التحول > مراجعات رواية التحول

مراجعات رواية التحول

ماذا كان رأي القرّاء برواية التحول؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

التحول - فرانز كافكا, د. نبيل الحفار
تحميل الكتاب

التحول

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    التحول هي الرواية التي اشتهرت مقدمتها جداً؛ لدرجة أن الأكثر ربما اقتناها للمقدمة التي تحدث عنها الروائيون والأدباء كثيراً، العنوان ربما يأتي لاحقاً؛ لكنها حقاً فكرة فريدة من حيث رمزيتها، ومقدمتها منذ المقطع الأول، وطريقة سردها ذات النكهة الخاصة بكافكا.

    سوداوية؟ أجل؛ لكنها تمسك بزمامك لتجعلك تعيش كواحد من أفراد عائلة سامسا؛ ترقبه وهو يحاول أن ينزل من سريره بعدما تحول لحشرة، لا يستطيع إلا بعد محاولات أضحت كمعجزة. تلج من ثم لما يشتعل في داخله، لا يحب العمل بالقدر الذي يحب أن يؤمِّن عائلته من الحاجة والعوز، يصارع الحياة والعمر، يتغلب على شيء غير طاغٍ من طبيعته الفطرية وهواه الذي يدفعه عن نفسه. حين يقع في ذلك المأزق الغريب المريب المقزز، لا أحد يقف معه كما يجب، شقيقته في البداية؛ لكنها تتحول تدريجياً بأثرٍ من الأب، الأم تحبه أكثر منهما ولا تستطيع رغم ذلك أن تكون في مقدمة من يعينه.

    عندما لا تكون صالحاً لأن تقدم ما يشفع لك بالبقاء، فمن الأفضل حسب الظروف المنفعية الصادمة في الحياة ألا تبقى. هكذا أضحى سامسا عند أهله بعدما كان العائل الوحيد، صار عالةً عليهم، لا يشرفهم وجوده على هذه الحالة التي لا يقتصر فيها عدم نفعه عليهم بل على نفسه هو أيضاً.

    يتحدث كافكا عن طبيعة أو خصلة خبيثة في البشر، الجحود النكران، يفصلها بطريقة آسرة، ثم يؤكد في النهاية على أن طبيعة الناس في مثل ذلك كالحياة تستمر وتمضي قدماً دون أن تأبه، أو يوقفها أي شيء.

    Facebook Twitter Link .
    22 يوافقون
    5 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    بعد قراءتي للمراجعات السابقة لهذه الرواية وجدت ان الكثيرين لم يفهموا ماذا اراد كافكا بعمله هذا وقد عشقت هذا العمل الذكي منذ قرائتي له في مراهقتي . لقد فضح كافكا حيوانية الانسان وان ما ندعوه انسانية هي كلمة مزيفة . فقد صور عائلة اعتمدت على احد افرادها في ايجاد ديمومة الحياة وعند حلول ازمة في حياته رموه الى الازبال . فهذا الشخص قد فقد القدرة على العمل ومد القوت لبقية افراد الاسرة غير الانسانية والتي صورها كافكا بصورة الانسان وصور بطل القصة بمسخ حشرة ليظهر ان من يحمل صورة الانسان لا يحمل صفته. المسخ هو رمز للانسان الذي كبر في السن او اصابها العوق في المجتمع الانساني المادي . كافكا هاجم في قصته هذا انظمة الحكم وارباب العمل والانسان بطبيعته عامة . يجب ان نتذكر بان قوانين التقاعد والانظمة الاجتماعية ساعة كتابة الرواية لم تكن قد تطورت الى ما عليه الان وكان الانسان اذ كبر لا يجد من يعيله ضمن قانون مشرف للعمل في كثير من الدول وقت ذاك بل من كثير من الاسر التي ينتمي اليها و تنسى فضل معيليها ليجد كل انسان مر بتلك التجربة نفسه حشرة . ونفس الشعور يصاحب من يجد نفسه معوقا ذات يوم وقد فقد قدرته على العمل. تحية لكافكا الذي لم ينصف من اكثر الابجديين لعمله الرائع المسخ . في شيخوختنا كثير منا سيشعر انه مسخ كافكا.

    Facebook Twitter Link .
    18 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    أعتقد بأن هذه القصة الطويلة قد أخذت حجمًا أكبر من حجمها ، ولا أعرف حقيقًة لماذا أثيرت حولها كل تلك النقاشات والأبحاث والتحليلات ، كما لا أعرف أيضًا لماذا أثيرت حول كاتبها الألماني اليهودي فرانز كافكا كل هذه الأقاويل والضجة وأصبح موضوع " صهيونيته " مجال للمناقشة في أوساط المثقفين العرب لفترة تجاوزت العقدين " السبعينيات والثمانينيات " ، وأنا هنا لا أقلل من شأن كافكا أو قصته ولكنه لا يختلف عن كُتاب آخرين أبدعوا وتفوقوا في مجال كتابة القصة والرواية ، فلماذا كافكا بالتحديد ؟!؟

    كنتُ قد عقدُ العزمَ على قراءة جميع أعماله ، وعلى رأسها المحاكمة والمسخ ، وذلك بعد أن قرأت كتاب " فلسطين في رسائل فرانز كافكا ".

