أول ما تبادر لذهني حين وقع هذا الكتاب في يدي ﻷول مرة منذ بضع سنوات،أن ليتني قد اطلعت على مثل هذا في بداية قراءاتي إذاً لكان اختصر علي زمناً طويلاً من الضياع والتخبط بين الكتب والكتّاب بدون إرشاد ولاتوجيه
ليس هذا بكتاب عادي تمسكه فتقرأ محتواه من البداية للنهاية،بل هو أشبه بدليل أو منهج يصلح أن يرافق من بدأ رحلته في عالم الكتب،لا ليتبع الخطى المرسومة فيه خطوة بخطوة إذ قد لا يستميله كل ما ذكر فيه من الكتب أو قد لا تكون متاحة لديه أو ربما ببساطة إذا كان القارئ على شيء من الاطلاع والوعي قد لا يتفق مع بعض الخيارات المذكورة ويفضل بديلا آخر عنها،
طبعاً يصلح الكتاب كدليل لكل ذلك إذا كانت القراءة ليست للمتعة وحسب بل غاية القارئ هي أن يقرأ ليصنع من نفسه إنساناً مثقفاً قادراً على استخدام مخزون ثقافته لفهم الواقع من حوله والتفاعل معه ومحاولة تغييره لما يساهم بنهضة أمته،
يحاول هذا الدليل أن يضع خطة منهجية متوازنة ومتكاملة للقراءة بداية حسب كل فئة عمرية بحيث تشمل جميع الجوانب التي تشكل الشخصية الثقافية للفرد، ثم على شكل حقائب خاصة بكل باب من أبواب الثقافة يستعرض في كل منها الكتب المختصة التي ينصح بقراءتها في هذا الباب مصنفة حسب المراحل (مبتدئ، مرتقي، متقدم، متمييز) وكل ذلك بشكل مدروس وبناء على ترشيحات لمختصين في كل باب