نحن لا نصنع الحياة التى نشتهي فقط،الحياة ايضا تصنعنا مثلما تريد ،وتدس في اجسادنا ما تشتهيه من جنونها وقنابلها الموقوتة .
البيت الأندلسي
نبذة عن الرواية
روي هذا الكتاب قصة بيت أندلسي قديم عاش فيه العشاق والقتلة، الملائكة والشياطين، النبلاء والسفلة، الشهداء والخونة... تريد السلطات تهديمه لإستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم: برج الأندلس، ساكن البيت (مراد باسطا) المتبقي من السلالة المنقرضة، يرفض فكرة التهديم لأنها في النهاية محو للذاكرة الجمعية. البيت شيّده أحد الموريسكيين (غاليلو ألروخو) الفارّين من الأندلس، في القرن السادس عشر، وفاء لحبيبته (سلطانة بالاثيوس)؛ يستولي عليه القراصنة الأتراك بعد عملية إغتصاب قاسية ضد صاحبته، وفي فترة الإحتلال الفرنسي يتحوّل البيت إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة؛ بعد الإستقلال يتكالب على البيت الذين تسمّيهم الرواية ورثاء الدم الجدد، فيُحوَّل إلى كاباريه، ثم إلى ماخور مقنَّع، ومركز لعقد صفقات تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها. الرواية استعارة مرّة لما يحدث في كل الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة إستيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الخراب والإنكساراتالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 447 صفحة
- منشورات الجمل
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية البيت الأندلسي
مشاركة من dhilis saami
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
آلاء خريس
البيت الأندلسي رواية جميلة بحق، جمال العبارات وعمقها الفلسفي والحكمة والتشبيهات البديعة وطريقة السرد التي تطرحك تارة في فصل من حكاية الأجداد ثم تنقلك تاليا ليوم من كفاح الأحفاد، ومن ثم تشدك مرة أخرى للماضي وللحاضر معا، في حكاية عمرها خمسة قرون هو ما يعطي هذه الرواية ألقاً ويشدك إليها بقوة.
البيت الأندلسي حكاية إرث خلقه الأجداد وأورثوا همه الثقيل جيلا بعد جيل، معارك شد وكد ومد وجزر أنهتها آلة العولمة القاتلة.
منها أقتبس بعض العبارات التي أعجبتني:
- الناس يتساون أمام الموت على الأقل.
- اتركوا الشهداء ينامون قليلا، لقد تعبوا في حياتهم وفي موتهم.
- هناك خيانات يسكت عنها التاريخ لأنها تحرجه ، وعندما يتذكرها يكون كل شيء قد رتب ولفته استحالة التغيير.
- هل تظن أننا ندخل ديناً آخر بالقوة؟ لا، وحتى لو تظاهرنا بعكس ذلك. الدين خيار عميق وغامض. نتخبأ وراء دين فرض علينا خوفا، وأول ما تطل سفننا في الأفق، ننسى كل شيء ونهب نحوها ويستيقظ ديننا الأول فينا.
إلا أن لي تحفّظا واحدا على هذه الرواية وهو رأيي الخاص بالنهاية:
أن لم أحب ما لجأ إليه الكاتب من إغراق الشخصيات في المعاناة، وخاصة شخصيات الأجداد المهجّرين من الأندلس وهذا ما اختارته رضوى عاشور أيضا في كتابها ثلاثية غرناطة. يفترض الكاتب أن الشخصيات ناقمة على الله فيما اختار لها من قدر وتلعن موسى بن نصير وطارق بن زياد لعبورهما البحر، بعض الشخصيات ماتت وهي تحنّ وتفكر بالماضي والبعض اختار الانتحار.
أما أنا فاعتقد ان الانسان المؤمن هو أقرب لله عند المحنة وهو أكثر تقبلا لقدره، ونحن في النهاية نتحدث عن مسلمين مؤمنين بالله، واليأس ليس للمؤمن (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، كما أن الانسان بطبيعته يجيد النسيان والتأقلم عبر السنين. ولا أظن أبدا أن أجدادنا الأندلسيين عاشوا عمرهم هكذا مكتئبين بائسين! وأورثوا هذا البؤس جيلا بعد جيل!