    وعن طريق القارئة المخضرمة دينا نبيل ، توصلت لسلسلة " الآثار الكاملة لكافكا مع تفسيراتها " وهي من إعداد: إبراهيم وطفي ، الذي ترجم قصص كافكا ونقلها عن اللغة الألمانية ، وهي اللغة الأم التي كُتِبَتْ بها تلك القصص.

    وعلى الرغم من الكاتب يفخر بأنه قد ترجم تلك القصة عن الألمانية مباشرة وبدون وسيط ، وأنها أفضل ترجمة للقصة ، وبعد أن أخبرنا بأن ترجمة منير البلعبكي لم تكن موفقة لأنها نقلت عن اللغة الانجليزية ، أجد نفسي ، بعد كل هذا ، قد نفرت من الترجمة التي ربما كانت حرفية أكثر منها أدبية ، كما أنني شعرت بالقليل من الملل أثناء القراءة.

    القصة جيدة ، وفكرتها جديدة لكن أن تُكتب عنها مئات الدراسات والمقالات "وقد أورد الكاتب منها سبع دراسات فقط" ، وأن يحاول الكاتب أن يفسر كل كلمة وردت في القصة – وطبعًا لم أفهم شيئًا من تفسيراته التي لم تأتي بالجديد ، والتي هي بحاجة أحيانًا لمن يقوم بتفسيرها – ثم يحاول أن يرسم لنا شكل الحشرة التي انمسخ إليها سامسا " بطل القصة " ويرسم لنا حجرته وموقعها بالنسبة لباقي حجرات المنزل (!) ، ثم يورد كل المقالات والتحليلات التي تناولت القصة ، وكأن كل هؤلاء النقاد والأدباء لم يكن لهم همًا طوال قرن بكامله سوى محاولة تحليل وسبر أغوار قصة كافكا ؟!؟

    لماذا حملوها أكثر مما تحتمل ، ومنحوها حجمًا أكبر من حجمها ، فهي مجرد قصة غير منطقية عن شخص يستيقظ في الصباح ليجد نفسه وقد تم مسخه لحشرة ، وكيف أنه لم ينزعج أو يسأل عن سبب مسخه أما عائلته فقد تقبلت الأمر كله وكأنه شيء عادي أن يتم مسخ ابنهم لحشرة !! وكل ما قامت به هو أن تحبسه في إحدى الحجرات وتقدم له الأكل العفن ، وعندما شعروا بعد فترة بضرورة التخلص منه ، مات من الجوع وتم التخلص منه كما يتم التخلص من الحيوانات النافقة !

    القصة غريبة وإن كان الانمساخ موجودًا في الديانة اليهودية ، حيث مسخ الله اليهود قرودًا عندما اخلفوا أوامره ، وربما من هنا جاءت فكرة القصة لكافكا.

    طبعًا لا أنسى أن أقول أن كافكا كان يُسقطْ أحداث هذه القصة على شخصيته الحقيقية ، فنلاحظ تشابه اسم البطل باسم المؤلف سامسا – كافكا ، كما أنه وصف شخصية والد البطل بنفس صفات شخصية والده الحقيقي ، وكأنه كان يتحدث عن حياته ولكن بشكل موارب.

    ومن الواضح ، من خلال هذه الكتابات ، أن كافكا يحاول أن يثور على قانون العائلة في سبيل الحرية... الخ.

    عمومًا الذي يهمني ، في النهاية ، أنني قد استمتعت بقراءة القصة ، وأنني غير معنية أو مهتمة الآن بمعرفة تفسيراتها المنطقية أو غير المنطقية ، لقد خرجت منها بالمتعة فقط وهذا يكفيني حاليًا.

    Facebook Twitter Link .
    8 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    اول قراءاتى لفرانز كافكا ويبدو ان حظى جيد لتكون رواية " المسخ " هى البداية

    لا انكر إننى توجست خيفة قبل شروعى ف قراءة تلك الرواية اعتقادا منى بأن تلك الرواية قد تكون فلسفية بحتة او يصعب عليا فهمها نظرا لمعرفتى القليلة بكافكا من قبل ولكن خاب ظنى والتهمت الرواية ف أقل من ساعتين واشعر بعدها بالرغبة ف قراءة كل اعمال ذلك الرائع

    لا اعلم كيف جاءت مثل تلك الفكرة لكافكا .. فكرة ان يجد الانسان نفسه ف الصباح مجرد حشرة بشعة المنظر لا قيمة لها بعد ان كان هو اساس المنزل والعائل الاساسى لأهله

