كان ذلك حتى و أنا طفل ، يجعلنى أعرف أن حضارة عظيمة قامت هنا ، و مما قالوه لى : كان هناك اناس يشبهوننا عاشوا في زمان ما حياه مختلفه تماما عن حياتنا ، و قد تركونا نحن الذين أتينا من بعدهم نشعر بـأننا أفقر و أضعف و أضيق أفقا
اسطنبول الذكريات والمدينة
نبذة عن الكتاب
في هذا الكتاب الساحر يقدم لنا أورهان باموق التاريخ الثري لهذہ المدينة، مستعينًا بذكرياته وبذكريات هؤلاء الذين سبقوہ؛ فكتبوا ورسموا وصوَّروا وأرَّخوا لمراحل حياة إسطنبول. البحث الذي أجراہ باموق ليكتب هذا الكتاب دقيق ومفصَّل، فيقدِّم لنا بانوراما شاملة تمتزج فيها الاقتباسات من المراجع مع سرد المؤلف السَّلِس. في تصويرہ للمدينة يحكي باموق قصة حياته وتاريخ أسرته، بأسلوب غني بالشجن. يضفر باموق تاريخه الشخصي مع انطباعاته عن المدينة وتراثها، ويُهدينا عملًا مفعمًا بحبه لإسطنبول، والذي أصبح من أهم أعمال باموق وأرقى ما كُتب عن هذہ المدينة.عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 509 صفحة
- [ردمك 13] 9789770933664
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب اسطنبول الذكريات والمدينة
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mostafa Farahat
كنت اشعر بأن اسطنبول ذاتها تسقطني في وضع ازدواجي ويائس، من المؤكد ان جوامع المدينة التي أحبها كثيرا، وأسوارها وساحاتها الصغيرة، وبوسفورها، وسفنها، ولياليها، التي تبدو لي مألوفة دائماً، وأضواءها ورخامها، لا تستحق أن يلقى عليها الذنب، ولكن أمراً آخر يوحد أناس المدينة، ويسهل التواصل بينهم، التجارة والانتاج وعيش الحياة، وكنت اشعر بأنني لم أحقق توافقاً معها، احترام التقاليد والذين سبقونا، والكبار والتاريخ، والأساطير وانه يصعب علي تأسيس توافق بين "نفسي" و"دنيانا" .
قالوا إن أورهان باموق هنا في "اسطنبول الذكريات والمدينة" صاحب سيرة ذاتية ولا كتاباً عن مدينة، بقدر مايبدو نصّاَ خلاباً عن علاقة عميقة يتداخل فيها الخاص بالعام في رحلة اكتشاف الذات من خلال استرجاع التفاصيل عبر علاقتها بالزمان والمكان،يستعيد باموق في "اسطنبول الذكريات والمدينة" بمهارة وخفة لا متناهية شجن طفولته وسيرة عائلته وسيرة المدينة التي شكل البحر جزءاً هاماً من هويتها وثقافتها، حيث يلعب مرور سفن الشحن الصدئة، وحوافل خطوط نقل المائية في المدينة، والبوارج المتعددة الجنسيات دوراً في ايقاع حياة المدينة وايقاع حياة الكاتب التي كما يقول غدت جزءاً لا يتجزأ من حياته كأغراض البيت.
يروي باموق بعض تفاصيل طفولته بين نيشان طاش وجيهان غير وأحياء اسطنبول الأخرى، لكنه لا يكتفي بالذكريات بل يقوده ذلك إلى بحث في المراجع التاريخية، وفي ما كتبه الرحالة وزائري المدينة عبر التاريخ عن اسطنبول (تيوفيل غوتييه – جيرار دو نيرفال – غوستاف فلوبير) بالإضافة إلى ما كتبه ووثقه باحثين ومؤرخين أتراك آخرين عن أسباب الحزن الكامن في هذه المدينة، وذلك الشعور بالانكسار، الذي ترافق مع انحدار مجتمع نشأ في الدولة العثمانية المترامية الأطراف، باتجاه مجتمع يبحث عن هوية في ظل قيم اجتماعية جديدة، اختلطت فيها الطبقات الاجتماعية فيها تحت لواء الجمهورية وعلمانية كمال أتاتورك، ففقدت القصور القديمة على شاطئ البوسفور ألقها مع الزمن، ونشأت أحياء جديدة على أطراف اسطنبول القديمة، يمثل ساكنوها مجتمعاً آخر ملتبس الهوية مشتت الثقافة بين الشرق والغرب، في حالة من الارتباك الحزين بين الماضي العريق الذي غدا ظلاً غامضاً في حاضر يفتقد الجذور.