-
ضحى الرفاعي
البيت الأندلسي
انتهيت صباح اليوم منه
لواستني الاعرج
كتاب مرهق أجبرني على عشق بيت لم أره اإلا في خيال الكاتب الفذ
تنقل من راو لراو كُلٌ يروي عصر مُختلف وزمن آخر يدور حول بطلنا الجميل
"البيت الاندلسي "
عاصرتُ زمن لم أكن أعرف عن إلا "ضاعت الأندلس ونُصر أهلها أو هجروا"
عاصرتُ زمن الخاوا والقرصنة والسبي بلا حق
زمن أُناس ضاعوا وضيعوا باسم الأديان
حب عاش رغم القسوة
إرث متعب مذاقه حُلو
بيت اشتهيته ولا أظن أحداً ممن قرأ بيت واستني لم يقع في غرامه مثلي
بيت ضاع بالجشع والخاوا والبطش باسم المصالح
حرق قلب وارثيه الشرعيين وقلبي
تاريخ تم حرقه
تاريخ تم هدمه
لا تهم الجدران
ما ضاع قصص وحكايات تضحية وتنازلات ظلم وإنصاف
تم احتمال كل ذلك ليبقى
لكنه بالنهاية لم يبقى
-
هدى أبو الشامات
سحر ينفتح في كتاب.. هذا الكتاب ساحر إلى آخر الأبعاد ..
في عمقه، في تاريخه، في جذوره.. أن تعيش في بيت داخل كتاب لخمسة قرون ليس بالأمر الهيّن!
جعله واسيني كوجهنا، وحيطانه كجلدنا، وأنغام لالة سلطانة أصواتنا الضائعة.. أصبح جزءاً من أرواحنا المنهكة، و ملاذنا عن أوطاننا الضائعة ..
أبدع واسيني الأعرج في هذه التحفة الأدبية، التي تسحب المرء بدل من أن تزجّه في الملل.. عمق الحرف والفكرة كان مذهلاً، وكيفية الانتقال بين الأزمنة كان محبوكاً بعبقرية.. فيثير الفضول لقراءة هذا الكتاب بنهم ..
رحلة ما بين الأندلس الضائعة ولمحة لتاريخ الجزائر في قصة منزل يضم رائحة الوطن في قتامة المنفى ..
-
khaled suleiman
عمق العبارات واختلاف الفترات التاريخية للرواية، الحب الغريب لهذا البيت والربط العجيب مع الاوضاع التي مرت بها الجزائر خلال تاريخه جعلني اقف طويلاً معجبا بهذا البيت الذي اصبحت اتمنى زيارته حتى لو كان خيالاً او تعرض للهدم. هذا الحب الجميل الذي ينبع بين السطور وهذه العواطف جعلتني ابحث عن كتاب آخر للكاتب. انصح بقراءة هذا الكتاب الرائع
-
سمية مساد
عندما أقرأ رواية عميقة ومتقنة أشعر أني تجردت مني وبدأت أندمج مع الرواية شخصياتها وزمانها أمكنتها
شوقتني هذه الرواية للأندلس للحضارة التي لم أرها ولكني أصبحت جزءا منها بإبداع قلم الأعرج
تحمل الرواية كثيرا من الأحداث التريخية التي لم تكن لدي أي فكرة عنها
بالإضافة اعطتني تصورا عن الواقع الجزائري الحالي ولو بشكل يسير
-
afnan adnan
واسيني من أجمل ما قرأته لهم . . أسلوب , هدف صحيح أن هناكَ غموض في قلمه ولكن رائع جدًا . . هوَ ليسَ موفّق في بعض ألفاظه البذيئة وبالنهاية ديانة وتوجه الكاتب من يحددون تفكيره . .