    تدور الرواية حول جريجور الذى يستيقط ف احدى الايام ليجد نفسه قد تحول لحشرة فجأة دون اى مقدمات لتتحول حياته بعد ذلك بشكل كامل .. وبعد ان كانت اسرته تهتم به اهتماما كبيرا ليس لكونه ابنهم ولكن لكونه العائل الاساسى لهم خاصة بعد مرض الاب والام وصغر سن الاخت ، اصبحت الاسرة تنظر إلى جريجور باحتقار واشمئزاز وإن كان غير واضح ف البداية ليظهر بوضوح ف النهاية عند قرارهم جميعا التخلص منه وقتله ! هكذا بكل سهولة

    اكثر ما آلم جريجور خلال تحوله هذا هو اكتشافه لخداع والده له حيث اكتشف ان الاخير كان قادر ع العمل وإنه كان يدعى العجز حتى يجعل جريجور هو الذى يتولى كل شئون الاسرة بمفرده !

    كما آلم جريجور محاولة اهله طمس وجوده خطوة بخطوة بدءا من قرار الاخت إخلاء غرفته من كل الاثاث بحجة عدم حاجته لها ، وعدم الاهتمام بشئونه ع الاطلاق ، والاكتفاء بتقديم الطعام له دون تحمل مشقة معرفة هل هذا الطعام يناسبه ام لا وغير ذلك

    كافكا بارع ف سرد ادق المشاعر الشخصية لبطل الرواية وسرد آلامه بشكل ادبى رائع جعلنا نشعر بالتضامن مع جريجور والاشمئزاز من عائلته الوقحة !

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ليست مراجعة....

    مجرد رسالة ل غريغور.

    ___________________________________

    ......غريغور:

    حزنت لأجلك ،ولكن هذا ما كان سيحدث بطبيعة الحال .

    كيف تظن أن الأمور ستنتهي بشخص نسي نفسه كليا و تقمص دور البطل المنقذ ،حاولت انتشال العائلة من أزمتها،سعيت لتفاجىء أختك بإمكانية التحاقها بمعهد الموسيقى ،و ارضيت مديرك ،كل ما سبق ممتاز ولكن أين ما فعلته لأجلك؟؟؟؟؟من خلال معرفتي بك أجد أنك مهمل جدا لك وعلى كافة الأصعدة، حتى أمور القلب والتي عادة ما تكون خارج السيطرة تعاملت معها ببرود حتى تلاشت -تعرف عما أتحدث، أقصد تلك المرأة التي كنت تنوي الارتباط بها-.

    أدرك حجم المرارة التي شعرت بها عندما رأيت أن العائلة كانت متواكلة عليك بشكل كامل مع قدرتها على الاعتماد على نفسها ،ألهذا السبب لم تفكر بالرحيل عنهم بعد التحول ؟؟؟؟أكنت تريد استرداد شيء من الوقت و الجهد و الاهتمام الذين بذلتهم لأجلهم؟؟؟

    يبدو أنهم تجنبوا ارتكاب خطأك ،أولوك اهتمام يليق بحشرة و التفتوا لشؤونهم -ترى هل تخلصت منك الخادمة بشكل لائق نوعا ما؟أرجو ذلك-.

    آسفة لما حل بك ولكن.........

    مع تمنياتي للعائلة

    بحياة سعيدة.

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    السمة الغالبة لأدب كافكا هو الاستسلام والخنوع للأمر الواقع، فهو فى المحاكمة لم يسأل عن سبب اتهامه ولم يعترض، بل كان يحاول أن يثبت براءته من هذه التهمة.. وفى المسخ كذلك لم يعترض على حالِه الغريب بل أنه أول ما اكتشف تحوله، بدأ يبثّ محاولاته البائسة فى التأقلم على وضعه الجديد ولم يسأل نفسه كيف ولماذا حدث هذا!

    ـــــــــــ

    المعاملة التى عومل بها جريجور من قبل والديه وأخته بعد مسخه، تثبت رأيا كنت أتبناه وهى أن أى علاقة بين اثنين تقوم على أساس من النفع، حتى بين أعضاء الأسرة الواحدة، فبمجرد ما أن فقد جريجور مزاياه حتى أصبح عبئا ثقيلا على كاهلهم وودوا لو يتخلصوا منه، وبعدما مات جريجور جوعاً استعادت الأسرة نظامها وقررت التريض فى نزهة بعيدا، وإعادة الترتيب لحياة، بدت لها أكثر إشراقاً، كأنما فاقت من كابوس لا يُحتمل..

    لا شك أن هذه السوداوية هى انعكاس لطفولة كافكا البائسة!

    ـــــــــــــ

    الترجمة هنا سيئة للأسف! فى النصف الأول من الرواية كانت شديدة الملل لضعف الوصف، لا أعرف إذا كن هذا الضعف قصور عند كافكا أم أنه بؤس الترجمة!

