لقد تشكلت بنية العقل العربي, إذن, في ترابط مع العصر الجاهلي فعلا, ولكن لا العصر الجاهلي كما عاشه عرب ما قبل البعثة المحمدية, بل العصر الجاهلي كما عاشه في وعيهم عرب ما بعد هذه البعثة: العصر الجاهلي بوصفه زمنا ثقافيا تمت استعادته وتم ترتيبه وتنظيمه في عصر التدوين الذي يفرض نفسه تاريخيا كاطار مرجعي لما قبله وما بعده
تكوين العقل العربي (نقد العقل العربي #1)
نبذة عن الكتاب
هذا الكتاب هو الأول في سلسلة نقد العقل العربي والتي قدم لها الجابري بقوله (( يتناول هذا الكتاب موضوعاً كان يجب أن ينطلق القول فيه منذ مائة سنة . إن نقد العقل جزء أساسي وأولي من كل مشروع للنهضة ، ولكن نهضتنا العربية الحديثة جرت فيها الأمور على غير هذا المجرى ، ولعل ذلك من أهم عوامل تعثرها المستمر إلى الآن. وهل يمكن بناء نهضة بغير عقل ناهض، عقل لم يقم بمراجعة شاملة لألياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه ؟عن الطبعة
- نشر سنة 2006
- 384 صفحة
- [ردمك 13] 9789953822464
- مركز دراسات الوحدة العربية
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب تكوين العقل العربي (نقد العقل العربي #1)
مشاركة من عبدالله الودعان
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Sarah Shahid
هذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة مؤلفة من أربعة كتب للجابري، خصصها لدراسة العقل العربي بدءاً من تكوينها، مروراً ببنيته، وانتهاء بتحليله من الناحية الأخلاقية والسياسية.
بعيداً عن المنهجية التي استخدمها الجابري والتي كانت محط خلاف عند غيره من المفكرين العرب، إلا أن الكتاب كان رائعاً بامتياز، وخاصة أنه يعتبر من الكتب القليلة التي تناولت هذا الموضوع بتلك الجدية.
تمثل الخلل الذي شخصه الجابري فيما يتعلق بالعقل العربي بالفجوة القائمة بين الفلسفة الإسلامية في عهد الخلافة الإسلامية والنهضة العربية التي كان في القرن التاسع عشر، أي أن هناك فجوة تمتد إلى حوالي أربعة قرون لم يتم توصيفها أو تحليلها أو حتى تأريخها، وقد رأى الجابري أن الأمر يستوجب إعادة كتابة لتاريخ الفكر العربي وليس مجرد إعادة قراءة له. وفي الوقت ذاته فإن التحليل الذي تناوله الجابري أثناء حديثه عن تكوين العقل العربي بدءاً من عصر التدوين الذي اعتمده الجابري كبداية لتأسيس العقل العربي، قد انتهى مع انتهاء عصر الفلسفة ذاك ولم يتناول رحلة العقل العربي خلال النهضة العربية.
-
خالد الاشهب
هذا الكتاب هو اللبنة الأولى في مشروع الجابري ، و الذي يهدف إلى بناء رؤية جديدة تتجاوز الرؤية السائدة لتاريخنا و تراثنا و ثقافتنا العربية ، رؤية تتجاوز "الظاهر " لتغوص في عمق "العقل العربي" نفسه لفهم تركيبته و تكوينه و كيف تشكل و أين و متى بالضبط و ما العوامل التي لعبت دورها في تكوينه .
تبدأ "قصتنا" الحقيقية من بداية عصر التدوين ، عصر البناء الثقافي العربي و الذي اعتبره الكاتب الإطار المرجعي للعقل العربي .
هناك تأسست الثقافة العربية الإسلامية حيث تكونت ثلاثة "عقول" عربية إسلامية شكلت ثلاثة نظم معرفية إحتلت مسرح الأحداث :
1 - العقل البياني أو ما أسماه الجابري بـ "المعقول الديني العربي" و قد تأسس من خلال نظام معرفي بياني يعتمد قياس الغائب على الشاهد كمنهاج في إنتاج المعرفة . و يشمل علوم البيان من نحو و فقه و كلام و بلاغة . أي اللغة و الدين كنصوص .
2 - العقل العرفاني : و أسماه "اللامعقول العقلي " و يشمل علوم العرفان من تصوف و فكر شيعي و فلسفة إسماعيلية و تفسير باطني للقرآن و فلسفة إشراقية و كيمياء و تطبب و فلاحة نجومية و سحر و طلسمات و علم تنجيم .. و تأسس هذا العقل من خلال نظام معرفي يقوم على "الكشف و الوصال" و "التجاذب و التدافع" . و قد إستمد هذا العقل "أدواته" من الموروث القديم و على رأسه الهرمسية .
3 - العقل البرهاني : أو "المعقول العقلي" كما أسماه ، و يؤسسه نظام معرفي يقوم على الملاحظة التجريبية و الإستنتاج العقلي كمنهج ، أي المعرفة العقلية المؤسسة على مقدمات عقلية و يشمل الفلسفة الأرسطية خاصة من منطق و رياضيات و طبيعيات بفروعها المختلفة و إلهيات وحتى الميتافيزيقا عموما .
أهم ملاحظة أشار إليها الجابري في -رأيي - هي دور العامل السياسي الذي كان دوما يرجح كفة "عقل" على "عقل" ، و يقمع "عقلا" ليعلي من شأن "عقل" ، و يقوم بتوظيف "عقل" لمحاربة "عقل". كل ذلك لمصالح سياسية ضيقة .
ما يهمنا على المستوى الإبيستيمولوجي هو أن الجابري أعطانا "توليفة" مقبولة إلى حد بعيد قد تساعدنا على التخلي عن الأسلوب "الإنتقائي" الذي يعتمده بعض الكتاب و الذي جعلنا ندور في مكاننا .
"لعبة " التراث المفتوح ، و التراث المستباح الذي يبيح للجميع أن ينتقي ما يريد دون ضوابط مؤسسة ، يجب أن تتوقف.