-
Rudina K Yasin
رقم ثمان وخمسون / 2024
ألبيت الاندلسي
واسيني الاعرج
"لا قيمة للمال وأملاك الدنيا بلا سيدة الروح والمحتلة لعش القلب . أشتهي فقط أن أساله عن حالها . أخاف أن تكون هي أيضا انطفأت في دنيا الخوف و الحروب القاتلة . اشتقت إلى صوتها ، حنينها وجهها . اشتقت إلى لمستها ، همسها ، غمزاتها . هل تعرف يا سيدي ان وجودها هو من أعطاني القدرة على الصبر و المقاومة ؟ لو تعرف يا سيدي ، ما تستطيع امراة ان تفعله فينا ؟! وجودي الى اليوم حيّا ، يعود لها . فقد عشت معلقا على حلم أن تأتي هي أو أذهب أنا نحوها ، في أية أرض أخرى أكثر رحمة ، تقبل أن تحضن قلبين مسالمين ؟ لا معنى للأرض التي اشتريت ، ولا البيت الذي حلمت به بدون وجودها . هذا هو تعبيري الوحيد عن وفائي لأمراة لم تمنحني الحب فقط ، ولكن الحياة أيضاً ""
مصطلحات :
البيت الاندلسي : يقوم البيت الأندلسي، وهو مكان يعمل على حفظ الذاكرة الأندلسية.في الوقت الحاضر لكنه حياة وتراث شعب الاندلس
المورسكيون : هم المسلموتن الذين بقوا في الاندلس واجبروا على اعتناق المسيحية بعد سقوط الاندلس
التراث الاندلسي :
1. اعادتني رواية واسيني الى نكبة 2024 في غزة والابادة التي تحصل غزة التي تم قتلها وتهجير اهلها ففي كثي من مقاطع الرواية وخاصة القتل والتهجير عدنا الى غزة ، نعرف ان الانسان تمر عليه تكبات كثيرة وكوارث بسبب الصراع الديني لقد اراد واسيني الحديث عن الجزائر وتعقيداتها مع لفت النظر الى التراث الاندلسي الذي يتم اتلافه لبناء ابراج ومولات تجارية .
2. المكان في الرواية نهض رواية البيت الأندلسي لواسيني الأعرج على بنية مكانية كشفت عمّا يسمّى بـ" رواية المكان "ـ حيث يمثّل البيت بالنسبة لأبطال الرواية الانتماء والحضارة والإرث الدّيني الذّي تركه لهم أجدادهم الموريسكيون ، وقد شكّلت المدينة فضاءا أساسيا لبناء هذا البيت ، رغم ما تحمله من دلالات سلبية ، فوهران في الرواية مدينة النفي والسير نحو المجهول ، وغرناطة مدينة التعذيب والتهجير الإجباري ، أمّا الجزائر حيث يتواجد البيت الأندلسي بالقصبة السفلى يسودها الخوف والفزع والتهديد الدائم بالهدم . هذه الثلاثية تكشف عن نسق ثقافي يرتبط بالذاكرة والتاريخ والبحث عن الانتماء الوجودي في مجتمع طغت عليه الماديات وبات لا ينطر لجوهر الأشياء، وقد برع الروائي في تصويره من خلال مخطوطة أوراق غاليلو" سيدي أحمد بن خليل " التّي حكى فيها عن أيّام الخروج الأكيد
3. الزمان : هنا زمنين مختلفين زمن ماض متجذر وزمن حزين وواقع مؤلم حيث اراد واسيني من خلال هذه الرواية عرض تجليات واحداث العمق الجزائري من خلال التشابه والخرائب والأحزان والأحلام من حلم المهاجر في البناء وإرساء ثقافة الحب والتعايش إلى الصورة المشوهة التي آل إليها مجتمع ما بعد الأزمة أي أواخر القرن الماضي وبداياته فيالجزائر ، مصورا شخصية المسؤول بصفة عامة الذي تغير وغير، فأصبح لا يتوانى عن بيع كل شيء حتى الآثار الشاهدة والمخطوطات الكنز.. بالمقابل هناك النمط الآخر المحافظ بقي وفيا للقيم الجمالية والإنسانية والحضارية ، متمسكا بما يمثله «البيت الأندلسي» والبحث عن المخطوطة، كتمظهر جلي للأصالة وعدم التغيير والوعي بأهمية الإرث مثلما هو الحال عند عمي «مراد « باسطا وماسيكا والآخرين القلائل الصامت ،
4. ونعكس الصحافي الشجاع النمس الذي يتعرض للضغوط من خلال قتل خطيبته واتهامه بقتلها ومن خلال محاولة قتله ، ولعل الصفحة 242 حملت حقيقة تداخل الأحداث في صورة رصاصات حائط محطة البنزين ونوعية المتحكمين أو الضباع كما يسميهم عمي مراد فهو هنا عكس الجزائر من 90 القرن الماضي ما قبل وما بعد.
