تعودت أن أنقد الشعر وكنت أستمتع بذلك.. وقد كان أحد أصدقائي يرسل لي بشعره لأنقده له...لكن عندما أمسكت بهذا الديوان وقرأته كان الأمر مختلفا...
في عتمة السجن القاتمة... تخرج هذه الكلمات نورا يبدد العتمة .. وتنقشع غيوم الأحزان.. وتحيل السجن الضيق سهلا أخضر يمتد إلى حيث تنتهي الكلمات والأحلام والذكريات...
عندما تحتلك الظلمة ... وتقهر النفس البشرية تحت جبروت الظلم والقمع والقسوة ... تتحرك الكلمات في صدر شاعرنا ... وتتدافع للخروج... حتى إذا ترتبت حروفها واصطفت كلماتها.. انسابت كالموسيقى الناعمة ...واستحالت بلسما يشفي القلوب المتعبة المشتاقة..
تمنيت لو استطعت أن أقول رأيي في كل قصيدة على حدة... وتمنيت لو استطعت أن أضع خطوطا تحت بعض الأبيات في كل النسخ... لكن القارئ الذواق للشعر سيضع خطا تحتها وحده...
القصائد في الديوان على نوعين: شعر حر وشعر عمودي .. أنا من هواة الشعر العمودي بشكل عام.. ففيه تظهر براعة الشاعر وإتقانه لأدوات العربية .. إلا أن كثيرا من القصائد "الحرة" أعجبتني مثل: "نبوءات الجائعين" و "قانون الصوت الواحد"... أما القصائد العمودية فأعجبني معظمها وأخص بالذكر: "مشاعر في هوى الأردن" و "الحزن المقدس" و "قيدي من الصمت" و "مقبرة الأحياء"..
ديوان نبوءات الجائعين...هو خلاصة تجربة فريدة بكل ما فيها من ألم ومعاناة وشوق وحب.... يضعها الشاعر بين يديك...
أنصح الجميع بقراءته..