للدكتور أحمد خالد توفيق قدرة عجيبة على نسج قصص وحكايات من أفكار يومية وأشياء بسيطة قد تمر أمامنا فلا نعيرها أي اهتمام ، لكن الكاتب المبدع لا يدعها تمر مرور الكرام ، فهو يلتقطها بأذنه الأدبية ويسجلها على عجل في قصاصات صغيرة بكلمات مبعثرة لا يفهمها إلا هو ليعيد تشكيلها مرة أخرى ليبهرنا فيما بعد.
ربما امتازت الكتب التي تجمع بين طياتها المقالات المجمعة لكاتب ما بالملل وعدم الإثارة لأنك قد تكون قرأتها ذات مرة في إحدى الصحف أو على أحد المواقع الالكترونية ، لكن الأمر مختلف مع الدكتور أحمد خالد توفيق ، فكتبه لا تمل لأن نبعه الثقافي لا ينضب ولا ينتهي.
كنتُ من قراءه في فترة مراهقتي واعتقدت فيما مضى بأني كلما تقدمت في العمر ابتعدت أكثر عن كتاباته لأنها لا تناسب " الكبار" واعتقد الآن بأني كنت مخطئة في تقديراتي.
فكتاباته تجعلني كمن يتوقف في واحة خضراء مريحة للبصر ومنعشة للعقل لكي يستريح المسافر من عناء سفر طويل وشاق برفقة الكتب الأخرى.
وهذا الكتاب لم يختلف عن الكتب التي سبقته ، ففيه جرعة لا بأس بها من المعلومات الثقافية بالإضافة إلى الأمل والتفاؤل وبعض الضحكات اللطيفة والخفيفة وإن كان الاسم على الغلاف يحتوي على كلمة " كئيبة".
واذكر هنا بعض المقالات التي أعجبتني في هذا الكتاب:
التضخيم – بلا تحيز – المواظبون ... الخ.
كل التوفيق لكاتبنا الجميل والرائع أحمد خالد توفيق.
وأتمنى له أن يستمر ويبهرنا بمزيد من الحكايات المشوقة والمثيرة.
*****