تذكرت آنيس بأنها فتنت في طفولتها بفكرة أن الله يراها, ويراها بدون توقف شعرت حينئذ للمرة الأولى بلا شك بتلك المتعة, ذلك التلذذ الغريب الذي يشعر به البشر لأنهم يرون
الخلود > اقتباسات من رواية الخلود
اقتباسات من رواية الخلود
اقتباسات ومقتطفات من رواية الخلود أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
الخلود
اقتباسات
-
قد يفسّر لنا الفلاسفة أن رأي الغير لا أهمية له، وأن الاهمّ هو ما نحن عليه، لكنّ الفلاسفة لا يفهمون شيئًا. طالما نحن نعيش بين بني البشر، فسنكون ما يتصوّرنا الآخرون. ولمّا يسعى المرء جاهدًا لكي يبدو في ألطف صورة، ولا يكف عن السؤال عن صورته لدى الآخرين
مشاركة من yoyo -
الدرب: شريط من الأرض نمشي فوقه على الأقدام. الطريق شيء مختلف عن الدرب، ليس فقط لكونه يُقطَع بالسيارة، بل لكونه مجرد خط يربط نقطة بأخرى. ليس للطريق بذاته أي معنى. الشيء الوحيد الذي له معنى هو النقطتان اللتان يصل بينهما. الدرب تكريمٌ للمكان. كل جزء من الدرب له معنى ويدعونا للتوقف. الطريق إنقاصٌ مظفَّرٌ لقيمة المكان الذي لم يعد اليوم سوى إعاقة لتحركات الإنسان، إضاعة للوقت.
اختفت الدروب من روح الإنسان حتى قبل أن تختفي من المنظر: لم يعد الإنسان يرغب بالسير في الدروب واستخلاص المتعة من ذلك. لم تعد حياته درباً أيضاً، بل طريقاً: خطاً يقود من نقطة إلى أُخرى، من رتبة نقيب إلى رتبة لواء، من زوجة إلى أرملة، تحوَّل وقتُ العيش إلى مجرد عقبةٍ يجب تجاوزها بسرعة متزايدة باستمرار.
مشاركة من المغربية -
تعرفون هذا الموقف: فوق المنصة، يغمض عازف الكمان عينيه، ويدع العلامتين الأوليين ترنّان طويلاً. يغمض المستمع عينيه بدوره، يتنهد وقد شعر أن روحه تُوسع له صدره: كم هذا جميل! مع ذلك، فإنه لم يسمع أكثر من علامتين بسيطتين لا يمكن أن تحتويا بذاتهما على أي فكر للمؤلف، أي قصد خلاق، وبالتالي أي فن أو جمال. لكن هاتين العلامتين لامستا قلب المستمع، ففرضتا الصمت على عقله وكذلك على محاكمته الجمالية. مجرد صوت موسيقي يؤثر فينا بالطريقة نفسها تقريباً التي تؤثر فيها نظرة الأمير ميشكين – بطل رواية الأبله لدستويفسكي – المحدقة بامرأة. الموسيقى: مضخة تنفخ بواسطتها الروح، فتحوم الأرواح المتضخمة المتحولة إلى بالونات هائلة، تحت سقف قاعة الحفل الموسيقي، وتتصادم فيما بينها في هرج لا يصدق.
مشاركة من المغربية -
هل يوجد حب للفن؟ هل وُجِد أبداً؟ أليس وهماً؟ حين أعلن لينين عن حبه لمقطوعة بيتهوفن الأباسيوناتا، ما الذي كان يحبه في الحقيقة؟ ما الذي كان يسمعه؟ الموسيقى؟ أم صخباً نبيلاً يذكره بالإضطرابات الفخمة لروحِهِ المولعة بالدم والأخوة والشنق والعدالة والمطلق؟ هل كان يسمع الموسيقى أم يدعها فقط تدخل إلى نفسه، في أحلام يقظة لا صلة لها بالفن ولا بالجمال؟
مشاركة من المغربية -
اسمُ عائلتنا أيضاً، هو يُقسَم لنا بالمصادفة، دون أن نعرف متى ظهر في العالم، ولا كيف التَقَطَهُ أحد الأجداد المجهولين. إننا لانفهم هذا الاسمَ مطلقاً، ولا نعرف شيئاً عن تاريخه، ومع ذلك نحمله بإخلاص مُمَجَّد، نتوحّد به ويروق لنا جداً، ونفخر به بشكل يدعو للسخرية كما لو أننا نحن الذين ابتدعناه تحت تأثير إلهام عبقري.
مشاركة من المغربية
السابق | 2 | التالي |