل الفتاة مسؤولية الطلاق ، وفشل العلاقات الزوجية
4- العلاقات الغير مبنية على الحب والاحترام لا تستمر طويلاً .
نهايةً لا بد أن أمتدح الرواية في أمر واحد إلا وهو سرد الاحداث بقالب غيبوبة ، وهي نقطة قوة استعملت بضعف !