بيت الداء
يا شعـبي .. ربَي يهديكْ .
هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ .
مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ
وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ )الوالي ( لفظٌ لَبِـقٌ
مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ
عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ
لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ
لا يطلُبُ منـهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلـو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ
حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّـةُ ليستْ في الوالـي ..
العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ
أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ
تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ !
***
إذا الضحايا سُئِلت
وقيلَ إنَّ الدَمَ لا يُصبحُ ماءً ،
هَزُلَـتْ
فالدمُ قد أصبحَ ماءَ نِيـلْ
والدمُ قد أصبحَ ماءَ زَمْزمٍ
وكأسَ زَنْجَبيلْ
في صِحَّةِ الأمواتِ منْ أحيائِـنا
يَشربُـهُ القاتلُ ما بينَ يَدَيْ
مُمثّلِ القتيلْ !
* * *
إذا الضحايا سُئِلَـتْ
بأَيِّ ذَنْـبٍ قُتِلَـتْ ؟
لانتفضتْ أشلاؤها وجَلْجَلَـتْ :
بذنبِ شَعْبٍ مُخلصٍ
لِقائـدٍ عَميلْ !