وتحت ظل هذا الاختلاط المربك نشأ باموق حاملاً الإحساس بالانفصال الذي يتحدث عنه من خلال تفاصيل كثيرة خاصة، تدور حول حياته الشخصية وتاريخ العائلة والقيم التي نشأ في كنفها، وعامة تتعلق بالمجتمع والظروف التي أحاطت بنشأته وظروف وقيم المجتمع والتي شكلت انفصاما قابلاً للتعميم بين الفكرة والواقع، وبين الشخص ومحيطه، بين اورهان باموق الطفل في صورة على الجدار في منزل في "نيشان طاش" كما يوضح في الصفحة الأولى من سيرته، واورهان باموق الذي أصبح في المدينة المنفصمة الحزينة، عند حديثه عن المدينة الحديثة التي يعيش فيها، فيقول باموق: كنت اشعر بأن اسطنبول ذاتها تسقطني في وضع ازدواجي ويائس، من المؤكد ان جوامع المدينة التي أحبها كثيرا، وأسوارها وساحاتها الصغيرة، وبوسفورها، وسفنها، ولياليها، التي تبدو لي مألوفة دائماً، وأضواءها ورخامها.
"اسطنبول الذكريات والمدينة" كتاب حميم وعميق، يتحول فيه عمران المدينة إلى بناء للمشاعر والأحاسيس، ويتابع فيه القارئ العلاقة الجدلية بين المدينة وسكانها، والتمزق بين انتماءات لشرق ينتمي للماضي، وغرب لم يصل بعد للمستقبل
-
iqbal alqusair
اسطنبول الذكريات والمدينة
في هذا الكتاب تحضر اسطنبول القديمة ، يروي ذكرياتها وذكرياته ذلك الطفل الذي سجل اللحظات والأمكنة من شجار والديه الدائم والأسواق التي ذهب إليه برفقة أمه والميادين التي مر بها ، طفل الأمس هوالروائي أورهان باموق الفائز بجائزة نوبل للأداب لعام 2006. تحدث عن حزنه ، عن تعليمه ، عن حبه الأول ، وعن ذكريات كثيرة ...
_اقتباسات من الكتاب :
* يقودنا تأمل الذات ولو مرة واحدة في العمر إلى فحص ظروف ميلادنا . لماذا ولدنا في هذا الركن من العالم وفي هذا الزمن تحديدا ؟ إن هذه العائلات التي ولدنا فيها ، هذه البلاد والمدن التي جعلها القدر من نصيبنا ، تتوقع منا الحب فنحبها في النهاية من أعماق قلوبنا ، لكن هل كنا نستحق الأفضل ؟
* علينا أن نتذكر أن الهدف الأساسي لمن يرسم مناظر طبيعية أن يوقظ في المشاهد الأحاسيس نفسها التي أثارها المنظر الطبيعي في الفنان ذاته .
* فهمت أن المكان الذي يسمونه المدرسة لا يساهم في الإجابة على أكثر أسئلة الحياة عمقا ، لكن وظيفتها الرئيسية هي اعدادنا "للحياة الواقية" بكل وحشيتها السياسية .
* يمكن القول إن الشيء الرئيسي الذي تعلمته في المدرسة أنه لا يكفي أن تقبل حقائق الحياة بدون التساؤلات بشأنها ، عليك أن تندهش بجمالها أيضا .
* الأحياء الفقيرة لا تقل أهمية عن المناظر السياحية .
* تلك الخرائب البائسة "تلاشت الآن" منحت اسطنبول روحها . ولكن حين تكتشف روح المدينة في خرائبها ، وترى أن هذه الخرائب تعبر عن جوهر المدينة ، فلابد أنك سافرت في طريق طويل معقد تتناثر فيه عوارض التاريخ .
