ماذا عمل بنا الغرب نحن المسلمين، نحن الشرقيين؟ لقد احتقر ديننا، وأدبنا، فكرنا، ماضينا، تاريخنا وأصالتنا، لقد استصغر كل شيء لنا، إلى حد أخذنا معه نهزأ بأنفسنا.. أما الغربيون فقد فضلوا أنفسهم وأعزوها ورفعوها، ورحنا نحن نقلدهم في الأزياء والأطوار والحركات والكلام والمناسبات، وبلغ بنا الأمر أن المثقفين عندنا صاروا يفخرون بأنهم نسوا لغتهم الأصلية... ماهذه السخافة؟
النباهة والاستحمار
نبذة عن الكتاب
بين طيات هذا الكتاب سلسلة خطابات ألقاها الدكتور " علي شريعتي " في قاعة (حسينية الإرشاد) بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير، فجمعت دفتي كتاب سمي النباهة الاستحمار.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2007
- 152 صفحة
- دار الأمير للثقافة والعلوم
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب النباهة والاستحمار
مشاركة من فريق أبجد
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohammad Alloush
ولو ان هناك سبب لاشتقاق مفردة تنظير من جذرها الرباعي فسيكون وصف مثل هذه الأفكار .
فالافكار في المجمل نظرية لا أتصور امكانية لتطبيقها على ارض الواقع ، كما انها في اغلبها بسيطة ، ولكن لنلتمس لشريعتي عذرا ، فالكتاب منقول عن محاضرات لها ظروف مكانية وزمانية محددة قد تكون أثرت بشكل كبير على المحتوى .
عند شريعتي العلم والدين والفلسفةو الادب والفن والرياضة كلها أدوات لايهام واستحمار شعوب العالم المُستحمَر لمنعها من ان يكون لها الدراية الشخصية والاجتماعية (النباهة) لتتمكن من تغيير مجرى التاريخ والاهتمام بمصيرها بدقة ولكنه لا يحدد الجهة التي تستخدم هذه الادوات فتارة هو الغرب وطوراً هي السلطةواخرى جهات مبنية للمجهول .
يدعو الكاتب الى الثورة والتمرد ويضع لها طريقا وحيدا وهو هجر كل ادوات الاستحمار و السعي الى النباهة ، والتي لا تعدو كونها مزيج بين الوعي النفسي والاجتماعي والدراية المجتمعية .
و لا ادري ان كان شريعتي يدرك ان هذه الافكار انتهت صلاحيتها قبل اكثر من قرنين من الزمان مع بداية الثورة الفرنسية وان محاكاة افكار روسو وفولتير التي اعتبرت ممهدة لتلك الثورة يبدو في غير مكانه وزمانه وذلك ان روسو كان يتحدث عن علوم وحضارة ذلك الزمان وتلك الظروف واعتبرها سببا في تعاسة البشرية وليس في استحمارها كما وقدم عقدا سياسيا واجتماعيا في اطواره الاولى أخذت عنه الثورة الفرنسية ما أخذت وتركت ما تركت ثم تطورت ببطء شديد وصولا الى ما آلت اليه الامور في يومنا هذا وما زال تطور تلك الافكار والقيم مستمرا وليس بالبساطة التي يصورهاشريعتي .
اما اعتبار الكاتب الكهنة و شيوخ الدين احد ادوات الاستحمار فهذا حق ، وغاية هذه الادوات خدمة اهداف السلطة في المقام الاول ومصالح دنيوية لهذه الفئة في المقام الثاني وليس في سياق مؤامرة يقودها اللهو الخفي كما يوحي الكاتب .
من عجيب الأمر ان ثورة الخميني في بحثها عن المفكر الضرورة وجدت ضالتها في شريعتي على الرغم من كل التباين في الاهداف بين فكره وافكار الثورة ولكن يبدو ذلك الاستخدام مصلحي مؤقت وهذا ما ظهر لاحقا .
اتفهم دوافع شريعتي في اندفاعه الفكري في ذلك الوقت التي كانت فيه ايران تحت حكم الشاه وكان فيه معارضاً للنظام السائد وتبعيته للغرب ولكن ان تتلبس هذه الافكار لباس الفلسفة وان تتحول الى اطار فكري وبعد انساني شامل يراد اسقاطه على كل التجارب الانسانية فهذا اكثر بكثير مما يمكن ان تحمله .
-
مروه عاصم سلامة
أتعلم تلك النهارات التي تتوق إلى السباب ؟؟ هي لي منذ يومان !! حيث ملأتني الجسارة ذات صباح فأخذت على نفسي غليظ الأيمان بقطع أحبال التعلق لبعض أشياء أحبها....وفقط من يحب نفسه قدري ، لابد يعلم أن حرمانه ولو علكةً يهواها كفيلٌ بتفجير طوفان من العدائية يحرق بداخله كل جميل، ولا ينسى نصيب من حوله من متطاير اللهب ....بتلك السادية تحمست لعنوان الكتاب ..هيا بنا (علي شريعتي) نسبّ الأغبياء و الحمقى ..نغرق العالم في الهجاء ، ثم ننجو أنا وأنت فقط على متن هذا الكتاب...فإن كنت مثلي و أتى بك إلى هذه الصفحات مثل تلك الاسباب فهي لنا إذن قصاص.. سنرى أنا وأنت فيها حياتنا كمسرحية هزلية....ولأن الغلاف بين أيدينا فسيرضينا أننا وحدنا من يملك اختيار رفع وخفض الستار ..ستبدأ المسرحية وتنتهي بمشهدٍ صامتٍ وحيد.. وعلى سبيل التجديد ستوزع الأدوار على الحضور ..ولا تخشى شيئا فهناك من الأدوار ما يكفي الجميع.. .فاختر لنفسك ما شئت مابين عالم أومتعلم ..شيخ أوراهب ..بائع أو شاري الدور الذي تريد ..فكل ما هناك ..أن سيتبوأ كلا منّا مقعده من الطاحونة وحيث يتعاقب بخلفية الديكور الليل وراء النهار، سيكون كل المطلوب أن نمارس مع الآخرين جدية التظاهر بقيمة هذا الدوار اللعين ..ثم نتبادل عند إلتقاء الأعين إيماءات التحية مع صفرة الابتسام .ولا تقلق على الحوار فسينفرد به (علي شريعتي ) وسيكون فيه من الرحمة ضنين ..واضعاً نصب الأعين قبح المشهد المستعاد ..تلك اللحظة الدميمة التي اخترنا فيها أُنس القطيع نتبعه إلى غير المراد من إنسانيتنا ..حيث الروتين اليومي والمعارك الوهمية والعدو صوب زيف الشهادات العلمية والألقاب ..قائلين : يا نفس هي أقدرانا وإليها نُقاد!!..يُسدل الستار بنظرة (علي شريعتي ) الشهيرة الماكرة تلك حيث يأتيك من ذات اليمين وذات الشمال ..مصوباً فوهة السؤال عقر فكرك هاتفاً بعنف : ( أمن أجل هذا حقاً خُلقت؟؟)
وجدت لنفسي أكثر من صورة هنا ولم تكن (النباهة) دوري كما اعتقدت .. غير أن أدائي كان لا بأس به في كثير من ادوار (الاستحمار) التي ذكر خاصة ما تعلق منها بالدين والنزعات الصوفية والانعزالية وتمجيد الزهد فلقد كان كمن يرجم بناءا حصينا في نفسي من المعتقدات أحتمي به عند الملمات ولا أمن لي في سواه .وحيث أن حديثه لابد يُقرأ ككل لا يتجزأ فلقد اختزلت القليل منه فقط في تلك الشذرات التالية :
يتحدث عن ما يسميه (الدين الاستحماري) .. فيقول :
