برغم التشويق والتصاعد الدرامي في الأحداث لهذه الرواية
ورغم أنها أول ما أقرأ لهذا الرجل
وربما أدركت طرفًا من جماليات كتابته
إلا أن لدي شعور غريب أني لن أعود إليها :)
ـــــــــــــــ
رواية «منْ أنت أيها الملاك؟» من أعمال ابراهيم الكوني النادرة (ربما الرواية الوحيدة) التي تتعرض لتجربة واقعية وتخوض مباشرة في قضية تؤرق الانسان – الأمازيغي الليبي تحديدا - في اللحظة الراهنة ، فالروائي الليبي الذي عكف على استلهام الموروث الشعبي الصحراوي الموغل في القدم والخرافة وكرر «أسطرته» و«ترميزه» عبر أكثر من ستين عملا روائيا وقصصيا - لجأ في هذه الرواية الى تجربة شديدة الواقعية، أحداثها وشخصياتها تتحرك في مجتمع حضري مديني وتكشف أزمة الإنسان «الأمازيغي» بعد ان غادر حياة الترحال في الصحارى واستقر في المدينة.
قضية «من انت ايها الملاك؟» التي صدرت عن «كتاب مجلة دبي الثقافية» ثم عن «المؤسسة العربية للدارسات والنشر» هي قضية التمييز ضد «الأمازيغ» أو «الطوارق» الذين ينتسب اليهم ابراهيم الكوني ويسكنون في منطقة فزان جنوب ليبيا ويعتبرون أنفسهم أصل جنوب الصحراء الغربية من أول الحدود الليبية في الشرق حتى الحدود المغربية في الغرب، بينما السلطات تعاملهم معاملة الاقلية العرقية الإثنية المشكوك فيها طوال الوقت، وتحرمهم من مجرد ممارسة تقاليدهم ولغتهم وأزيائهم، حتى أسمائهم التي توارثوها جيلا بعد جيل باعتبارها «نتاج ثقافة وثنية تهدد النسيج العربي أو قل العروبي» خصوصا بعد ثورة الفاتح.
.
يناير 2011