* إن أولئك الذين يستمتعون بالجمال العرضي للفقر والتحليل التاريخي ، من يرون من بيننا المشهد الرائع في الخرائب .. يأتون من الخارج دائما .
-
Souheyla Sadoun
" لا أريد أن اصبح رساما، ساصبح كاتبا"
بهذه الجملة انتهت إقامتي في اسطنبول بعد شهر من التجوال العميق في ساحاتها و أزقتها و ظلمتها و كآبتها، تجولت بين قصور السلاطين و ياليات البشاوات و الأثرياء. لمست السوداوية و تلقّيت عدوانية الحزن و الأسى و التشتت بعنف رهيب. كرهت رائحة اسطنبول و أحببتها أيضا. ذكرني أورهان باموق و هو يحكي عن مدينته بطريقة شعرية حزينة بعيدا عن الشوفينية القومية و الزيف و النفاق التي عادة ما ينتهجها بعض الكتاب في رسم مدنهم. ذكرني بمدينتي وهران التي كلما كرهتها أحببتها و كلما رغبت في هجرانها اشتقت إليها. أن تكبر بين المتناقضات التي تغزو المدينة فهذه هي قمة الحزن و الأسى و إنها لتترك شرخا غير مفهوم في التعاطي مع المدينة. و قد فهمت كل كلمة بل كل حرف خطه أورهان باموق عن اسطنبول بصفة خاصة و تركيا بصفة عامة. أشدها ألما أن تجد نفسك تكبر بين متناقضين و لا تعرف إلى أيهما تنتمي هل إلى بقايا الحضارات العربية الاسلامية أم إلى عفاريت التغريب التي تهجم عليك من كل حدب و صوب. أن تعيش في مدينة تتجاذب فيها أشباح الماضي الأصيل و عفاريت الحاضر الغريب فهذا يعدّ من أصعب أنواع السوداوية.
تجولت أيضا في عوالم الكتاب و الشعراء السرياليين و الرسامين منهم نورفال، دانتي،اندريه بريتون،بول الوار،أنطوني أرتو و غيرهم من الأتراك و النمساويين. عرف أورهان كيف يستطرد بهم و بكتبهم و أفكارهم في كل موضع بحيث أنك تتعجب من الاتقان المتمرّس في وضع كل مربع أحجية في مكانها دون أن تفكر.
أعجبتني طفولته الشقية و مخاطبته لنفسه و لعقله، أيضا ذكرتني بطفولتي و بتلك الجلسات النفسية بيني و بين نفسي حين أتذكر ما قمت به من جنون طوال اليوم كعدم الامتثال لأوامر أمي في حمل شيء أو الذهاب عند الجارة لأتيها بشيء، صراخي حين أفقد شيئا، أشياء كثيرة صبيانية ذكرتني بها طفولة أورهان باموق و كيف أنه يسترجع حمقه و يستذكر تصرفاته المخزية في غرفته ليلا- لم تكن لدي غرفة خاصة- و لا يعود من حالة تأنيب الضمير إلا حين يكتب أو يرسم.
الترجمة أخذت بلبي و جعلتني أقرأ الرواية كاملة بصوت مرتفع مسموع و بتركيز و انتباه شديدين. كنت أمثل دور الحكواتي و أنا أنتقل بصوتي من نبرة إلى أخرى حسب ما يتطلب المشهد أو المقام. و هذا ما زاد في متعتي و نشوتي بلذة قراءة الرواية.
إلا أن هذا لا يمنع من ذكر بعض المآخذ في الرواية:
1- التطويل و التفصيل في وصف اسطنبول يصيبك بهشاشة العظام و بانتشار التجاعيد في بشرة وجهك
2- المغالاة في الحزن و السوداوية تجعلك تنام من حيث أنها تشبه ذلك الغول الذي نخوّف به أطفالنا فينامون
3- الفصل الأخير خيب ظني و النهاية تجعل ملامح وجهك باردة مثل تلك التي تبديها حين تسمع نكتة غير مضحكة البتة
و اخيرا يمكنني القول أن الشيء الرئيسي الذي استفدت منه من خلال قراءتي لرواية اسنطبول هو أن أكون أنا حتى و إن لم أكن أنا.
سهيلة سعدوني