هذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة مؤلفة من أربعة كتب للجابري، خصصها لدراسة العقل العربي بدءاً من تكوينها، مروراً ببنيته، وانتهاء بتحليله من الناحية الأخلاقية والسياسية.
بعيداً عن المنهجية التي استخدمها الجابري والتي كانت محط خلاف عند غيره من المفكرين العرب، إلا أن الكتاب كان رائعاً بامتياز، وخاصة أنه يعتبر من الكتب القليلة التي تناولت هذا الموضوع بتلك الجدية.
تمثل الخلل الذي شخصه الجابري فيما يتعلق بالعقل العربي بالفجوة القائمة بين الفلسفة الإسلامية في عهد الخلافة الإسلامية والنهضة العربية التي كان في القرن التاسع عشر، أي أن هناك فجوة تمتد إلى حوالي أربعة قرون لم يتم توصيفها أو تحليلها أو حتى تأريخها، وقد رأى الجابري أن الأمر يستوجب إعادة كتابة لتاريخ الفكر العربي وليس مجرد إعادة قراءة له. وفي الوقت ذاته فإن التحليل الذي تناوله الجابري أثناء حديثه عن تكوين العقل العربي بدءاً من عصر التدوين الذي اعتمده الجابري كبداية لتأسيس العقل العربي، قد انتهى مع انتهاء عصر الفلسفة ذاك ولم يتناول رحلة العقل العربي خلال النهضة العربية.