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    8 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    أسوء الكوابيس تكتسب معناها في كونها غير قابلة للتحقق، ومع ذلك يبدو الأمر منطقياً تماماً أثناءه، أي قبل أن تستيقظ. صرصور كافكا شيء كابوسي بالمعنى الحرفي للكلمة، يمكنك أن تُسقط رمزه كيفما شئت، سواء بالمعنى الواسع المقصود به اغتراب القرن العشرين الّذي لا دواء له، أو حتى ما قد يعتريك أنت على المستوى الشخصي. القصة مرعبة.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    لم احصل على اي معنى من هذه الرواية !!! لااعرف لم هي مشهورة وتصنف من ضمن روايات قمة الادب العالمي .

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    .

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    إنها الرواية التي تحول فيها بطلها "جريجور سامسا" إلى حشرة عملاقة في صباح أحد الأيام.

    تساؤلي الأول قبل قراءتي لها كان: متى سيقع هذا الحدث –التحول- ؟

    أسيقع بعد معاناة "جريجور" لمشاكل عديدة قصمة ظهر بعيره وأفاضت عليه كأسه في الربع الأول من الرواية مثلاً؟

    أم لعله في منتصف الرواية كي يُمَهّد لهذا الحدث بشكل أفضل؟

    أم ربما في الربع الثالث من الرواية حيث أن هذا التحول ستعقبه نهاية كل ما هو معتاد لـ"جريجور" وبالتالي قرب نهاية الرواية؟

    .

    .

    .

    لا!

    تماماً ومن أول جملة خطّها "كافكا" في روايته، أطلق الحدث:

    "في باكرةِ أحد الأيام، أستيقظ "جريجور سامسا" من نومه ليجد نفسه قد تحول إلى حشرة عملاقة..."

    !!!

    هكذا وبكل عفوية وبساطة.

    لم أملك إلا التعجب.. حيث أني لم أتوقع أن يبدأ الأمر هكذا ومن هنا ! .. من البداية تماماً !!

    ،

    حسناً.. ما الذي تلى هذا التحول؟

    لا شيء يذكر..

    عدا أن عائلته خذلته،

    مشرف عمله تخلى عنه،

    تعرض للطرد من عمله،

    لم يعد ينطق الكلمات،

    أصبح يعامل كالدّواب،

    تم نبذه تقريباً من الكل ..

    عدا كل هذا فهو بخير!

    أقول هو بخير لأني لم أشعر أن التحول كان تلك المصيبة الهائلة بالنسبة لـ "جريجور" فهو لم يهلع أبداً أو يصب بالجنون لكونه تحول فجأة بل أشعر وكأن لسان حاله يقول: حسناً قد تحولت لحشرة.. هيا لأذهب للعمل فقد تأخرت" ..-في البداية على الأقل-

    وهو ما أظنه نوع من الفكاهة السوداء.

    أتعلمون كيف سيكون حالي إن استيقظت في أحد الأيام لأجد نفسي حشرة عملاقة ؟!

    .

    .

    نعم.. أظنكم تعلمون.

    ،

    مع انقلاب "جريجور".. انقلبت الأشياء من حوله وتغير النظام المعتاد..

    أعجبت بمقدار التأثير غير المتوقع الذي حمله هذا الحدث على بعض الأمور، فوالده الذي لم يكد يفارق كرسيّه من قبل والذي كفّ عن العمل منذ خمسِ سنوات؛ أصبح قائماً صالباً لظهره، شديد القوى عاقد العزم.. حتى أن "جريجور" نفسه تعجّب لهذا النشاط الذي عاوده !

    أخته التي كانت تتلقى التعنيف والعتاب في السابق من والديها، أصبحت الآن محل إشادةٍ من قِبَلِهِمَا بعد اعتنائها بـ"جريجور" في البداية.

    والدته انقادت لاحقاً إلى فطرتها كأم -ولو بدرجة- فتبدلت من الاشمئزاز والولولة إلى الحنان نحو "جريجور".

    ،

    لم أتوقع أن تصيبني هذه الرواية بنغصة أسى، فمنذ بدايتها وحتى النهاية،

    كنت متعاطفاً مع "جريجور".. أشعر بالأسى لأجله ولما آل إليه حاله..

    كيف أنه أصبح منبوذاً من أقرب الناس إليه،

    عوض أن يتم الاعتناء به في حالته هذه على الأقل لكونه معيل الأسرة قبل تحوله، تم نسيانه بالتدريج ومضت العائلة تخوض في معترك الحياة.. وما يزيد من الأسى هو استمرار حرص "جريجور" عليهم وشعوره بالخزي لاضطرارهم للعمل وهم ليسوا أهلاً لذلك.

    ،

    لعل هذا ما أراد به "كافكا" من روايته أو من ضمن ما أراده.. إذ أن الفرد حين يسقط ولا تعود منه فائدة تذكر، قد يتناسها الجميع ويمضون لا ينظرون إليه خلفهم.. ولا حتى لأفعاله السابقة وما كان لها من أثرٍ طيبٍ عليهم.

    ما أقسى ذلك!