تفاصيل الرواية
• بن الزمن الماضي من خلال مخطوطة مخطوطة قديمة نادرة رسمت بكثير من الدقة تاريخ عائلة من الموريسكيين. وحاضر ممتلئ بأحداث الماضي.، فهنا لحظات التهجير المروعة التي تعرض لها بطلها غاليليو، حين أجبر قهراً على ترك غرناطة التي لم يعرف سواها وطناً. وهو ما نقله واسيني بالحرف كأنه يذكرنا بكل النكبات والنكسات التي المت بهذا الوطن .
• هذه المشاعر التي يحتفظ بها المرء تجاه الأرض التي فارقها ليست بسيطة أبداً. والبيت الأندلسي في الرواية مرتبط بحلم عاشه غاليليو سيدي أحمد بن خليل وزوجته سلطانة ألونسو في هضاب غرناطة، حيث كانت نهاية آخر ملوك بني الأحمر. نبت في القصبة في الجزائر مثلما اشتهياه نسخة من البيت الغرناطي، على طراز العمارة الموريسكية. بما يؤكد نزوع النفس إلى الحنين، حين تجبر على العيش في عالم لا يشبه وطنها الأصلي. يتعرض البيت لمحاولات مسخ وهدم يكون مراد باسطا الشخصية الرئيسية التي ورثت البيت والمخطوطة شاهداً عليها. يبقى البيت واقفاً إلى أن جاءت طبقة جديدة في الجزائر، اشترت المساحة التي يحتلها البيت لتشييد برج بمائة طابق، بدعوى أنه يحل جزءاً من مشكلات السكن العويصة، كما يتحول جزء منه إلى أسواق ومطاعم ومكاتب تغير من وجه المدينة.
• الرواية تلقي الضوء على صراع عاشه حفيد غاليليو البطل الأندلسي، مع جماعة المصالح ذو النفوذ ، الذين لم تتحدث عنهم الرواية على أنهم مجرد أفراد أخطأوا، وإنما نماذج حاكمة عبرت عن قوى تاريخية عالمية، تمثل نظماً دكتاتورية، تكون قوة الدولة فيها أسمى وأعلى، بوجود جهاز حكومي يؤكد على تدعيم مصالحها، ويضعها فوق مصالح الأفراد والجماعات.
• هذه القوة التي رسمت صورة خراب البيت الأندلسي لم تكن عدوة لتراث خاص بقوم معين، وإنما كانت عدوة للإنسانية جمعاء. من هنا جاء مشهد دمار البيت على نحو تفصيلي يساهم في خلق وعي نقدي يتشكل ضد هدم يجرد المدينة من ذاكرتها. فيكون القارئ في نهاية الأمر قبالة نشاط جمالي لافت يعري خطاب السلطة ويفضح خاصية زمن الديكتاتور من حيث هو زمن يتكرر ولا ينتهي. وبالتالي يصبح هدم البيت ممارسة قمعية لا تقل شناعة عن فعل التهجير الذي مورس بحق الموريسكيين.
• تحمل الرواية رسالة هامة مفادها أننا كائنات منسوجة من خيوط من كافة الألوان، لذلك لم تكن الذات في البيت الأندلسي محددة المعالم أو مقولبة، فهي نسبية في تكوينها على المستوى الثقافي. لكن تبقى الروح الأندلسية للبيت حاضرة عبر تقنيات فنية عالية. نذكر منها حالة السرد التي تصدرت أوراق المخطوطة؛ بما يذكرنا بنمط قديم وجدناه في الكتابات العربية القديمة، وكذلك في العناوين الشارحة في رواية سيرفانتس الشهيرة. كما تحضر الموسيقى الأندلسية ليكون لها دورها في تفعيل هذه الروح الأندلسية. ونذكر في هذا السياق عناوين منتقاة من مقامات أندلسية متعددة: استخبار؛ توشية، نوبة، خليج الغرباء، وصلة الخيبة. كل في موقعه المناسب.