((ماذا يفعل هذا الدين بالانسان فيستحمره ؟؟ علما أنه ليس باستطاعة الدين أن يسلب من الانسان نباهته الفردية ومسؤليته عن مصيره ومجتمعه لعله يقول لك : دع الدنيا فإن عاقبتها الموت وادخر كل هذه الحاجات والمشاعر والامنيات إلى الآخرة ..إلى ما بعد الموت ! وليس الفاصل الزمني بكثير وبعدها كل شئ طوع إرادتك وتكون من أؤلئك الذين هم فيها خالدون ! نعم ..إنها سنوات العمر القصير لا قيمة لها ..دع الدنيا لأهلها ..ذلك الدين يسلب مني مسؤلياتي اتجاه مجتمعي بطريقين ، الأول : يأخذ مني مواهبي التي أمتلكها ويكلني إلى ((العباس)) ويزيح عني كل مسؤلية ..والثاني: حينما أرى نفسي مقصرا مسيئا إلى المجتمع ومصيره فأقع تحت ضغط ضميري وتجرني ((الدراية الاجتماعية )) إلى أن أرجع حقوق الناس إليهم ..تجد أنك غير قادر على ذلك وهناك طريقا أسهل: أن تقرأ وأنت متجه إلى القبلة هذه الكلمات ست مرات وبعدها لا يبقى عليك شئ .. وهكذا تتساءل أنت : لأي شئ أتحمل ثقل المسؤلية الاجتماعية إذا كان واجبي نحو الناس يلزمني أن أضحي بنفسي في سبيلهم! هناك طريق أسهل ! إنه كتاب الأدعية ))
وعن الاستحمار بالعلم والتخصص: :
((قد لا يفكر الاستاذ أو الفيزيائي أو الفيلسوف أو الأديب أو المؤرخ أنه يمكن أن يكون لا شئ من الناحية الفكرية وأنه في مستوى أقل العوام شعوراوحتى الأمّي قد يكون أرقى منزلة في الدراية الشخصية وفي معرفة الزمان والمجتمع ..إن بقاء المتعلم جاهلا والمثقف فاقد الشعور وإعطاء كلا منهما ألقابا بارزة كالدكتور والمهندس والبرفسور لحالة مؤلمة جدا فيما لو استمر أي منهم عديم الفهم والنباهة والشعور بالمسؤلية اتجاه حركة التاريخ التي تأخذه معها هو ومجتمعه لخطر كبير جدا لأن الانسان إذا أشبع بالعلم لم يعد يشعر بالجوع الفكري حيث إن المتعلمين في هذه الايام ينظرون إلى قضايا العلم منفصلة عن قضايا الفكر))
((إن التخصص يسبب انغماس الانسان في إطار محدود وصغير جدا مجردا عن المجتمع وبهذا فإنه يسلب ((النباهة /الدراية ))الاجتماعية والسبب في ذلك كون التخصص يعمل على نمو الفرد من جهة واحدة ويعطله من سائر الجهات .والسؤال هنا : هل التخصص أمر لازم ؟؟ .نعم إنه أمر لازم، ولا ينبغي أن نعدمه لكنه علينا في الوقت الذي نتخصص فيه في فروع مختلفه أن نحفظ (كليتنا الانسانية)) و(كليتنا الاجتماعية ))
وعن (الاستحمار بالشعر والأدب):
(( في كتاب يعود تاريخه إلى سنة 618 هجرية وهي السنة التي دخل فيها المغول إلى إيران وتركوها تسبح في لجة من الدماء ..في تلك الظروف كان المؤلف ينظم الشعر !!..فإلى كم يرتفع الصلف ؟؟ وشاعرنا هذا نظم قصيدة من مائة بيت يرتب الكلمات والعبارات على نهج تقرأها فيه فإذا هي قصيدة في مدح الخاقان ...وإذا قرأتها على نحو آخر تصبح غزلاً.وقد تقرأ القصيدة على شكل الشجرة فاحسبوا معي إلى كم من الزمان يحتاج الإنسان ليكون قادرا على نظم قصيدة تقع الكلمة الثانية من البيت الأول موقع الثانية والعشرون في منظومة غزلية وتقع الحادية عشرة من المصراع السابع في بداية شعر رباعي آخر ..لا بأس إذن ولكن ما الفائدة من هذا العمل ؟؟ فبينما كان جنكيز خان ينهب ويحرق ويقتل يفر هذا الشاعر ويقوم بعمله هذا فانظروا معي كيف يمسخ الانسان فيكون ضحية للاستحمار ؟؟))
عن الاستحمار بالقومية يقول :
(( كان الالماني البائس زمن هيتلر يقول بزهو وغرور : أنا عازم على الحرب! هناك في اميركا خمسة ملايين من العرق الجرماني أريد أن أرجعهم إلى ألمانيا كيلا يتلوث أصلهم فيمتزج بسائر القوميات ..حقا ما أسخفه إنه يموت جوعا وفاقة ولا يشعر بذلك ..لقد تمركز الاستحمار في قلبه))
((وكم من المحاوارات والنزاعات أجريت حول بعض الكلمات العربية الداخلة في الفارسية ؟ حسنا حذفوها ثم ماذا بعد ذلك ؟؟ لا شئ غير الجدال والنزاع مرة أخرى على الخط القديم والحديث .. فأين أنتم يا بشر ؟ أين تجلسون ؟؟ هذه كلها حروب استحمارية ))
وعن الاستحمار بالوهم :
((إنه في الفترة الممتدة بين 1320-1330 أُختلقت عشرين معركة في إيران من أجل أن لا تعرض قضية شركة النفط على الأفكار والأذهان وفي القرن التاسع عشر الميلادي عندما بلغت نشاطات الاستعمار ذروتها ظهر سبعة عشر نبيا في فترة لا تزيد على ثلاث عشرة سنة من الصين إلى بو شهر في إيران ,,وبينما كان أبناء شعبنا يتجرعون الموت من ظلم الاستعمار ..قُتل ألاف الفلاحين الايرانيين في اختلاف عقائدي مداره : هل إن الامام موجود في عالم المادة أم هو من عالم الروح؟؟ ))
هذا المثال البسيط من معرض كلامه أجده يرسم الخط الذي يقصده (شريعتي) بين النباهة والاستحمار:
((عندما يشب حريق في بيت ويدعوك أحدٌ إلى الصلاة ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى عمل آخر هو الإستحمار وإن كان عملا مقدسا ً))
وُجد المفكر الإيراني (علي شريعتي ) مقتولا بشقته قبيل الثورة الإيرانية بثلاثة أعوام ..و لقد فاته بذلك أن يضيف أن إحدى أثمان (النباهة) تلك النهاية ..أما (الاستحمار ) فله طول الحياة ..فهنيئاً لي .
-
Ilhem Mezioud ( إلهام )
هذا الكتاب من النوع الذي لا يشفي عطشك القرائي من قراءة واحدة، انه يحتاج لأن تختلي به كلما سنحت لك الفرصة لتعرف الشط الذي ترسي عليه أهو النباهة أم الاستحمار...
الكاتب والمفكر الإيراني والملهم "علي شريعتي" يطرح في ستة فصول قضيتي النباهة والاستحمار، العنوان قد يبدو غريبا لكن المحتوى سيجذبك بعيدا مع الفكر الفذ لعلي شريعتي الذي يجعلك تدرك من خلال كلماته ومن خلال مراجعة عقلك أن قيمة الإنسان تختزل في القدرة على الإختيار وحرية الاعتقاد واتخاد القرارات ، تطرق أيضا الدكتور شريعتي لآليات الاستحمار الحديث وأنواعه وقارن بينه وبين الاستحمار القديم، فيلفت انتباهك لعدة اشياء اخرى كأن يذكرك بأنك ربما انت أسير الاستحمار غير انك تتوهم النباهة في تصرفاتك..
مما اقتبست:
إن المعلم بعد أن ينال دراسات عالية، ويكتسب معلومات واسعة، ويتعرف الى أساتذة كبار، والى كتب مهمة، يشعر أنه أصبح مشبعا بالعلم، ويحس في نفسه رضى وغرورا، ويظن انه بلغ من الناحية الفكرية أقصى ما يمكن أن يبلغه الانسان الواعي، ولا شك أن هذا انخداع يبتلى به المتعلم أكثر من غيره.
***
ماذا عمل بنا الغرب نحن المسلمين، نحن الشرقيين؟ لقد احتقر ديننا، وأدبنا، فكرنا، ماضينا، تاريخنا وأصالتنا، لقد استصغر كل شيء لنا، إلى حد أخذنا معه نهزأ بأنفسنا.. أما الغربيون فقد فضلوا أنفسهم وأعزوها ورفعوها، ورحنا نحن نقلدهم في الأزياء والأطوار والحركات والكلام والمناسبات، وبلغ بنا الأمر أن المثقفين عندنا صاروا يفخرون بأنهم نسوا لغتهم الأصلية... ماهذه السخافة؟
***
إن أكبر قيم الإنسان هي تلك التي يبدأ منها بالرفض وعدم التسليم اللذين يتلخصان بكلمة (لا). … لا شك أن من أدرك لذة التمرد والرفض والأخلاقية والنباهة، لن يبدلها بأي شيء، ولن يبيعها بأي ثمن، ولكن ماذا حدث لنا حتى بدلنا ذلك بسهولة ؟ المسألة هو أنه لا نباهة لنا، فنحن لا نستقيم إلا أن علتنا يد أقوى، أو سوط قاس، يظل فوقنا مدى الحياة.