    ،

    الموقف الذي أصابني بنغصة الأسى المحزنة وحمل بداية تعاطفي مع "جريجور" هو عندما فتح الباب لأول مرّة وهو على هيأته تلك.. أمام مشرف عمله ووالدَيه،

    والكلام الذي ألقاه بعدها:

    " "حسناً"، قال جريجور، وكان يدرك جيداً أنه الوحيد الذي حافظ على هدوئه، "سألبس ثيابي في الحال، وأحزم مجموعة العينات، وأمضي. ستتركونني أمضي، أليس كذلك؟ وإذن، سيدي مسيِّر الشركة، ها أنت ترى أني لست بالمعاند، فأنا أرغب حقاً في الشغل؛ والسفر شاق، ولكن لا حياة لي دون هذه السفرات. إلى أين أراك تمضي، سيدي المسيِّر؟ إلى المكتب؟ أليس كذلك؟ أستروي كل شيءٍ بدقة وصدق؟ فمن الممكن ألا يكون المرء قادراً على العمل في لحظة ما، ولكن وقتها بالتحديد ينبغي استحضار منجزاته السابقة، واعتبار أنه ما إن ينزاح العائق من أمامه حتى ينصرف إلى عمله بمزيد من التركيز والهمّة. إني مدين بالكثير لرئيسنا، وأنت تعرف هذا جيداً ومن جهة أخرى، فعلي أن أكون سنداً لوالدي ولأختي. أنا في ورطة، ولكني سأتخلص منها وإذن، فلا تزِدْ في تعقيد أموري المعقدة أصلاً. وابْقِ على مساندتك لي في الشركة ... "

    الذي يفطر القلب أكثر هو أن أحدهم لم يفهم كلماته هذه، فكان كالذي يتحدث ولكنه لا يتحدث !

    ،

    والآن..

    لماذا تحول "جريجور سامسا" إلى حشرة في الأصل؟

    هذا السؤال الذي وجب أن يطرح منذ البداية..

    الرواية لم تتعاطى مع هذا الأمر بشكل مباشر.

    هل تحول بسبب رتابة حياته، فشاغلة الوحيد كان الذهاب للعمل ثم العودة للمنزل ويتكرر الأمر،

    فأصبح كالحشرة من فرط انغلاقه؟

    أو بسبب حمله ديون والده و تكفل عاتقه إعالة عائلته،

    فكانت مسؤولياته أكبر من أن يتحملها باله فتحول..

    خصوصاً كونه لم يحب عمله وكان كالمرغم على أدائه؟

    أو ربما كان سبب التحول غير مهم على الإطلاق.. هو تحول وكفى..

    نتائج وعواقب هذا الأمر هي المهمة.

    ،

    لكم وددت أن يستيقظ "جريجور" في فراشه في النهاية ويقول أن كل هذا كان كابوساً ليس إلا.

    لكم وددت هذا حقاً ...

    .

    .

    .

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    القراءة الثانية لكافكا المجنون

    هذا الرجل يعرف كيف يخلق حكايا سوداوية مُرعبة

    لا تستطيع أن تقرأها إلا وأنت فاغر فاهك وعيناك مشرعتان على اتساعهما

    بلا غزارة في الأحداث، ولا حتى في الشخصيات

    التفاصيل، والتفاصيل فقط

    في عالم كافكا تُدرك كم هي مُرعبة التفاصيل

    كيف كان في القصة الأولى التي قرأتها له؛ في مستوطنة العقاب

    يشرح تفاصيل آلة التعذيب، الكبيرة والصغيرة

    وما تفعله في تعيس الحظ الذي سيقع تحت براثنها

    يصف كل ذلك بطريقة تبعث على الرعب والإشمئزاز!

    وها هنا في التحول، كانت التفاصيل أيضًا سيدة الموقف

    وبالطبع تأثير تفاصيل كافكا المصاحب لها من رعب وإشمئزاز كالعادة

    تفاصيل تحول إنسان إلى حشرة!!

    ويومياته في جسد الحشرة الجديد

    كيف تحولت شهيته إلى أنواع معينة من الأكل "المتعفن"

    وكيف كان يسلي وقته الطويل بالزحف على قوائمه الصغيرة على الأرض والجدران

    وكيف كان يقوم بتنظيف جسده الجديد، جسد الحشرة!

    كيف كانت عائلته تتعامل معه ومشاعره تجاههم

    ومشاعرهم تجاهه؛ ما بين الشفقة

    وعدم القدرة على تحمل المزيد

    بالنسبة ليّ، وعلى عكس الجميع

    أرى أن الجنون لم يكنّ في القصة والفكرة التي صاغها كافكا

    أن يتحول إنسان إلى حشرة

    لن تعدو كونها قصة رمزية يرمز بها لقضية ما

    أقربها هي شعور شخص ما بكونه حشرة –معنويًا- في نظر من حوله

    أو أنه يعيش "طفيليًا" كما نُعت كافكا من قِبل والده

    لكن في رأيي، الجنون؛ كل الجنون

    هو فوضوية سرد القصة، فلا يُقدم أسباب للتحول لا قبله ولا بعده!