• انطلاقاً من مذهب إنساني عام نجد الرواية وقد ناصبت العداء كل معتقد بخرافة النقاء البشري، بل وتنطلق من فكرة أن أي انتماء واحد سيحصر البشر بالضرورة في موقف متحيز متعصب، ويولد أشكالاً مختلفة من أشكال القمع الناجمة عن اختلاف في الجنس والهوية. ومن هنا يحضر ميمون البلنسي، صانع الذهب الذي عمل مع غاليليو في القصبة. رجلاً طيباً صافياً كقطرة ماء؛ فاليهودية مجرد انتماء ديني، وليست معياراً عنصرياً، وإن كان هذا أمراً لا تعترف به الصهيونية الآن التي عرفت عبر تاريخها بجعلها اليهودية معياراً على تفوق اليهودي على غيره من البشر.
• قضية الحروب. من الذي يصنعها؟ ما هي جدواها؟ قضية الوجود الإسلامي في الأندلس، هل كان احتلالاً لإسبانيا؟ ام كان فتحا والاسلام فتح ونشر الدين وعاش اهله بكل صفاء بعكس الحكام الاسبان الذين هجروا المسلمين
• في الرواية حوارات مونولوجية متسائلة نستمع إليها عن طريق غاليليو، لكنها تدفع باتجاه لغة حوارية تحرضك على التفكير، وتتظاهر بأنها لا تنحاز إلى رأي بعينه. كما تلتفت الرواية إلى أن ما يرتكب من أفعال شائنة باسم عقيدة ما لايتهم هذه العقيدة بالضرورة، وإلا كنا اتهمنا مسيحية عرف عنها التسامح بأنها لا تحترم الحريات، إذا قمنا بوضعها قي سياق محاكم التفتيش. ولذلك لا يمكن إحالة مشاهد عنف واستبداد وقع في الجزائر إلى طبيعة تمس الإسلام. هذا لا يلغي بطبيعة الحال حضوراً لشخصيات تلحق نفسها بالإسلام عبرت عن قوى الاستبداد والظلم وتحالفت معه، وفي نهاية الأمر ننظر إليها باعتبارها وليدة عصرنا واضطراباته وتشوهاته وخيباته، ولا يمكن إدراجها في خانة الإسلام.
يلاحظ قارئ هذه الرواية بناء تركيباً جمالياً يحقق انشغالاً بالتحفيز الواقعي، ومن هنا نقع على جملة من الحيل الروائية التي ينتهجها واسيني الأعرج لإقناع المتلقي بصدقيتها. في مقدمة هذه الحيل تأتي المخطوطة التي تشكل جزءاً أساسياً من مكونات البنية السردية.
• أن شخصية واسيني موجودة في الرواية من خلال شخصية أحمد بن خليل أو جاليايو، الذي عانى من طغيان الملوك الكاثوليك. فجد واسيني، رمضان، انغلقت عليه السبل في غرناطة في القرن السادس وهاجر الى المارية بعد الترحيل الضخم الذي قام به الملك فيليب الثاني بعد اتفاضة جبل البشارات، وقد ذكر هذا في سيرته الروائية أنثى السراب. كما أن مسيكا التي قامت بتجميع أخبار البيت الأندلسي، كانت امتدادا لصوت جده "انها صوتي الأعمق والأخفى".