***
إن المعرفة النفسية أو الدراية أو النباهة الموجودة عند الفرد بالنسبة إلى نفسه، هي فوق معرفة الفلسفة والعلم والصنعة، لأن الأخيرة معرفة، وليست (معرفة نفسية) أي ليست الشيء الذي يريني نفسي، فيستخرجني فيعرفني ذاتي، الشيء الذي يلفت انتباهي إلى قدري وقيمتي. فقيمة كل إنسان بقدر إيمانه بنفسه.
***
عندما يشب حريق في بيت، ويدعوك أحدهم للصلاة والتضرع إلى الله، ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن. فكيف لو كانت دعوته إلى عمل آخر أقل شأنًا ؟ فالاهتمام بغير إطفاء الحريق، والانصراف عنه إلى عمل آخر، ماهو إلا استحمار، وإن كان عملًا مقدسًا أو غير مقدس...
تنبه! فالاستحمار قد لا يدعوك إلى القبائح والانحراف بشكل دائم، بل -وعلى العكس- قد يدعوك إلى المحاسن، ليصرفك عن الحقيقة التي يشعر هو بخطرها، كيلا تفكر فيها فتنبهك أنت والناس.
-
abdullah rsh
النباهة و الاستحمار
محاولة جيدة لارشاد عقل دول العالم الثالث لاساليب استعباد و استغفال الناس (الاستحمار)
كتاب جيد ..سلسل...و بلا حشو لا طائل منه...
-
Ahmad Ashkaibi
كان علي أن أعرف محتوى الكتاب من العنوان... فعندما تجد كاتبا قد استهواه مصطلح أتى به أو اخترعه ثم حاول إسقاطه على كل شيء فاعلم أن ذلك الكاتب قد انجرف وراء العجب بنفسه وخديعة من حوله به..
الكتاب أصلا تفريغ لمحاضرة ألقاها علي شريعتي في إيران ثم أفرغت على شكل كتاب بعد أن تم تسجيلها على أشرطة..
لست أدري ممن أعجب أكثر.. أمن من أعجبته تلك المحاضرة فقام بتفريغها في كتاب أم ممن أعجبه الكتاب فأعطاه تقييما مرتفعا؟
برأيي أن هذا الكتاب عبارة عن تجميع لأفكار شخص ناقم على مجتمعه أو ناقم على الدين في مجتمعه سمح له أن يتكلم فتكلم بما خطر بباله دون ترتيب ولا مراعاة لأي أحد أو أي شيء بما في ذلك الحضور.. ثم وضع لتلك الأفكار عنوانا يجذب الانتباه ..ثم أخذ يصب أفكاره تلك في قالب ذلك العنوان...
الفكرة العامة للكتاب ليست بجديدة أبدا.... فهو يريد أن يقول أنه علينا أن نكون مثقفين واعين وأن ننتبه لما يحاك لهذه الأمة من مكائد لتبقى غارقة في مشاكلها ولا ترتقي كباقي الأمم...
يبدأ علي شريعتي بتقديس الإنسان أكثر من اللازم .. فهو يقول: "وأمر ملائكته بالسجود أمامه والتسليم له بالعبودية" يريد بذلك أن مكانة الإنسان أصلا مرتفعة .. لكنه هنا أخطأ الحقيقة.. فالله لم يأمر الملائكة للسجود للبشر تسليما له بالعبودية..
يفتخر علي شريعتي بالدروس والحكم التي علمه إياها أحد أساتذته – على سوء أدب الأستاذ – ويستشهد بها كدليل لتدعيم أقواله بأن الغاية تبرر الوسيلة والمهم أن لا يستغفلك أحد حتى لو اضطر المرء للاحتيال على الناس...
يشن على شريعتي الهجوم – كعادة الشيعة – على الصحابة بطريقة غير مباشرة من خلال انتقاد أسلوب الحكم زمن عمر بن الخطاب.. فهو يستشهد مثلا بقصة ثوب عمر - رضي الله عنه – الطويل وكيف أن الناس اعترضوا على طول الثوب بدل أن يعترفوا له بالفضل بسبب الفتوحات الإسلامية في عصره... هو يأخذ الجزئيات ويعممها ولا ينظر للصورة الأشمل والأكبر...
ولم يسلم أيضا الخلفاء العباسيون من قدحه وذمه.. بل إنه يستشهد بروايات مأخوذة أصلا عن الشيعة مكذوبة على الخخلفاء العباسيين..
ثم هو ينتقد بعض الجوانب الروحانية من الدين الإسلامي بل ويعطل كل مداخل الخير فيها.. فهو يقول مثلا: "إنه الدين المستحمر الضي يقول لك يكفي أن تدخل السرور إلى قلب واحد أو أن تقضي حاجة آخر حتى تمحى كل ذنوبك وتبدل سيئاتك حسنات وتقضى عنك كل المسؤوليات الاجتماعية".... فهو هنا يدخل رأيه الخاص دون الاعتماد على نص من الدين ودون الرجوع إلى جو ذلك النص ..ويأتي به على شكل استهزاء وسخرية..
ويقول في موضع آخر مستشهدا بأن الدين قد يستخدم للاستحمار: " وإذا كان غير صالح للرياضة أو للدراسة بل هو من نوع أولئك العاطفيين يهوى العزلة والخيالات فأشجعه على الصوم والصلاة والأدعية والزيارات" .. أي أن هذه من الخزعبلات التي يصرف الناس عنها أبناءهم ويشغلونهم بها إن لم يكونوا نافعين في الأشياء الأخرى... تحيز واضح للعلم على الدين..
وها هو يسخر – كذلك – من الزهد ومن الشعر ويعتبرهما مما سماه "بالاستحمار"..
ثم يأتي شريعتي ببعض النكات والطرائف المعروفة مما يدل على أن جمهوره قد بدأ بالتململ.. وهو يذكر تلك الطرائف على أنها حدثت بالفعل .. وكل ذلك من الحشو الذي لا فائدة منه..
الخلاصة:
خلاصة رأيه أن الغرب وضع لنا خطة نسير عليها وعلينا أن ننتبه لهذه الخطة وأن لا نسير وراء الدين "المستحمر" بل علينا أن نفكر بعقل..لأن العقل هو ما أوصل الغرب إلى ما هو فيه والدين هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه..
الكتاب عبارة عن أفكار غير مرتبة ولا متزنة ولا موثقة يخلط فيه فلسفته الشخصية بالدين... فهو يقول ما يشاء كيفما يشاء...ولا يتورع أبدا عن ذم أهل السنة... فهلا حدثنا عن الاستحمار الذي يمارسه "مراجع" الشيعة على عوامهم؟
لا أنصح بقراءته فالكتاب مضيعة للوقت.....
-
kareman mohammad
الكتاب ممتع وصريح يناقش مشكلة الشرق عموما ومحاولة سيطرة الغرب علينا لتقليده واتباعه وعدم التفكير بانفسنا بل بالعتماد الدائم عليهم ووسائلهم في ذلك , وفرق بين النباهة والاستحمار واشكالهم قديما وحديثا
وانا اعتقد ان حكامنا وجهلهم يساعدوا الغرب بصورة مباشرة او غير مباشرة لان اذا فكرت شعوبهم وانتجوا لن يظلوا في حكمهم
الكتاب يتكلم عن ان المجتمعات تنقسم الي مجتمع مهتم بالعلم والصناعة والثروة ومجتمع مهتم بالفكر يمتلك عقيدة وايمان , والاول مهما بلغ من القوة والسطوة ستنهار مع الزمن امام الثاني الذي سيحقق مع الوقت العلم والصناعة لانه يمتلك الاساس وهو العقيدة والفكر فالدين فوق العلم ولا يقصد الدين المتوارث من جيل لآخر ولكن دين المعرفة الذي تراه وتثبته بنفسك , دين يتجاوز الفلسفة والعلم ..........
