اقتباسات من رواية بيت الديب

كانت الحكومة متحالفة مع إنجلترا بحكم اتّفاقيّة ملزمة، بينما يهتف المصريّون للألمان: تقدّم يا روميل، استبشارًا بالقائد الذي عبر بجنوده من برقة إلى العلمين فكّر سلامة في ضرورة عودة الأولاد من الزقازيق، خوفًا من القصف والاجتياح وبلطجة الجنود الإنجليز المحبطين في شوارع لندن.

مجاهد الذي يعرف حفيظة، ابنة عمّه، لم يستبعد أن يكون دافع التوفير وراء اقتراحها، خصوصًا أنّ الحالة تدهورت حتى اضطرّوا لدفع الأموال الأميريّة في السنة الأخيرة من مصاغ المرأتين. أصابه الاقتراح بالكمد، ولكنّه لم يجد ضرورة لرفض التناغم بين الزوجتين.

ووجد مجاهد أنّ عليه مواصلة الحياة في بيت مباركة؛ فلم تعُد دار بدر، أو دار المرأة الصغيرة التي أذلّت رجولته، بل صارت داره مع نصف أسرته. منصور الصغير الذي يحجل في الغرف المفتوحة، وناجي المختبئ في الغرفة المغلقة.

كان مساء جمعة، وكان الرجال في المنضرة يتكلّمون في الوقت نفسه، دون أن يتوصّلوا إلى حلّ للمشكلة التي أثارها يوسف أثناء خطبة الجمعة. كان الخطيب يتحدّث عن فضل التبكير إلى الصلاة: «مَن جاء مبكرًا يكون قد قرّب إلى الله جملًا

استطاع أن يفضّ القشرة الرقيقة للكلمات المجرّدة ليستمع إلى دعوة انتظرها طويلًا وجاءته على غير توقّع؛ فارتبك وأزاحها عن طريقه كأنّه يتحاشى فضيحة خرج مهرولًا يتلفّت حوله دون أن يجد الفرصة ليسأل نفسه إن كان ما فعله صحيحًا أم لا: