هذه المرةُ الأولى التي أقرأ للشاعر الرائع (فاروق جويدة) ديواناً شعرياً..
الدِّيوانُ قصيرٌ كمعظم دواوين الشَّاعر (حسبما أعرف)..
يمتاز شِعر فاروق بلغته الهامِسة الرَّهيفة السَّهلة.. لا يوجد مفرداتٌ صعبة.. سهلُ الفهم وينفُذُ إلى لقلبَ كالماءِ البارِدِ نشربُهُ على الظّمأ..
ليس مستوى شِعره هو ما أُفضّله من الشِّعر دوماً لكنّ الصِّدق الموجود فيه يكفي ليرتاح له الفؤادُ وتطربَ له النّفْس.. فتطلب منه المزيد والمزيد..
كلُّه شِعر تفعيلة إلا قصيدةً واحدةً مُبهِرةً ختم بها الديوان..
موضوعاته تُراوِحُ بين الحُبّ الشَّفافِ والغزل وحُبّ الأوطان وهجاء الطُّغيان والطُّغاة..
فيه قصيدتان متميّزتان للغاية (ملعونٌ يا سيف أخي/ لأن الشوق معصيتي) وقطعة شعرية لمستني شخصياً (الحرف يقتلني)
وفيه قصائدُ أخرى أعجبتني (قبل أن يرحل عام/ بائع الأحلام/ لقيط الأحبة/ماذا أخذت من السفر/ أنا لا أبيع العمر)
أنصح بالقراءةِ له.. وخصوصاً لمن أدمنَ قراءةَ الشعر العموديّ القديم.. لعلّه تُصيبُهُ العدوى ببعض رهافةِ الروح الموجودة فيه :)