وان تشكيل الاجيال بيد مجموعة من الاشخاص ك علماء النفس والاجتماع والاقتصاد والتربية وووو مع الاموال والقوة و" يُطلب " منهم التشكيل وتحضير جيل بمواصفات محددة يتخلي عن جذوره واصوله ونفس الوقت يتحضر ولكن بما لا يسمح له بالتفكير منفردا بل يكون تابع فلا حق له بالاختيار !!! الانسان يموت ولكن قيمة الانسانية تزداد دمارا وهذه هي المشكلة
النباهة نوعين , نباهة فردية او نفسية وهي تدفعني لأري نفسي وتلفت انتباهي الي قدري وقيمتي فكما يقول " • إن قيمة كل واحد منا على قدر إيمانه بنفسه . ولو نظرنا الى انظمتنا التربوية و الاجتماعية , لرأينا مأساتنا بوضوح , فكم حقرونا في هذا المجال ؟! لقد أذلونا الى حد , بتنا معه لا نؤمن بقابليات قدراتنا ذاتها , أصبحنا نرى انفسنا في عجز تأباه حتى فراخ الحيوانات !! فنحن عاجزون عن الانتقاد , عن الاستفسار , وحتى عن الكلام ّ صرنا , لا نجرؤ ان نتصور اننا قادرون على اي عمل صغير ! نعم .. بلغنا هذا المستوى من الضعف وعدم الثقة بالنفس !! ولا شك ان الجيل يستحقر نفسه بنفسه , يكون حقيرا ايضا , فسياسة الاستعباد , حتى يظن هذا الخير نفسه من اسرة منحطة , وطبقة دنيا , فيسهل عليه عندئذ تقبل المذلة بصدر رحب , ويلجأ مستسلما الى حضن الرق والعبودية .” " ونباهة اجتماعية وهي خاصة بالمجتمع وقدرته علي انشاء حضارة وتغير مصير المجتمع وهذه النباهة اكثر من يتميزون بها الانبياء
, ويجب ان تتماشي النباهة النفسية مع القدرة فالعقل السليم في الجسم السليم وليس القوي فالسليم هنا بمعني سلامة تتماشي مع العقل فالانسان الواعي باستطاعته ان يكون قوي مع الحد الذي يسيطر فيه علي مصيره
الاستحمار بمعني تسخير الانسان كما يسخر الحمار وهو تزييف ذهن الانسان ونباهته ولا يدعو دائما الي القبائح ولكنه دائما يصرفك عن الحقيقة , ويري ان بعض الناس وجدوا الدين وسيلة لاستحمار الناس , فهو يري فرق بين الاستحمار قديما وحديثا , قديما كان استحمار ناتج من نبوغ المستحمرين والآن حديثا معززا بالعلم ووسائل الاعلام والتعليم
ويري ان دين الاستحمار يدعو لتقبل والسكوت عن الظلم والفقر والدعوة لزهد الحياة " للفقراء فقط طبعا بينما الملوك والرؤساء يتنعمون ! "
فكل استخدام سئ للعلم او للحضارة او حتي المطالبة بالحرية الفردية علي حساب النباهة والحرية الاجتماعي مع حرية الجنس ومشاكل حرية المرأة ومشاكل التقليد والتبعية هو استحمار وان كان يبدو تقدم
-
Eman Sadek
فى الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن النباهة
والفرق بين النباهة الفردية أو "الوعى النفسى"وبين النباهة الاجتماعية وارتباط كليهما بالنباهة الانسانية
النصف الأول من الكتاب لم تكن الأفكار مرتبة بشكل جيد
وكان النصف الثانى منه الذى بعنوان "الاستحمار" اكثر ترتيبا للأفكار
وأكثر وضوحا فى المعانى
لهذا كان الجزء الخاص بالاستحمار أفضل
وفيه يتحدث عن عدة مباحث مختصرة منها:
اللعبة التوقيتية "ويتحدث فيه عن كيفية صنع الانسان الذى يراد استحماره كيفما تصنع الأوانى1_
بحيث يكون ذلك فى فترة زمنية محددة
2_عون الظلمة وهو من أهم الأجزاء فى الكتاب:
فيه يتحدث شريعتى كيف يكون للفن والأادب وحتى العلم والفلسفة دور فى استحمار الناس
3_أنواع الاستحمار
وهما اثنين:استحمار قديم واستحمار حديث
الاستحمار القديم يتلخص فى استخدام الدين لصرف الناس عن النباهة الانسانية والاجتماعية
اما الاستحمار الحديث فيتلخص فى استخدام "العلم,التخصص,الحرية الفردية,القدرة,التقدم,الحرية الجنسية.المرأة "فى صرف الناس عن جوهر النباهة الاجتماعية
4_الدين الاستحمارى "وهو المفهموم الدينى الذى يراد تصديره للعوام بصرفهم عن الدنيا ومتاعبها الى الاخرة وجنة النعيم
وأيضا فى جوهر الدين نفسه بأن يجعل الناس يعتقدون أن مجرد بعض الأدعية والصلوات هى طريقهم لجنة الخلد
**مبحث مهم آخر وهو ايقاع الناس بالتفاخر بالماضى الخاص بحضاراتهم كى يصرفوهم عن واقعهم
5_تحدث فى جزء بسيط عن الشكر وكان رائعا وكيف يشكر البعض الله لمجرد الشكر وعلى أشياء غير موجودة اصلا
6_الاستحمار المباشر والغير مباشر"
المباشر يكون بصرف الأذهان الى الضلال والجهل
اما غير المباشر فيكون بدفع الفرد لمطالب جزئية بسيطة لكنها غير فورية فى تحقيقها
وهنا يصل لهدفه فى فى اشغاله عن الحقوق الحياتية الاساسية الكبيرة
7_المعركة الايهامية :ويتحدث فيها شريعتى عن شكل من الاستحمار يتلخص فى اشعال معركة وهمية اثناء وقوع معركة اساسية كبيرة لتشغل الناس عن معركتهم الأهم
_ مبحث أخر يتكلم عن التخصص وكيف أنه احيانا يساعد فى الاستحمار
اذ يجعل التخصص الفرد نبيها فى جزء معين فقط من الحياة ويشغله عن الباقى
8_"الاستحمار الاستهلاكى"
وفيه يتحدث عن أن معظم الدول النامية هى أكثر الدول استهلاكا لوسائل الحياة المرفهة
***
أنصح بقراءته وبشدة
-
أحمد قطليش
كتاب متخبط . بالمنظور العام البسيط يطرح أفكاراً براقة غير أنك ما أن تتعمق في الكتاب حتى تلحظ تخبط الكاتب بأفكاره وعدم اتساقها مع بعضها. مكتوبة باسلوب استحضاض على الثورة وهذا الاسلوب يفتقد إلى الكثير من المنطق غالبا إلا أن الكاتب حاول أن يلبس الكتاب لبوس الفلسفة فوقع في فخها ما بين نظرة المادية والطوباوية .
-
أحمد قطليش
يبدأ الكاتب علي شريعتي هذا المحاضرة التي جمعت بكتاب بشّد أذهان الناس لما سيطرحه وذلكَ من خلال تحجيم قدرة عقول جميع شرائح المجتمع من العالِمِ إلى الأُمّي والتضعيف من قدرتها على الإحاطة المجردّة بالأمور.
غير أنّ الكتاب الذي تضمّن رؤية معمّقة للواقع تستدعي الانتباه الشديد عالج طرحاته بتعميمٍ يتناقض مع مطالبته بتوخي الدقة بما سيأتي في الكتاب، والمطالبة بالعودة إلى انسانية هلامية لم يوضحها اختلطت فيها الرؤية ما بين نبذ العديد من العلوم التي ذكر أمثلةً عليها والمطالبة بالتخصص في علوم لم يأتِ بمثالٍ واحدٍ عنها. مقحماً قصص التراث التي جيّر معناها لما يريده كقصة آدم والتفاحة التي أراد منها أن يبين عظمة الإنسان بقوله "لا"، بيد أنّ القصة تحتمل خضوع الإنسانِ للنزوةِ والشهوة التي كان يهاجمها ويكشفها بقدرة كبيرة . وبعيداً عن القصص التراثية كان يأتي بقصصٍ اسطوريةٍ فيها من البُعد عن الواقع والتحليلات المنطقية ليستدل بها على طروحاته.
"العلم في معركة مع الفكر" هكذا يرى الكاتب أنّ المجتمعات المتأخرة صناعياً وعلمياً قادرة على هزيمة تلك التي استعمرتها إما عسكرياً سابقاً، أو علمياً وثقافياً كما في الوقت الحالي. ولم يذكر الكاتب كيف ستكون هذه الهزيمة لهم! إلا أنه استغرق في تحليل الحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلاد المغلوب على أمرها، وحالة "الاستعراض" و"الاستهلاك" عند سكان هذه البلاد.
"الاستعراض" بمعنى تحول الإنسان إلى "متفرج" قارئ للأعمال الروائية التي تتحدث عن البطولات التي لا يشارك فيها أو متابعاً للألعاب الرياضية التي تشبع شعوره بالحياة ولا يشارك فيها. هذه الحياة الخاوية المتمثلة برؤية الممثلين على المسارح أو الشاشات يفعلون ما يريده المتفرج أن يفعل ولا يفعل. إذ يتحول سوط الغرب الذي كان خارجياً ظاهرا باستعماره وأغراضه الجلية ، إلى سوطٍ داخليٍ نجلد نحن فيه ذواتنا ونقوم بفعلِ ذلك ونحن نشعر باللذّة.
