كتابان قصصيان في كتاب واحد، يربطهما المكان والزمان والأسى. "فصول تشيرنوببل الأربعة" و"طوابير موسكو 90" مجموعتان من القصص يسجل فيهما محمد المخزنجي تجربته التي عاشها في كييف أيام كارثة تشيرنوبل وبعدها، حتى لحظاته الأخيرة في موسكو، ليضم المجموعتين معا تحت عنوان واحد عَبَّر فيه عن رؤيته وشهادته على لحظات انهيار الاتحاد السوفييتي: "لحظات غرق جزيرة الحوت".
وبالرغم من كون هذا الكتاب "رواية حقائق قصصية" كما صنَّفَه المؤلف نفسه، إلا إن بعض "اللحظات" بدت كأنما أتت من ذلك البرزخ الفاصل بين عالم "الحقائق" وعالم ما فوق الحقائق. لحظات كالتي سجلها في قصص: كوب ماء - شيء مربك - اللحظة - قتل - أجيال - غراب غراب غراب - قراءة ما - أنين احتضار بشري.
يبقى "أوتار الماء" كتابي المفضل للمخزنجي، لكنني أعتز بشدة بنسختي من هذا الكتاب، التي كُتب على صفحتها الأولى بخط يشبه صاحبه: "هذا كتاب أحبه.. أهديه لإنسان أحبه.. هو أحمد الديب.. وليمتليء الكون محبة.. محمد المخزنجي"
أحمد الديب
أكتوبر 2012