أول ما انهيت رواية صائد اليرقات لمعت في ذهني كلمة "مدهشة" احب تلك الروايات التي تجعلك صامتا تفكر في عمقها ونهايتها الساخرة . نموذج عبدالله كأني أعرفه حق المعرفة متخبط ساذج أو تناسبه كلمة أحمق ،وبسبب عجزه فيما بعد وجد حلما (كتابة رواية )وكاد أن ينجح لأن شخصيته وحياته عبارة عن مسرح من مسارح الحياة الغنية بواقع لا يمكن تجاهله ، لكنه عاد أسيرا للورق الأصفر . كان يحاول النهوض من وحل أوساخ الورق الاصفر والعودة إلى الرشد .هكذا هي حياة العديد من المجتمعات العربية تنهض وتشتعل وتنطفىء ،لا يسمح للنور بالدخول إلى الغرف المعتمة . ولم يسمحوا لعبدالله الذي يخصهم ويعد من أبنائهم أن يصبح من أنصار المثقفين في قصر الجميز ، فالعقول الحرة أكثر ما يهدد أنظمتنا العربية . تأسفت على حال عبدالله لأنه عاش فترة قصيرة جدا مع حلمه.
تميزت صائد اليرقات ببساطتها في اللغة وسهولتها وأسلوب السخرية فيها ،أحسست أنه يحاول التقريب بين التقرير الأمني وبعض الروايات ،كأن التقرير الأمني بداية المشوار نحو كتابة الرواية لهذا كاد عبدالله المخبر أن ينجح في الكتابة وأن يحسن المزج بين الخيال والواقع. هنا وظف السخرية على ما اعتقد .
تستحق القراءة .