أما "الاستهلاك" فقد اجتاح حيواتنا فأصبح الوقت عند الانسان مقسماً بين ركضٍ جنونيٍ عند الناس ليضيعوا قسم الوقت الآخر بالركض وراء متع جوفاء لا تحمل أي حياة إلا أنها تشبع الانسان شهوانياً من حيث الاغترار بشراء ماركات معينة واتباع الموضة المستوردة ومحاولة تملك كل ما يحدث ضجة اجتماعية ولا يزيد الروح الانسانية أي اتساع بل يجعلها تنكمش وتنكمش إلى أن يفقد الشعور بها. حتى فيما يخص الروح من الفنون والآداب أصبحت استهلاكية بحيث أنّ ما يروج له وينتشر بين الناس ليس إلا كلّ فنٍ يسّخف الحياة ويزيد من حيوانية الإنسان.
وقد أخذ الكاتب العباسيين مثالا على صعود الآداب الفنون والعلوم والترجمات وارتباط هذا كله بضعف النباهة الاجتماعية والفردية تناولٌ لا يخلو من التطرف في الأمثلة التي وضعها عن عمر بن الخطاب والعباسيين ليختصر ليجمع مع مشاكل كل عصرٍ كل خيراته فتصبح مساوئ أيضاً ليصبح التطور العلمي والفلسفي والثقافي سبباً في ذهاب نباهة الفرد والمجتمع واستسهال استحمارهم.
وتظهر رؤية الكاتب إلى أنّ الانسان أنه أرقى المخلوقات البشرية لا تكون إلا بالدين الذي هو فوق العلم. هكذا يخرج الكاتب ظاهرياً من التناقضات التي يضعها ما بين رفضه لمجتمعاتٍ غرقت بالاستهلاكية والبلاهة. ومجتمعاتٍ علمية صناعية تطورت لديها الفنون والفلسفة.
الدين الذي لا يراه الكاتب دين التقاليد المتوارثة والذي يتجاوز العلم والفلسفة والصنعة. الدين الذي لم يبينه الكاتب في ما عرضه إلا أنه فصّل في القروح التي أصابت الشعوب من مستعمريها أو مستحمريها، ويناقض الكاتب ذاته في أنه لا يريد دين التقاليد حين ينتقد بشدة وجود وسائل النقل التي تنقل الناس مختلطين!
يبني الكاتب رؤيته في فضاء غير متجانس وغير مبني على معطيات وأسس ويطلب من القارئ أن يؤمن به! وهو الذي قال في ذات الكتاب "لابدّ من مقياسٍ للتطبيق"!
فالكاتب يحاول أن يخرج من عباءة الطقوس الدينية السطحية ومن كل معطيات الواقع ليغوّر في النفس البشرية المتهالكة قبل الثورة الإيرانية، وأن يبني مدينة أفلاطونية تسحر القارئ الذي تفتحت أمامه الكثير من الجروح التي هي فيه أصلاً ويمتلء بغضاً وكراهية على مستحمريه ليثورَ على نفسه وفي مجتمعه! فالقارئ لن يعود ليركب الجمّال بدلاً من وسائل المواصلات التي انتقد الكاتب وجودها وقد سافر بها ليدرس في فرنسا التي رفض علمها ولبس البدلة وقد استهزء بالدول التي باتت تتبع أذواق البلاد المتقدمة في كلّ شيء .
استطاع شريعتي أن يثير نباهة الانسان للكثير من مشاكله وإن قام بتضخيمها إضافة إلى تهويلِ الاستحمار الذي تمارسه الدول العظمى على الدول. إلا أنه ذكر الكثير من حقائق هذا الاستحمار الذي تطول لدرجة أصبح الانسان الذكي الذي سحبه إليه ودجنه واستفاد من طاقاته أعاده إلى بلده ليقوم بنفسه بترسيخ هذا الاستحمار في الشعب وبدون أي مقابل. وتطور هذا النوع من الاستحمار "بذكاء" ليصل إلى تقبل طقوس الناس الاعتيادية التي تخالفه وذلك في سبيل تدمير ما هو أعمق داخله.
"عندما يشب حريق في بيت ويدعوك أحدٌ إلى الصلاة ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى عمل آخر هو الإستحمار وإن كان عملا مقدسا"
أما المرأة فلم يكن لها نصيبٌ من الكاتب إلا جمل قصار مرتبكة عامّة! مستصغراً قضيتها أمام القضايا العامة، ولأنّ الغرب استخدم قضية المرأة لأغراضٍ أخرى، أضاء الكاتب على هذه الأغراض ولم يتناول عدالة حقوق المرأة التي ينبغي أن يطالب بها هو قبل غيره في محاضرة كانت تحاول نفض الخمول عن الناس المستحمرين! وكأنّ الكاتب أرادهم أن يبقوا مستحمرين من ناحية المرأة.
الكتاب أو المحاضرة لم تقدم لتكون منهاجاً علمياً يُدرس أو تؤخذ منه نظرية للثورة كانت أم لاتسعادة الانسان والمجتمع النبيهين، هذا الكتاب ما كان إلا محاضرةً ألقيت في حسينية كان الدافع منها صعقَ الناس من السبات الذي كانوا فيه ليثوروا على ذواتهم ثم ظالميهم. وهذه المحاضرة كما انها لم تكن على أسسٍ واضحة أو تجانسٍ بائن، إلا أنها كانت من عقلٍ ذكيٍ استطاع ان يلعب لعبة المستحمرين. وذلك بأن يكشف للناس ما يعرفونه في عمق ذواتهم من ضعفٍ وشهوانيةٍ وما إلى ذلك، بل وأن يهول في هذه الأمور ليستطيع بعد أن يفتح أرواحهم أن يرسخ فيها فكره الذي يريد لا أن يدع لهم حرية البحث. كأن يتكلم عن الحرية أنها تقف عائقاً في وجه النباهة الجتماعية ولم يرها دافعاً إلى النباهة الفردية .
-
أمل لذيذ
كتاب (النباهة و الإستحمار) للمفكر الراحل علي شريعتي،هو كتاب معنون بطريقة فيها نوع من التهكم الحاذق،ونحس بنوع من الرغبة في معرفة ما السبب الذي دفع رجل فكر و علم إلى ذكر لفظين متباينين في المعنى معا في العنوان نفسه،واللفظ الأول في العنوان قد لا نستغربه من المؤلف و لكن اللفظ الذي يعقبه ربما يصيبنا بشيء من التعجب،وهنا نبدأ بالشعور بأن هناك جانبا شعبيا في الكتاب ،فالكتاب عبارة عن محاضرة ألقاها الكاتب أما جمهور آنذاك و عادة الجمهور يشمل فئات مختلفة من الشعب،ولعل الكاتب أيضا إتخذ عنوانه هذا و أسلوبه التلقائي و التحليلي في ذات الأوان ليسطر محاولة إنقاذ لروح الفكر بشكل مغاير !
والكتاب مقسم إلى فصول حول المقطع الأول من العنوان (النباهة) و المقطع الثاني (الإستحمار) ولكن بداية الكتاب أيضا مهمة،ففي المقدمة نشعر بصراحة لا نراها كثيرا لدى المثقفين ،فالكاتب يميل ليس فقط للإقتراب من الواقع بل للإلتصاق به،فحتى وهو يتحدث عن ماضي للعرب و المسلمين هو لا يصف ذلك الماضي بمغازلة تمجيدية ،فهو يقول ما أوصلته له دراساته و قناعاته دون أي إملاءات مفروضة عليه،وقام بتعليل غرضه من طرح الموضوع الفكري الذي يدور حول حرية التفكير و نبذ التبعية ،وبين أن هناك حاجة ماسة للوقوف أمام ظاهرة التقليد الأعمى لدراستها وفهمها،فهي ليست بالفردية فالمجتمعات الشرقية لما مرت به من ظروف إستعمارية في التاريخ الحديث و من ظروف تراجع فكري حتى في العصور السابقة صارت ضحية لهذه الظاهرة،وهناك تلميحات من الكاتب أيضا بأن الشعوب في بعض الأحيان لا تلعب فقط دور الضحية فحسب ،فهي قد تكون مسببة لما حدث من إنحسارات فكرية!
