مرة أخرى الرهان على فشل قصة حب، الأمر بادٍ منذ البداية، والسبب مجهول !
لأمرٍ مـا استعادت طوق الطهارة الكثير من غزارة ما جاء في الـ(سقف) على الرغم من اختلاف البطلين، ولكن قصة حبٍ موءود تجمعهما ..
شاب محبٌ ، وامرأة استثناء، وحب جارف، بل وزواج(كاد) أن يكون ، هذا فارق هنا إذًا ..
عائلةٌ مختلفة، وعبث مع أكثر من امرأة، في محاولة للهروب والنسيان على طريقة المداواة بالداء! هذا كله جديد ...
والمرض النفسي، والطفل الذي يتعرض لحالات تحرش، وحبس الأب لظروف أمنية ، العلاقة بين بيروت والرياض، والحوار حول المرأة .... كلها فيما أرى قضايا جادة وجديدة .
تحسب له إذاً
لم يغرق البطل هذه المرة (وإن كنت أرى أن أي مقارنة بين الروايتين ستكون مجحفة لكليهما) لم يغرق حتى أذنيه في حب محبوبة انتهت عندها كفايته، وإن ظل غيابها مؤثرًا وفاعلاً ، إلا أن الحدث الرئيسي للرواية، يبدو من الطرافة( والاجتماع بأحلام مستغانمي مرة أخرى) بحيث بدا "عكس" الرواية التي كانت تكتب لتشكو الهم (سقف الكفاية)، في حين تبدأ هذه من سرد ما أوصل لنتيجة قريبة الشبه، حيث الرواية قد كتبت فعلاً، ووصلت البطل المحب القديم !
وهكذا بدا البطل أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على تبرير مواقفه منها، ومن أسرته، ومن المجتمع، وأكثر دراية بالعالم من حوله،
وعلى الرغم من المتعة العامة التي تبثها فصول الرواية، وصفحاتها كلها، إلا انه كان بارزًا (ولأول مرة) أن الفصلين الأخيرين جمعا كل أحداث الرواية، واستأثرا بجودة عالية، وبمساحة من الشاعرية (التي اعتدنا عليها معه) أكبر، وأعمق ..
من السلبيات التي لا أعتقد أنها تغتفر لروائي أصبح متمرسًا تراوح الحوار عنده بين العامية والفصحى، واضطراب ذلك بشكل لا يوحي بالقصدية، أكثر مما يشي بالارتباك !
ومبكرًا كان الحوار عند ابن علوان علامة دالة وفارقة، وإن كانت مساحات السرد، واللعبة باللغة أكبر بكثير، على نحو ما تبرع أحلام مستغانمي، كأن يكون بين الكلام والرد عليه صفحة(وربما اثنتين) من السـرد المتعلق، أو المتداعي مع الكلام، ومن الطريف ـ في هذا المقام ـ استدعاء موقف "بحواراته" داخل حدث لا يرتبط بالمستدعى من أجله كثيرًا ( أقصد تحديدًا استدعاء أيمن والحوار حول المرأة في نهاية الرواية، بينما كان حدث هذه الفقرة السفر إلى بيروت) والحق أن استدعاء كهذا يؤكد تيار الوعي الذي يعتمد/يرتكز عليه الراوي هنا على كل حال !
كانت الذروة( فنيًا وحدثيًا) في الفصل قبل الأخير، إذ "أخيرًا" يكشف لنا السارد سر ابتعاد الزوجة" المرتقبة" عنه، وتحولها إلى ذلك الموقف الذي يبدو عدائيًا من البطل ! المهزوم ، وجميل أن يضفر مع حدث الرحيل الدرامي هذا أحداثًا أكثر حميمية، وجمالاً، كأن يسرد موقف وفاة أمها بعد انفصالهما، وأثر ذلك عليه، وتدرج سماعه للخبر، ثم ينهي الرواية بذلك الفصل الذي يبدو هادئًا، بعد عدد من رسائل الجوال الناقمة على طريقتها في التعامل مع حزنه/حبه الذي كان !