    هو يضع التحول بين يديك، ويتركك مع عبثية القصة وفوضويتها

    ورغم المحاولات العديدة المبذولة لفك طلاسم ورمزية القصة

    لا أجدني اتفق أو أميل مع أيًا منها

    فمن ناحية التفسير الأقتصادي لعائلة برجوازية تلفظ من داخلها عضو غير نافع

    فهذا يفسر نهاية القصة

    ولا يفسر بدايتها وهي سبب التحول

    إذ إنك تجد غريغور المسكين هو من كان يعول أسرته قبل التحول!

    ومن ناحية أخرى التفسير الميتافيزيقي الذي يرد القصة لفكرة الاستنساخ

    ولا أعلم على أي أساس تم تفسيرها كذلك

    الاستنساخ تنتقل فيه روح الإنسان إلى كائن أدني، حشرة أو حيوان أو ما شابه

    في عالم آخر، بينما غريغور والحشرة في نفس العالم

    بل لم يحدث انتقال للروح من الأساس

    فغريغور هنا "يتحول" روحًا وجسدًا إلى حشرة

    وأعتقد أن تبني التفسير الميتافيزيقي للقصة، يقضي على أي لمحة ابداع بها

    يُذكرني كافكا بدستويفسكي

    فكلاهما يغوص في التفاصيل

    وكلاهما تشعر من مجرد القراءة لهما حجم الألم الذي عانوه

    وكلاهما سوداوي ولكن كل على طريقته الخاصة.

    تمّت

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    طبعا لكل شخص قراءته الخاصة لهاته القصة،و من منظوري الخاص كقارئ،أشير إلى أن القصة يجدر تسميتها المنبوذ،فهي تعبر عن حالة  من النبذ قد يعيشها أي إنسان، النبذ المبني نتيجة تمييز عرقي أو بسبب لون أو حتى افكار،ان هذه التمييزات أن صح التعبير  قد تجعلنا مخيفين في نظر البعض،يصعب تقبلنا، في نفوس تعمقت في داخلها العنصرية،الأمر الأمر أنه قد يبلغ  اي شخص جهدا كبيرا  ليعبر عن نقاء نفسه و حسن النية و يطمئن الآخر ويبعث في نفسه الطمأنينة الا انه لا يقابل  الا بالرفض ادا لم تصل الأمور إلى حد العنف،و تبوء جهوده بالفشل و الانكسار،عائدا يجر الخيبة و متخن بالجراح

    أمر بالغ القسوة انه رغم نيتك السلمية، فإنك تحاصر و تحس بمرض فتاك قد يؤدي بحياتك و يجعلها دابلة مقتولة باليأس، هذا المرض هو العجز،العجز أن تغيير الواقع.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الى اي حد يستطيع البشر ان يكونوا قساة !؟

    رغم كل ماقدم غريغور كل ماعاناه مات وحيدا مكسورااا متوجع ليش بآلام جسده بل بآلام روحه .....جميعهم استطاعو ان يعيشو حياتهم ويعتمدوا على انفسهم حين غاب غريغور ... في حين انهم كانو حمله السعيد لسنوات ...

    اكثر مايؤلم حين اصبح كل ماكان شيء بديهي وسهل مهمة مستحيلة التنفيذ....

    قطعة الجبنة التي اعرب انها ليست مقبولة للآكل حين كان آداميا صارت اشهى طعام عنده حين تحول.....

    استوقتني "النسيان السريع لماضيه الإنساني .. لقد كان فعلا

    على حافة النسيان "

    هل هي رؤية كافكا عن مابعد الانسانية هل سنموت اولا بتحولنا الى حشرات ثم الى النسيان

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    لا يمكنني وصف هذا العمل رائع من كل شي.يستحق قراءة وتكرار قراءته الى ذهابنا من الدنيا،عمل حقا رائع.

    يتكلم كافكا عن شخصية رئيسة التي تتحول من دون معرفة السبب الى حشرة عملاقة!وكيف تتعامل عائلته مع هيئته الجديدة؛في البداية تكون اخته معه تساعده وتبذل جهدا من اجله.لكن بعد مدة تتأثر بالاب وتصبح مثله لا احد يعتني به يبدأ بنسيان انه انسان،احداث مؤلمة صراحه تشعر باليأس من البشر.اذا لم يجدوا فيك فائدة هجروك.

    عمل رائع ليقرءه الجميع وحزين حقا، مبدع كافكا اسلوبه رائع ايضا.

    وهذا كل شي اتمنى من الجميع قراءته وقراءة باقي اعماله.

    وشكرا..

    ......

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    التحول أو المسخ

    ترجمةمبارك وساط لهذا العمل هي فعلا جريمة في حق الكاتب والقارئ، ولا أستبعد أن يكون قد اعتمد في ترجمته على أحد البرامج الإلكترونية المبثوثة على الشبكة..