إختار الكاتب أن يتكلم أولا عما سماها ب (النباهة)،وأوضح كيف أن الدول المتقدمة توشحت بالعلم لتحقق ما وصلت إليه من تطور،وكيف أنها تسلحت بالمعرفة و قدرت قيمتها و تكبدت الكثير لتحصل عليها،وذكر أيضا دور هذه الدول حسب رأيه في إنتشار الجهل لدى الشعوب الشرقية و غيرها من الشعوب التي مارست سلطتها عليها ،فكلما تمادت مساحات حملات الإنتهال من المعارف لدى الدول المتقدمة قلت تلك المساحات لدى الشعوب الأخرى،وكأن هذا الصراع لابد أن ينشأ أو أن المعايشة الفكرية لا تقبل القسمة على إثنين،ويرى كاتبنا أن دول الغرب أو التي يطلق عليها الدول العظمي هي مبنية على هشاشة روحانية و قيمية،وفي وقت ما سينكسر السطح الجليدي الذي تسير فوقه و ستتعثر لإنها قللت من الشؤون الإنسانية ،وأيضا تحدث الكاتب في هذه الفصول عن إعتقاد نسبة من المثقفين الشرقيين بإنهم إكتفوا بما لديهم من علم و بإنهم تشبعوا ولا يحتاجون للمزيد من الجرعات التثقيفية ،وقد إنتقد هذه الظاهرة بشدة و بين بإنها سلبية للغاية ،و بإنها أدت إلى تراجع النهضات الفكرية و تقليل الدافعية لتفعيلها .
أما فيما يتعق بالفصول التي تدور حول(الإستحمار) فمقدار السخرية فيها كان أكبر،والكاتب شرح فيها أسباب و مسببات تغييب العقول عن الفكر في العالم الشرقي،وبعض المسببات تكون متعمدة و واضحة مثل القمع و الرقابة و الإرهاب و الترهيب،ولكن المسببات الأخرى هي أكثر خطورة وهي المخفية و الغير مرئية،وأتى بمثال يستحق الإمعان فيه،وهو ما حصل في العصر العباسي من إستخدام أساليب إلهاء الشعوب ،فكانت العصور السابقة فيها مساعي لقيام ثورات حركية وفكرية للمطالبة بالحقوق و رفع الظلم ،و حدث أن تعرض فيها الخليفة عمر بن الخطاب للمسائلة فيها و إتضح بإنه بريء مما نسب إليه و كل ذلك تم في المسجد ،أما خلفاء بني العباس فقد إنتهجوا إسترايجية سياسية تحول دون أن تقوم الشعوب بذلك و دون أن تنتبه الشعوب لما يحدث لها،فقامت الدولة بإغراق الشعوب في التفكير في الصغائر بغطاء ديني تارة و ُمتعي تارة ،وهذه الأغطية كانت تتخذ حلة جذابة جعلت من السهل أن يرتديها الناس آنذاك تدريجيا حتى أن مظالم كثيرة تعرضوا لهم و سكوا ،وتذكرت الشاعر أحمد فؤاد نجم و هو يتحدث عن هذا التوجه السياسي حينما ذكر بأن إلتهاء الشعب المصري بكرة القدم و الإستماع لأم كلثوم من المؤثرات التي أدمت العقول المستنيرة و العقول التي حاولت الإستنارة،فعمت الظلمة عقولاً كثيرة بغير أن تدري هذه العقول ماذا أصابها،وبعض هذه العقول عاشت في خيالات إنتصارات وهمية و سعادة كاذبة وهي قابعة في هذه الظلمات،ونحس بالحسرة التي تعتري الكاتب وهو يناقش هذه النقطة تحديدا، و نبصر رغبته في إفاقة هذه العقول و إستنهاضها،فهذه العقول منشغلة بأسئلة جدلية منها ما هو يتكحل مخادعا بالقومية و منها ما يتعرض لأمور قدرية أو غيبية ،و يتساءل الكاتب عن الجدوى من في الدخول في غمارها،هو يرى بأن هناك أيدي تتعمد أن تخرج بهذه المجادلات لتصرف الشعوب إنتباهها نحوها فتنشغل عن مصيرها و عن فكرها و عن رغيف خبزها !
كتاب (النباهة و الإستحمار) للمفكر الراحل علي شريعتي،فيه محاولة ضغط زر جرح فكري لا زالت تعاني منه الشعوب الشرقية لتسنير من بعد ظلمة طويلة...
-
Amira Mahmoud
النباهة والاستحمار
الوعي واللاوعي
محور حديث الكاتب هنا يدور حول " النباهة الفردية " و " النباهة الاجتماعية " التي نفتقد إليهما في مجتمعاتنا الشرقية
النباهة الاجتماعية الضرورية لكي يفهم ويعي الإنسان حاجة مجتمعه للتقدم , وموارد المجتمع التي يستطيع استغلالها لتحقيق هذا التقدم
ولكي نُدرك ما يحاك ضد مجتمعنا من مؤامرات ومعارك إيهامية يُقدمها لنا الغرب على أنها خطوة ستدفعنا للأمام وللتقدم بينما هدفها هو عرقلتنا وشغلنا عن السبيل الصحيح للتقدم
وجعلنا مجرد شعوب استهلاكية تصدر مواردها للغرب ثم تحصل منهم على هذه الموارد في شكل منتجات مُصنعة
وبأسعار عالية
فنحن لا نُكلف نفسنا عناء الإنتاج , نحن خلقنا فقط للاستهلاك والتمتع بما ينتجه الأخرون
وهذا هو الاستحمار
وكما أن النباهة الاجتماعية ضرورية لتجعلنا نفهم ونعي ذلك
هناك أيضاً النباهة الفردية التي يستطيع الفرد من خلالها معرفة مواهبه , قدراته , ميوله لتوظيفها بالشكل الصحيح الذي يخدمه ويخدم مجتمعه ويجعله شخص منتج لا مُستهلك
فكر الكاتب جيد جداً , اتفقت معه وفي كثير من الآراء ونبهني لكثير من القضايا
كان يدعم آراءه بقصص من التاريخ , ليثبت صحة وجهة نظره
لدى الكاتب أفكار غريبة لم استسيغها
كان يصور الإنسان على أنه آله ثاني , وأن مجرد تمييز الله له عن سائر المخلوقات بالعقل
يجعلنا نسمح لأنفسنا أو نتخيل أننا آله
الإنسان ليس آله ولا حتى نصف آله , هو فقط خليفة
خليفة لله في أرضه , واجبه التعمير والعبادة فقط :))
يرى الكاتب أيضاً أن القراءة والفن والأدب والخير والشر هي أدوات استحمار !!
إذ أنها من شأنها تعطيل الإنسان عن رسالته المقدسة !!
وكيف أن ما يقوم به من أعمال لكي تجعلنا على قيد الحياة هي أيضاً أدوات استحمار
مضيعة للوقت
أعتقد أن كُل هذه الأشياء هي ما تجعلنا نفهم ونعي بشكل أفضل , وإذا كان الإنسان انشغل بها عن عبادته لله , فهذا لا يجعلها أداة استحمار
الاستحمار في استخدام الشخص نفسه لها
جدير بالذكر أن هذه الأشياء التي سخر منها وأعتقد أنها أدوات استحمار , دعا الإنسان للتشبث بها ولا يلجأ للذهد والتقشف مثل أهل الصوفية !!
#تناقض
كانت طريقته لاذعة وحازمة , وصلتني من خلال الحروف
أتساءل كيف كان شعور الحضور إذن من هذه الطريقة اللاذعة في الإلقاء ؟
وبرغم كُل هذه النقط التي اختلفت معه فيها
إلا أنه يملك فكر ونظرة تحليلية للأوضاع جيدة جداً , أمتعتني هذه الرحلة القصيرة في آرائه حتى وإن اختلفت معها
أنصح بقرائته :))
****
-
Odai Assaf
بالرغم من قوة اللهجة التي يستخدمها شريعني للتعبير عن افكاره , الا انها كانت واضحة جدا !! .. هي قضية اساسية النباهة في شكلها الانساني و الاجتماعي , ولايمكن الفصل بينهما .. قد تكون عالما او طبيبا او مهندسا .. لا يعني ذلك ان لا تكون مستحمرا , فالاستحمار الحديث حسب ما يعبر عنه شريعتي يكمن في التخصص نعم التخصص الذي يغلق الباب على صاحبه فيعزله عن قضايا مجتمعه , الاستعمار يغير شكله ولكن لا يغير اهدافه , يغير اساليبه و لا يمكن أن يتخلى عن مراده في تحطيم القوة الاقتصادية في أمة ما تاركا اياها تعيش على الاستهلاك لا الانتاج .. وهذا هو التخلف والوحشية حسب تعبيره .. جيل يغرق في الهواتف الذكية وفي التطبيقات المختلفة عليها ويتابع الموضة في الملابس وقصات الشعر , جيل مستحمر , مصنوع بدقة في معامل الحضارة الغربية , لآ بد وان يستفيق عسى ان يخرج الامة من هذا المصير المحزن الذي تعاني منه !
