إبراهيم الكُوني كاتب أسطوري - يُقال مثلا أنه يتكلم تسع لغات! - ينتمي إلى قبيلة "الطوارق" الأسطورية وعالم الصحراء بكامل أساطيره، لذا لا تتوقع من "التبر" أن تكون شيئا أقل من أسطورة ذهبية تتألق تحت شمس الصحراء الكبرى، وفوق تعاريج رمالها الأبدية. حكاية صداقة بين فارس و"أبلقه" أو "مَهْرِيِّه" أو - بلغة غير أهل الصحراء - جمله. صحبة روحانية بطول الحياة تشهد على حقائقها وأوهامها، تبرها ونحاسها. عن الصحراء وإنسها وجنها وجنونها ومكرها وقسوتها وبركتها وبكارتها وبهائها وإشاراتها وتبرها يحدثنا ابنها إبراهيم فيقول:
وهو يخاف الإشارات. الصحراء علّمته أن يتيقظ للإشارات. قالت له إنه ليس في الحياة شيء يمكن أن يعادل الإشارة عندما تتجاهلها أو تغفل عنها. "الإشارة هي القدر". هكذا قالت الصحراء.
ويقول:
والصحراء وحدها تغسل الروح. تتطهر. تخلو. تتفرغ. تتفضى. فيسهل أن تنطلق لتتحد بالخلاء الأبدي. بالأفق. بالفضاء المؤدي إلى مكان خارج الأفق وخارج الفضاء. بالدنيا الأخرى. بالآخرة.
أحمد الديب
سبتمبر 2011