    أما الرواية فلا قيم أدبية لها، وقد كتب أفضل منها بكثير مما يعالج قضايا إنسانية كلية. لكن القوم يتبع بعضهم بعضا.

    ميزتها الوحيد هي أن كل كلمة تشدك للتي بعدها، ولسان حالك يقول "ماذا سيحدث لغريغور؟".

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    للإطلاع على مراجعة الرواية يسعدني تشريفكم لي على رابط المراجعة في مدونتي الشخصية:

    ****

    في انتظار مناقشاتكم وتعليقاتكم في خانة اتعليقات على المدونة

    كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة بها ليصلكم كل جديد

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ،

    ،

    ،

    ،

    ،

    تخلصوا منه

    بكل بساطة

    وبدون أي رحمة

    ولا شفقة

    ،

    ،

    تخلصوا منه ،،، مثلما يتخلصون من أي حشرة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    عمل أخذني لعوالم أخرى

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    يردد البعض مقولة : إن البشر يتشابهون كما يتشابه الموسيقيون في أوركسترا, ومن العبث محاولة فهمهم فهما منفردا فهذا أشبه بشهوة مضاعفة للألم , .. فهل هذا حقيقي ؟

    يبدو لي ذلك التنميط عسير الهضم , ولا أحب الانجرار إلى التعميم الجاهز المريح المعوّل على التكرار والتشابه , لأن جغرافية النفس البشرية تحتم علينا تجاهل فكرة التشابه والقفز نحو تلمس نقاط الاختلاف والتمايز التي تفرضها محددات الهوية وحدود الذات . "حينما استيقظ غريغوري سامسا ذات صباح , بعد أحلام مضطربة , وجد نفسه وقد تحوّل إلى حشرة هائلة " رواية المسخ لـ " كافكا". لا نختلف على لغة كافكا فهي لغة جسورة تصاحب هذا الخيال الذي ينسف كل ما تعارفنا عليه من مسلمات , حول التفكير بالإنسان ومصيره .. كان سامسا كمن استيقظ وقد أصبح أكثر وعيا بذاته , فالوعي بالذات يجعل المرء سعيداً دون فزع , وبطريقة مفرطة اعتمد على وعيه هذا ونسي من وما حوله, إن هذا النوع من الخيال هو ما يجعلنا نتوقع اختلاف الآخرين عنا ونفترضه ابتداءً ، والتوافق مع طبيعتنا الباحثة عن التميز والاختلاف والفرادة , فالإنسان بطبيعته ينشد الحضور الاستثنائي كالرحالة الذين دأبوا على البحث عن المجهول وتحدي المستحيل .

    يمكن تشبيه معرفة المسافة بين الذات والآخر بمن يحاول التعرف على مسافة بين الحلم والحقيقة فلا يمكن الخلط بينهما, صدرت رواية كافكا " المسخ " و لأول مرة ونشرت في عام 1915م ، وعبر الزمن كانت من أشهر الأعمال وأكثرها تأثيراً نتيجة لأختلاف موضوعها وخروجه عن المألوف , لدرجة أن الدراسات المختلفة المتعلقة بها موجودة في العديد من الجامعات والمعاهد حول العالم , وكثيرون يعدونها إحدى أفضل رحلات الخيال الشعري المكتوب في القرن العشرين على حسب مقولة إلياس كانيتي . وتدور أحداث الرواية حول التاجر جريغور سامسا الذي يستقيظ من نومه فجأة وقد تحول إلى حشرة بشعة , وفي الرواية يجري هذا الحدث وكأنه واقع , جريغور رجل بسيط لدية وظيفة مملة "بائع متجول" , تجبرة على السفر للمدن بالقطار كل صباح , حيث يكابد الشقاء كل يوم ليعول أسرته, ولكن كافكا هنا يتدخل ليجعل الأحداث الرتيبة والمتوقعة غير متوقعة حيث يتحول غريغور إلى حشرة, وعظمة كافكا هنا تكمن في إقناع القاريء بالحدث والتعامل معه كواقعة حكائية يغوص فيها على الفكرة و الجوهر ولايعبأ كثيرا بغرابة المظهر وعدم معقوليته , و يبقى سند الإقناع بيد كافكا عن طريق جعل جريجور نفسه يتمنى أن يكون هذا مجرد حلم وكابوس , مع شكه الذي يقترب من اليقين باستحالة عودته لطبيعته البشرية . وصف كافكا لجريجور عند تحوله لحشرة كان مذهلاً حيث بقاء صوته الغريب الذي لم يعد بشريا ,صوت مفاصله عند حركته , منظره البشع , تفاصيل يومية تتوالى تجعلنا مرة نتعاطف مع جريجور ومرة نتعامل معه على أساس أنه حشرة ، حيث فقد عائلته وكل من حوله إلا دعم أخته التي يئست و تخلت عنه في النهاية , فلم يكن أمامه إلا الموت الذي فتح فكيه له لابتلاعه . في هذا النوع ( العبثي ) من الأدب ,تكمن براعة كافكا الذي جعل من البطل سامسا بطلا مقهورا مسحوقا بصورته البشرية ومنسيا بعد تحوله وكأنه يقول : هذا هو تقييم الإنسان الكادح البسيط في هذه الحياة القاسية وهذي هي قيمته عند الآخرين ..فليس بينه وبين الحشرة اختلاف يُذكر. حاول كافكا إماطة اللثام عن عذابات الإنسان الخارجية والداخلية ولكل إنسان وبشكل خاص عذاباته ونعيمه وجنته وجحيمه , آثامه وخطاياه, و بخيال مجنح قاسي يدعو كافكا لكسر كل جمود ومسلمات تحيط بنا رافضاً التنميط البشري .فالذات البشرية تعيش اللاطمأنينة , مثل عشاق السفر والرحلات يطيلون أمد الرحلة - إذا لم تفرض عليهم مدتها- وكأن التنقل غاية في ذاته ، إنهم يفترضون بأن حالة الحركة الدائمة تضمن لهم التفرد والاختلاف والوصول إلى أعماق الذات والكينونة .