-
أنوار علي
لا أعلم لما تصادفني الكتب صاحبة ذات الموضوع فيما قرأت هذه الفتره
إنها مواضيع الأفكار التي تستهجن كل المماراسات التي غربت الإنسان عن نفسه
وكتاب علي شريعتي هو الكتاب الثالث الذي يلاحقني بذات المعنى منذ شهر بعد نقد النص لعلي حرب ونقد الخطاب الديني لنصر حامد ابو زيد
......
يذكر علي شريعتي في هذا الكتاب كيف يحدث الإنسان غربة الإنسان على اني اشك كثيرا بأن يسمى المحدث غربة الإنسان إنسان!
فيقول علي اننا ووفق النباهه نمتلك درايتين درايه نفسيه ودرايه اجتماعيه
الأولى من شأنها إنتاج معرفة الإنسان بذاته بما يملك بما يفتقد بما هو موهوب بما عليه يستطيع .. . وهذه المعرفه فوق المعرفه العاديه والعلم والحكمه لأن هذه المذكوره أخيرا لن تؤدي لإنتاج "معرفه نفسيه" للشخص انها تقوده نحو خارجه لا داخله..
والأخرى درايته بمجتمعه بتاريخه بحاضره بماضيه بفهمه كيف يصنع مصيره..
لكن الإنسان يحارب" بتتزيف ذهنه" إلي بالإتتيان اليه باستعمار جديد يحدث فيه غربته عن نفسه ومجتمعه بالإتيان عليه بسلاح تزييف ذهني مقدس أو جميل أو فلسفي أو علمي أو فني
وهنا الوسائل متعدده والمقصد واحد
تلهى بأحد ما ذكر أو أكثر وتقبل عليه من كليتك إنهم يصنعون مشاعرك بحب نحو أدواتهم فيما نحن الخاسر الأكبر اننا بذلك خسرنا درايتنا النفسيه والاجتماعيه وهذا ما ينتح حالة الغبن الفردي والجماعي.
وجدت الكتاب يلخص بجوهره ما ذكرت اعلاه
واحببت من إشعاع جوهرته الأنوار التاليه
"إن قدر كل إنسان هو قدر إيمانه بنفسه"
....
ان مقارنة السوء بالأسوء كأن يقارن اهل افغانستان أنفسهم باليمن وان يقارن اهل اليمن أنفسهم بموزيق..
هذا شيء من شأنه ان يجعلنا رجعيين لا نعرف التقدم.
.......
ان انظمة التعليم ساهمت وبشكل فريد في إنتاج أجيال مهشمه مكسره منزوعة الثقة..إنها محطمه للقدر الذي لا يستطيع فيه الإنسان ان يؤدي أبسط أعماله.
......
يا كثر ما يغربونك بالسلاح المقدس
فصلاتك أولى من ان تطفأ حريقا بدارك
وزهدك أولى من ان تفكر بالدنيا
وصلاتك وصيامك وزكاتك اولى من اشتغالك
وموتك أحسن من حياتك
واعتزالك خير من مشاركتك
كن عبوديا انعزل لا تفكر بنفسك ولا بمجتمعك انتق طريق الخلاص.
وكل هذا وغيره الكثير اقعدنا وخلفنا سنينا إلى الوراء.
......
اي نشاط ديني او فلسفي او جمالي او سياسي ...الخ يقوم بإلهاء الإنسان وتعطيل نباهته النفسيه ونباهته الأجتماعيه ما هو الا فعل "استحمار"
أجاد به المُستحمِرين امتطاء المَستحمَرون.
....
داء شخص في محاضره بحسينية الإرشاد طبيبه علي شريعتي
عمره عمر استغفال الإنسان
مات طبيبه فيما بقي المرض..
-
Hamdy Boghdady
قبل المراجعة:
العمل الثاني الذي اقرأه للكاتب ولا يقل موضوعية وتنظيم لمقالاته الطويلة ، تقسيماته الجيدة للكتاب ، طرح المواضيع ، فرزها ، ضرب الأمثلة قديمًا وحديثًا ، ووضع تصورات وحلول للمشكلات التي يغوص فيها المجتمع الإيراني ، العربي حينذاك -وإلى الآن- !
عن الكتاب :
"النباهة والإستحمار" كتاب فكري ، اجتماعي ، مثل عشرات الكتب الفكرية التي يُناقش فيها (شريعتي) الكثير من الأزمات والمشكلات التي تجوب العالم الإسلامي آنذاك ، والتي يمتد المثير منها إلى اليوم ، فلم يختلف الحال كثيرًا.
الطبعة الأولى من الكتاب صدرت عام 1984 ببيروت ، صادرة عن الدار العالمية للطباعة والنشر ، توالت طباعة الكتاب من خلال دار الأمير للنشر ، منها ما هو مُتاح في بعض المكتبات حاليًا.
الكتاب يحتوي على ست فصول :
-اختيار المقرر.
-الإستحمار.
-انواع الإستحمار.
-أشكال الإستحمار.
-التخصص.
-الخلاصة، النتيجة.
محتواه :
-يندرج تحت كل فصل من الفصول شرح كامل له ، ضرب نماذج من التاريخ الإسلامي ، نماذج الحكم المختلفة ، المستبدين من الحُكّام ، المُفكرين ، كيف بستحمر الكاتب قراؤه ، كيف يستغل رجال الدين الطبقات الكبيرة من الشعوب ، يستحمروهم ، حتى أن تُلغى عقولهم ، كي لا يفكرون كثيرًا ، يفيقون!
-كيف يكون الدين "استحماريًا" لتابعيه ، كيف يكون العلم ، الفن ، الفكر ، الفلسفة ، كل الأنواع ، الأشكال من العلوم والفنون الحياتيه "استحمارية" للفرد.
-الإستهلاكية لمنتجات الغرب وما يلقوه لمجتمعات العالم الثالث من لُقيمات ، الفخر بما هو ليس مِنّا بل ما نستهلكه ، تشبيهاته في بعض القصص والمأثورات التاريخية ، التخلص من الجهل الفردي.
-الفخر بالماضي ، بالدين ، الحضارات القديمة ، حديثًا لا يوجد سوى الاستحمار ، الاستعباد إلا ما رحم ربي.
-تعريف الاستحمار ، أشكاله ، أنواعه ، الفردي منه ، المجتمع ككل.
-تعريف النباهة ، تحقيقها.
-كيف يتحرر الشخص لوطنه ، لذاته ، فكره ، يكون أداة لتحرير العقول.
-أسلوب ممتاز للكاتب ، وصف دقيق للأحداث والمشكلات آنذاك ، إلقاء الضوء عليها.
كتاب خفيف مكون من 96 صفحة ، يناقش فيه الكاتب مشاكل مجتمعية كثيرة ، أسباب التدهور الذي وصلت له إيران والدول العربية حينذاك ، طرح بعض المشكلات الناتجة عن ذلك.
أنصح بقراءة الكتاب كما باقي كُتبه ، علّها تكون إستفادة لي ولكم.
1\1\2017
-
Eman Sadek
فى الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن النباهة
والفرق بين النباهة الفردية أو "الوعى النفسى"وبين النباهة الاجتماعية وارتباط كليهما بالنباهة الانسانية
النصف الأول من الكتاب لم تكن الأفكار مرتبة بشكل جيد
وكان النصف الثانى منه الذى بعنوان "الاستحمار" اكثر ترتيبا للأفكار
وأكثر وضوحا فى المعانى
لهذا كان الجزء الخاص بالاستحمار أفضل
وفيه يتحدث عن عدة مباحث مختصرة منها:
اللعبة التوقيتية "ويتحدث فيه عن كيفية صنع الانسان الذى يراد استحماره كيفما تصنع الأوانى1_
بحيث يكون ذلك فى فترة زمنية محددة
2_عون الظلمة وهو من أهم الأجزاء فى الكتاب:
فيه يتحدث شريعتى كيف يكون للفن والأادب وحتى العلم والفلسفة دور فى استحمار الناس
3_أنواع الاستحمار
وهما اثنين:استحمار قديم واستحمار حديث
الاستحمار القديم يتلخص فى استخدام الدين لصرف الناس عن النباهة الانسانية والاجتماعية
اما الاستحمار الحديث فيتلخص فى استخدام "العلم,التخصص,الحرية الفردية,القدرة,التقدم,الحرية الجنسية.المرأة "فى صرف الناس عن جوهر النباهة الاجتماعية
4_الدين الاستحمارى "وهو المفهموم الدينى الذى يراد تصديره للعوام بصرفهم عن الدنيا ومتاعبها الى الاخرة وجنة النعيم
وأيضا فى جوهر الدين نفسه بأن يجعل الناس يعتقدون أن مجرد بعض الأدعية والصلوات هى طريقهم لجنة الخلد
**مبحث مهم آخر وهو ايقاع الناس بالتفاخر بالماضى الخاص بحضاراتهم كى يصرفوهم عن واقعهم
5_تحدث فى جزء بسيط عن الشكر وكان رائعا وكيف يشكر البعض الله لمجرد الشكر وعلى أشياء غير موجودة اصلا
6_الاستحمار المباشر والغير مباشر"
المباشر يكون بصرف الأذهان الى الضلال والجهل
اما غير المباشر فيكون بدفع الفرد لمطالب جزئية بسيطة لكنها غير فورية فى تحقيقها
وهنا يصل لهدفه فى فى اشغاله عن الحقوق الحياتية الاساسية الكبيرة
7_المعركة الايهامية :ويتحدث فيها شريعتى عن شكل من الاستحمار يتلخص فى اشعال معركة وهمية اثناء وقوع معركة اساسية كبيرة لتشغل الناس عن معركتهم الأهم
_ مبحث أخر يتكلم عن التخصص وكيف أنه احيانا يساعد فى الاستحمار
اذ يجعل التخصص الفرد نبيها فى جزء معين فقط من الحياة ويشغله عن الباقى
8_"الاستحمار الاستهلاكى"
وفيه يتحدث عن أن معظم الدول النامية هى أكثر الدول استهلاكا لوسائل الحياة المرفهة
***
أنصح بقراءته وبشدة
-
أنس رجاء أبو سمحان
يدور حَديث الكتاب ومنذ بدايته عن مفهومي الوعي الإنساني، والوعي الإجتماعي، وأنا كل وعيٍٍ دونهما هو عبارة عن استحمار للإنسان سواء كان عن طريق المتدينيين أو غيرهِم.