• أن الهاجس الموجود دائما في الرواية هو المنفى: "انت تتمنى أن تغرق السفينة المكلفة بنقلك نحو أرض لم تتهيأ لها أبدا". وأن الرواية تنحاز الى الحق من خلال دفاع مراد باسطا المستميت عن حقه في البيت الأندلسي، وهي تمثل الصراع الدائم بين الحق والباطل والمظلوم ضد الظالم. ووجدن أيضا أن الرواية تتناول الهوية والانتماء وأن هوية الانسان هي إنسانية بغض النظر عن جنسه وهويته وانتمائه، وان واسيني لم يبك على الفردوس المفقود، أي الأندلس، كما فعل الكثير من المثقفين العرب أن واسيني يعتبر أن العرب دخلوا أرضا لم تكن لهم وبنوا عليها حضارة من أهم الحضارات الإنسانية وأرقاها، وهذه الحضارة غيرت العالم وتأثيرها في أوروبا اليوم لا يحتاج إلى برهان. وخسروها لأنها لم تكن يوما لهم.
-
حسن الحرسوسي
الرواية: البيت الأندلسي
الكاتب:واسيني الأعرج
عدد الصفحات:447
منشورات الجمل
يروي هذا الكتاب قصة بيت أندلسي قديم عاش
فيه العشاق والقتلة، الملائكة والشياطين، النبلاء والسفلة، الشهداء والخونة... تريد السلطات تهديمه لإستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم: برج الأندلس، ساكن البيت (مراد باسطا) المتبقي من السلالة المنقرضة، يرفض فكرة التهديم لأنها في النهاية محو للذاكرة الجمعية.
البيت شيّده أحد الموريسكيين (غاليلو ألروخو) الفارّين من الأندلس، في القرن السادس عشر، وفاء لحبيبته (حنا سلطانة)؛ يستولي عليه القراصنة الأتراك بعد عملية إغتصاب قاسية ضد صاحبته، وفي فترة الإحتلال الفرنسي يتحوّل البيت إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة؛ بعد الإستقلال يتكالب على البيت الذين تسمّيهم الرواية ورثاء الدم الجدد، فيُحوَّل إلى كباريه، ثم إلى ماخور مقنَّع، ومركز لعقد صفقات تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها.
الرواية استعارة مرّة لما يحدث في كل الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة إستيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الخراب والإنكسارات."
الرواية جميلة بوجه عام فقد تحدث الكاتب عن اهم المراحل التي مر بها هذا البيت ( 4 قرون ) وتعاقبت الأجيال عليه بالاضافة الى الدماء التي هُدرت فيها و تأثير الاستعمار و الظلم سواء كان من المستعمر الفرنسي او من الجيش العثماني الانكشاري 👎🏻 .... انصح بها لمن يعشقون الروايات التاريخية .
.
.
هذه بعض الاقتباسات الرائعة من هذه الرواية :
.
"لكن شعباً ضعيفاً ليس صمام أمان أبداً،
برميل بارود يمكن أن ينفجر في أية لحظة"
.
.
" الحرب هي دائماً حرب المنتصر و السلام سلامه أيضا "
.
.
" متأكد أن الأصواتَ لا تموت .. شيء منها يبقى عالقاً في الأشجار، الأحجار ، والهواء"
.
.
" توجد في حياة الإنسان لحظة غريبة لا يعرف كيف يفسرها ، ولا يدرك سرها أبداً لكنها تصنع كلّ شيءٍ في حياته القادمة "
.
.
""يقولون إن لكل حبٍ نجمةٌ ترعاه ، سأكون نجمتكَ التي لا تغيب. وإن الحبيب للحبيب غطاء ، سأكون غطائك في الأيام القاسية والصعبة . وإن الحبيب للحبيب مسافة، سأكون عمري مسافتك بين القلب ولسانك ""
#البيت_الأندلسي
#واسيني_الأعرج
-
الجغرافي عبد المجيد
رواية رائعة قرأتها في زمن قياسي بالنسبة لحجمها تحكي عن بيت 🏠 بناه أحد المهاجرين من الأندلس السليبة في الجزائر قبل خمسة قرون بعد قصة مأساوية خاضها للهروب من جحيم محاكم التفتيش الاسبانية هذا البيت الذي يستولي عليه القراصنة الأتراك ثم المحتلون الفرنسيون ويخوض أحفاد الأندلسي صراعاً طويلاً من أجل البيت التراثي صراع النبلاء والخونة الشرفاء والأنذال إرث الشهداء مع العملاء في رواية ملحمية جميلة جداً بأسلوب ليس غريباً على كاتب عظيم