    إذاً يجب ألا نستغرب عندما نرى من يفضل السير في الطرقات الأطول والأبعد , وهكذا في الحياة هناك من يخسر طمأنيته وراحته في سبيل البحث عن ذاته , وهناك من يستكين للسكون ويسلم نفسه للنمطية , وهناك من يتحول إلى حشرة هروباً من رتابة الأيام.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    "ربنا ما يحوجني لا لبنتا ولا لولدا"

    كانت جدتي تقول هذه الكلمات دونما سبب، من غير أن يغضبها أحد أبنائها أو يمتنع عن تحقيق رغبتها، كانت تدعو لنفسها بهذه الكلمات، ألا تحتاج لأحد، حتى أولادها..

    كانت أمي تخبرني أنها كانت تحزن عند سماعها هذا الدعاء من أمها، تشعر بأن والدتها لا تثق بقدرتهم على رعايتها، لكنها عندما كبرت فهمت، وأنا عندما كبرت فهمت أيضا، أعظم ما قد يحدث لبشر في الدنيا، ألا يحتاج لأحد غير خالقه..

    هذه الأفكار راودتني وأنا أقرأ رواية "التحول" أو "المسخ"..

    الرواية باختصار تحكي عن شاب تحول بشكل مفاجئ لمسخ حشري، الشاب كان عائلا لعائلته ملتزما مستقيما مجتهدا في عمله، وكيف تحولت مشاعر عائلته تجاهه بعد تحوله لدرجة التكذيب والإنكار بأن هذا المسخ هو ابنهم، وارتياحهم لوفاته في النهاية..

    المؤلم في القصة والمميز فيها هو خيرية الشاب و اهتمامه بعائلته، وتحوله المفاجئ غير المستحق وغير المبرر، إلى مسخ مستوحى من أكثر الأشياء المقززة للإنسان (الحشرات)..

    شعرت أن الكاتب أرادك أن تتعاطف مع كل أطراف القصة، فهو بدأها من لحظة التحول دون تبريرها، حتى تكون مشاعرك على الحياد، فأنت لم تعرف بعد من هو المتحول ولماذا تحول وهل يستحق هذا التحول أم لا؟ ثم يتضح من أفكار المتحول أنه طيب القلب يهتم بعائلته فتتعاطف معه، لكنه يتحول إلى شيء شديد البشاعة يتقزز منه الجميع فتتعاطف مع عائلته وتتفهم دوافعهم و رغبتهم في الخلاص من هذا العذاب حتى وإن كان معناه الخلاص منه معه..

    الفكرة المجردة التي وصلتني من الرواية هي قدرة بعض البشر على رد الجميل بأكثر منه عندما يطلب منهم، وقدرة البعض الآخر على تحمل تبدل الأوضاع وأن تكون يدهم هي السفلى بعد أن كانت هي العليا..

    لم يحتمل بطل القصة أن يكون مكروها منبوذا بين أفراد عائلته محتاجا إليهم حتى وإن كان هو من رعاهم وعطف عليهم قبل فاجعته التي لم يكن له ذنب فيها فامتنع عن الطعام حتى مات، ولم تحتمل أسرته أن يعطوه أكثر بكثير مما أعطاهم بتحمل هذا التحول البشع فتمنوا موته وارتاحوا له..

    قم بتخفيف كل أحداث القصة لأنها عبارة عن مبالغة خيالية، فلا يتحول شخص لحشرة في الحقيقة، لكن أيضا لا يوجد شخص بملائكية البطل، ومعظم الناس لا تتمنى الشر لأحبابهم ولكن قد يضيقوا بهم، فتفهم دعاء جدتي ودعاء أمي ودعائي من بعدهما، ودعاء نبي الرحمة من قبلنا (واغنني بفضلك عمن سواك)..

    #أمنية_طائرالرخ

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 12
المؤلف
كل المؤلفون