ستبدأ بفهم معنى الوعي(الإدراك) الإنساني والإجتماعي بشكل أوضح حينما يهم الكاتب بشرح قصة عمر بن الخطاب حينما لبس بردتين من الغنائم . . وكل المسلمين برده واحدة . . حينما راجعه المسلمون وتكلموا معه على أنه مثلهم ، وليس أعلى منهم . .
طلبوا منه تفسيرًا، واجتمعوا بالمسجد وأرسلوا لهُ، ولم يقولوا أنه يتسحق لإنه من جلب النصر لنا . . هنا كان الوعي الإجتماعي على أشده.
ثم أوضح لك ضياع عين الوعي في العصر العباسي، حينما أهتموا بالعلوم والثقافة واللغات، وتركوا الوعي الذاتي، والإجتماعي . . وكيف أن كل هذا انتهى بنهاية العصر العباسي، تدمرت ثقافتهم، ولم يبقَ لنا منها إلا القليل القليل، في حين أن كل ثقافة وحضارة وتاريخ عصر عمر بن الخطاب موجودة لدينا . .
يوضح لك الكتاب أيضاً أن الغرب الآن يعطوننا وعياً علمياً، وثقافياً ويأخذون منك وعيك الفدري، ومن مجتمعك الوعي الإجتماعي لينمعوا تقدمك . . وان قلت لي أن دول الخليج تقدمت . . فهذا تقدم في الاستهلاك لا في الإنتاج.
بعد نهاية قراءتك للكتاب سترى أن مجتمعك مُستحْمَر من الغرب بنسبة 99% . .
كتاب من 96 صفحة . . صغير . . لكن عميق جداً ورائع.
أخيرًا، في العمق يوضح لك الكاتب نظرية المؤامرة المعقدة . . والتي حين فهمها هو تم اغتياله!
أنهيته دفعة واحدة
رابط التحميل
****
-
سارة الليثي
خلاصة الكتاب أن الأدب والفن والرياضة والعلوم والتكنولوجيا والفلسفة وأي شيء في العالم تقريباً لا لزوم له، حيث أنه يصرفنا عن السبب الحقيقي لوجودنا الكوني، الذي لا أعلم حقيقة بدون كل هذه الأشياء ما هو سبب وجودنا اللهم إلا لنأكل ونرعى كما ترعى البهائم؟!
فحتى وإن صح أنه في أحيان كثيرة تستخدم قوى الاحتلال والاستبداد هذه الأمور والمخترعات الحديثة لإلهاء الشعوب عما يدور في عالم السياسة، ولكن هذا ليس مبرراً لإلقاء كل العلوم والفنون والآداب في سلة المهملات؛ للتفرغ لمحاربة هذه القوى والتناحر معها، إذ أنه بدون إدراك هذه العلوم أيضاً لا يمكن الانتصار على من يدركها ويتسلح بها، فهي سلاح ذو حدين، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما كان كفار قريش يهجونه ويذمون الإسلام بالشعر، لم يقل هذه عناصر إلهاء ليس علينا الالتفات لها، ويكفينا التفرغ لمحاربة الكفر بالسلاح والدعوة للإسلام بالمنطق، بل أنفذ شعراء من صحابته يجابهونهم ويردون عليهم شعراً بشعر!
-
Mostafa Farahat
فحين يرى المثقف نفسه مشبعًا بالعلم، وينال دراسات عالية، ويكتسب معلومات واسعة ورفيعة، ويرى أساتذة كباراً وكتبًا مهمة، ويجد الآراء والنظريات البديعة ويتعلمها، يجد في نفسه رضى وغرورًا، ويظن أنه بلغ من الناحية الفكرية إلى أقصى ما يمكن أن يبلغه الإنسان من الوعي،وهذا انخداع يبتلى به العالم أكثر من غيره. إذ لا يظن الأستاذ، أو الفيزيائي، أو الفيلسوف، أو الصوفي الكبير، أو الأديب، أو المؤرخ أنه يمكن أن يكون لا شيء من الناحية الفكرية، وأنه في مستوى العوام أقل شعورًا. وحتى الأمي الذي لم يأنس الخط أرقى منه منزلة في الدراية الشخصية، وفي معرفة المجتمع، ومعرفة الزمان لكنه كذلك.إن كون العالم جاهلاً وبقاء المثقف عاطلاً عن الشعور، أو إعطاءه العناوين والألقاب البارزة، كالدكتور والمهندس والبروفيسور وأمثالهم لحالة مؤلمة جدًا، فيما إذا كان فاقدًا للفهم والنباهة والشعور بالمسؤولية تجاه الزمان، وحركة التاريخ التي تأخذه معها هو والمجتمع .
-
Sarah Shahid
فكر علي شريعتي كلاسيكي للغاية، ففي حين أنه في هذا الكتاب يطرح فكرة على غاية من الأهمية وهي النباهة النفسية والاجتماعية، فإنه يقدمها بإطار كلاسيكي أفقدها جاذبيتها.
باختصار، يرى شريعتي أن أي فكرة اجتماعية أو فلسفية أو أدبية أو فنية مهما كانت مقدسة ينشغل فيها المجتمع بعيداً عن النباهة النفسية أو الاجتماعية هي استحمار، وتبدو الفكرة جذابة دون أن نعلم أن ينكر علينا التفكير بقضايا كهذه إلا بعد أن تحل كل الأزمات المجتمعية لدينا.
ونلاحظ بوضوح، الفكرة الكلاسيكية التي يمتلكها شريعتي عن الفن أو الأدب مثلاً، فهو شخص دوغمائي براجماتي، ومن غير المجدي تحويل الفكر المجتمعي بأكمله إلى الاتجاه البراجماتي حتى يتخلص من جميع مشاكله
-
Fatma
النباهه عند علي شريعتي (نباهه فرديه ذاتيه انسانيه)
(ونباهه اجتماعيه ) والاستحمار عن تلك النباهتين ناقشها بالتبعيه والصراع الوهمي وباستغلال الفرد واستعباده واستعماره ..
اتفق مع الكاتب في بعض النقاط ،، الا انه ليس من ضمن كتبي المفضله لااستلطف الجمل والكلام من ورا السطور خصوصا اذا كانت تحمل فكر تؤدي الى تغيير جذري ...
-
عبد الرحمن أبونحل
الاستحمار نوعان ؛ استحمار مباشر واستحمار غير مباشر.
المباشر منه عبارة عن تحريك الأذهان إلى الجهل والغفلة، أو سوق الأذهان إلى الضلال.
أما غير المباشر فهو عبارة عن إلهاء الأذهان بالحقوق الجزئية البسيطة اللافورية لتنشغل عن المطالبة أو التفكير بالحقوق الأساسية والحياتية الكبيرة الفورية.
-
Dalal Alqusair
هذا الكتاب يتحدث عن طرق السياسيين وممن اعطوا أنفسهم مسمى رجال الدين في استغفال الشعوب
الكتاب بدايته الفعليه الفصل 3 أعمقها الفصل 5